التقت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار والمفوض العام لجناح البحرين في إكسبو ميلانو مساء اليوم الخميس (3 سبتمبر/ أيلول 2015)، بمجموعة من المستثمرين ورجال الأعمال الإيطاليين، في لقاء حول "الاستثمار في الثقافة"، وذلك من أجل استعراض التجربة في مجال الاستثمار في الثقافة والعمل على استقطاب داعمين جدد للحراك الثقافي في البحرين.
وخلال اللقاء الذي حضره مدراء ورؤساء شركات ومصارف إيطالية أكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على أهمية الثقافة في بناء المجتمعات وتعزيز الهوية المحلية، قائلة: "إن الرهان على الثقافة هو استثمار المستقبل، وهو الفعل الذي نطمح من خلاله أن نبنى مجتمعاً آمنا ونخلق فيه الجمال ونصنع فيه إنسانيتنا".
وتطرقت إلى أبرز المحطات في تجربتها عبر الاستثمار في الثقافة، مبينة أن من أبرز ما يدعم هذه المشاريع هو العلاقة مع القطاع الخاص والثقة المتبادلة والمبنيّة على الهدف المشترك بتعزيز وتقوية الهوية الإنسانية والانتماء الحضاري والتاريخي للجغرافيا التي تشهد عبر أماكنها على التبادل الثقافي والانفتاح على مختلف الشعوب والحضارات.
كما أوضحت أنه من الضرورة أن تتكامل الأدوار وتتقاسم المهام من أجل تفعيل المشاريع واستثمار المعطيات، مستعرضة أهم مراحل الاستثمار في الثقافة الذي بدأ في مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث كقطاع أهلي، موضحة أنه ومنذ تأسيس المركز عام 2002 استطاع أن يعيد إحياء بيوت المحرق والمنامة القديمة واستضاف حتى الآن أكثر من 400 شخصية من عوالم الفكر، الأدب، الصحافة والفن. وأشارت إلى أنها نقلت فكرة الاستثمار في الثقافة إلى القطاع العام بعد تسلّمها المهام الرسمية فيه، وذلك من خلال صناعة شراكة ما بين القطاعين العام والخاص لدعم مشاريع البنى التحتية المعنية بالثقافة والسياحة، موضحة أن مبادرة الاستثمار في الثقافة أسهمت في إنجاز مشاريع فاقت ال 37 مليون دينار بحريني.
وفيما يتعلّق بمشاريع البنية الثقافية في مملكة البحرين، أشارت إلى مجموعة من المشاريع التي ظهرت معالمها في الشراكة القائمة بين القطاع الخاص والمؤسسات الرسمية الملتزمة بالشأن الثقافي، وأبرزها مسرح البحرين الوطني الذي افتتح في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 بدعم خاص من عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، متحف موقع قلعة البحرين الذي شيد برعاية من بنك أركابيتا في فبراير/ شباط 2008م، إضافة للتطرق إلى مشاريع أخرى متنوعة أسهمت في توعية الفرد بأهمية تراثه وهويته وسبل المحافظة عليها.
وبخصوص مستقبل الاستثمار بالثقافة، أطلعت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة الحضور على التوجّهات التي تتّبعها هيئة البحرين للثقافة والآثار في مراحلها اللاحقة، خصوصًا وأن المنامة عاصمة مملكة البحرين تعيش هذا العام فعاليات احتفائها بالتراث تحت شعار "تراثنا ثراؤنا"، مشيرة إلى مجموعة من المشاريع المستقبلية التي تهدف إلى تعزيز مبدأ الاستثمار في الثقافية في مملكة البحرين كمشروع تطوير موقع مسجد الخميس، متحف ومركز أبحاث مستوطنة سار، متحف الأطفال، مركز زوار معبد باربار، متحف عالي وتطوير سلسلة التلال الأثرية ومصانع الفخار في عالي، متحف الصوت، وفندق البحرين.
ويأتي هذا اللقاء بتنظيم من مؤسسة آرت فاليه الإيطالية التي أعجبت بنتيجة الاستثمار في الثقافة في مملكة البحرين وطلبت نقل هذه الخبرة إلى الغرب وبالأخص ميلانو حيث ما زال جناح البحرين يحظى بأهمية التغطية الإعلامية المحلية ويحوز على إعجاب الزوار.