تحتفي مملكة البحرين يوم غد الجمعة (4 سبتمبر/ أيلول 2015) بيومها الوطني في إكسبو ميلانو 2015، بمشاركة وفد رسمي يترأسه ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، بحضور المفوض العام لجناح المملكة في الإكسبو الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وعدد من المسئولين الإيطاليين والمشاركين الدوليين في الإكسبو.
وتنطلق احتفالية اليوم الوطني لمملكة البحرين من مركز الإكسبو حيث يرفع العلم البحريني ويعزف السلام الملكي من قبل الفرقة الموسيقية للشرطة، لتجوب الفرقة بعدها الممر الرئيسي للإكسبو.
وتتضمن الفعالية حفلات موسيقية لفرقة محمد بن فارس التي تقدم تشكيلة من الموروثات الغنائية البحرينية، كما يستمر جناح البحرين الوطني "آثار خضراء" استقبال الزوار للاطلاع على التراث الثقافي والزراعي الفريد الذي تتميّز به البحرين ضمن إكسبو ميلانو 2015: "تغذية الكوكب، طاقة من أجل الحياة" المتواصل حتى نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وتعمل هيئة البحرين للثقافة والآثار، من خلال الجناح الوطني الذي يستمر حتى نهاية شهر أكتوبر، الذي تبلغ مساحته نحو 2000 متر مربع، على ضمان نشر الوعي بالتراث الثقافي الزراعي الفريد لمملكة البحرين، وتتمحور فكرة الجناح حول تقديم مشهدٍ طبيعيٍ مستمرٍ مكونٍ من حدائق فاكهة، كل منها تحتوي شجرة فاكهةٍ معينةٍ أصليةٍ في البحرين تثمر في أوقات مختلفة بالتزامن مع فترة إقامة الإكسبو. كما ويحتوي الجناح الوطني على قطع وتحف أثرية تستحضر التقاليد الزراعية التي تعود لعدة آلاف من السنين.
ويدعم عمل جناح البحرين في الإكسبو، والذي يتمثّل في نشر الوعي حول أهمية التراث الزراعي لمملكة البحرين، سفراء الجناح الوطني، وهم عالية المؤيد، خالد المحرقي، ناريس قمبر، ريم المعلا وأحمد طالب، وهم يمثلون من قطاعات وتخصصات، تشمل التغذية، والفن والهندسة المعمارية والتصميم والبيئة، وكلها مجالات ذات صلة بشعار الإكسبو الرئيسي، وهو "تغذية الكوكب، طاقة من أجل الحياة" .
ومن أجل تعزيز التجربة الثقافية المتميزة للزوار، فإن جناح البحرين يحتوي على مقهى خاص يقدم مجموعة مختارة من المأكولات البحرينية. كما تشارك البحرين في الإكسبو بكتاب طبخ يحيي الوصفات والمأكولات الشعبية والذكريات المتعلقة بها. وكانت حلوى "الرنقينة" البحرينية الشعبية حازت المركز الأول عالميا عن فئة الحلويات حسب تصنيف عدد من المختصين والقائمين على معرض اكتشاف النكهات الجديدة والذي أقيم ضمن فعاليات الإكسبو.
كذلك فإن الملابس التي يرتديها مرشدو الجناح هي من تصميم المصممة هند مطر، وتتناغم تصاميمها مع الأشكال والخصائص المعمارية للجناح، الأمر الذي يجسّد سعي جناح "الآثار الخضراء" لاستعراض التقليد العريق والابتكار في آن واحد.
واستخدمت في بناء جناح "آثار خضراء" ألواح خرسانية بيضاء مسبقة الصنع، وستنقل هذه الألواح إلى البحرين بعد انتهاء المعرض ليعاد تشييد الجناح ليصبح حديقة نباتية بديعة. وتجدر الإشارة إلى أن الألواح مسبقة الصنع التي يتألف منها مبنى الجناح، والتي تظهر من خلال الوصلات التي تربطها ببعضها البعض، هي إشارة إلى الأشكال الهندسية المتأصلة والمتميزة في آثار البحرين.
يذكر أن إكسبو ميلانو 2015 هو معرض عالمي غير تجاري ذو ميزات مبتكرة وفريدة من نوعها. وهو يتعدى كونه مجرد معرض، فهو منظومة فاعلة وقائمة بحد ذاتها يشارك فيها عدد كبير من الأطراف تحت شعار "تغذية الكوكب، طاقة من أجل الحياة". يعتبر المعرض حدثاً مستداماً وتكنولوجياً استثنائياً، وهو مبني على مواضيع ومفاهيم محددة موجهة لزواره ومرتاديه. وسيشارك في الإكسبو الذي يقام من 1 مايو/ أيار إلى 31 أكتوبر 2015 أكثر من 140 مشارك، وتغطي رقعة الأرض العملاقة التي يقام عليها نحو مليون متر مربع، ومن المتوقع أن يستقبل على حتى نهاية أيامه الـ 184 أكثر من 20 مليون زائر.
وحظي جناح مملكة البحرين في الإكسبو باحتفاء في عدد من وسائل الإعلام الإيطاليّة والعالمية، وأشادت مجلة "Wallpaper" التي تتناول مواضيع الهندسة، التصميم والفنون، بالهندسة الاستثنائية لجناح البحرين الوطني "آثار خضراء" وبفكرة البناء المستدام الذي سيسهّل عملية تفكيك الجناح وإعادة بنائه في مملكة البحرين بعد انتهاء مدة الإكسبو ، أما مجلة "Baunetz" الألمانية، والمتخصصة في الهندسة المعمارية بالتحديد، فأكدت أن مساهمة البحرين في إكسبو ميلانو هي مساهمة "مقنعة" من وجهة النظر الهندسية، مشيدة بحدائق الفاكهة التي ستثمر على مدى أشهر الإكسبو، كما وصفتها بأنها "مشهد مثير للتأمل" يأخذ زوّار الجناح في تجربة حسية متكاملة.