قالت وكالة «ميد» إنه في الوقت الذي تحقق فيه مشروعات المترو في كل من الدوحة ودبي وجدة ومكة والرياض تقدمًا سريعًا، فإن جهود تطوير شبكة قطار دول مجلس التعاون الخليجي لاتزال بطيئة.

وأشارت «ميد»، في بيان صحافي صدر عنها، إلى أن تحليل بيانات مشروعات السكك الحديد والمترو يكشف أن هناك مشروعات تقدر بنحو 61 مليار دولار قيد الإنشاء في المنطقة، ومن بينها مشروعات تتجاوز قيمتها 40 مليار دولار، تتمثل في خطوط المترو في الدوحة والرياض.

وفي الوقت الراهن، فإن شبكات الخطوط البرية الرئيسية قيد الإنشاء هي العناصر النهائية لشبكة الحرمين السريعة بين جدة والمدينة، وخطوط الشحن التي تخدم الدمام والجبيل وخدمات التعدين بمنطقة وعد الشمال.

ونوّهت الوكالة إلى أنه على رغم الأعوام التي انقضت في المحادثات والتخطيط فلانزال بعيدين كل البعد عن تطوير شبكة السكك الحديد لدول مجلس التعاون على رغم أن 3 أعوام فقط هي التي تفصلنا عن التاريخ الرسمي للافتتاح، إذ يمثل تطوير مشروعات الشحن والركاب للمسافات الطويلة تحدياً في المنطقة، ويرجع ذلك إلى مجموعة من التحديات التي تتعلق بالتكلفة، والنواحي الجيوسياسية، والتكنولوجيا، وحقوق الطريق.

ومثّلت «ميد» لحالة تباطؤ شبكة القطار الخليجي، بالمرحلة الثانية لشبكة الاتحاد للقطارات التي تقدر بنحو 5 مليارات دولار أميركي، والتي ستمثل جزءًا من شبكة السكك الحديد لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث تربط بين حدود أبوظبي مع السعودية وحتى مدينة العين وستلتقي بالجزء الخاص بسلطنة عمان. وقالت إنه على رغم خضوع العطاءات التي قدمت لبناء المشروع للتقييم على مدار أكثر من عامين، فقد قررت الجهة المسئولة مؤخرًا طرح المشروع مرة أخرى للمناقصة ما تسبب في تأخير المشروع.

وفي الوقت ذاته، تعد الكويت بعيدة عن تنفيذ الجزء الخاص بها من الشبكة إذ نظرت في حلول لتمويل المشروع من القطاعين الخاص والعام، وفقًا لـ «ميد»، بينما تسعى السعودية منذ أكثر من 10 سنوات إلى الخروج من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ على الأرض فيما يتعلق بإنشاء وصلة برية للقطارات تقدر بنحو 7 مليارات دولار لتربط بين جدة والرياض.

وقالت الوكالة إنه على رغم عدم إحراز أي تقدم، فإن هناك إشارات على استئناف تطوير الخطوط الرئيسية للسكك الحديد في المنطقة، فقد تم تقديم العطاءات في وقت سابق هذا العام لإنشاء المرحلة الأولى من شبكة خطوط القطارات العمانية التي تقدر بنحو 6 مليارات دولار، في حين ذكرت سكك حديد قطر (الريل) أنها تخطط لطرح المرحلة الأولى من خطوط الشحن والركاب طويلة المسافة للمناقصة في مطلع العام المقبل والتي تبلغ قيمتها 15 مليار دولار. وفي المجمل سيكون من المخطط إنشاء 34 ألف كيلومتر من السكك الحديد على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وسيتطلب هذا الأمر استثمارات بقيمة تتجاوز 200 مليار دولار ما يجعل المنطقة واحدة من أكثر المناطق نشاطاً في هذا القطاع على مستوى العالم.

وعلى النقيض، فإن قطاع المترو يتحرك بخطى سريعة على المستوى الإقليمي، فإلى جانب مترو الدوحة ومترو الرياض اللذين يجري العمل فيهما حاليّاً، من المتوقع أن تجرى ترسية العقود لبناء مترو مكة قريباً والذي يقدر بنحو 11 مليار دولار، في حين ينتظر أن تطرح العطاءات قريبًا لمترو جدة بقيمة 13 مليار دولار، وبالمثل لشبكتي مترو المدينة والدمام في العام المقبل. وعلى نحو مماثل، يستمر تقديم العطاءات لمد الخط الأحمر التابع إلى مترو دبي لربطه بموقع معرض إكسبو 2020.