تم اختيار البحرين لتكون ضيف شرف في معرض الصين الدولي للاستثمار والتجارة التاسع عشر والذي سيحتضنه إقليم «شيامن» بجمهورية الصين الشعبية الأسبوع المقبل في ظل تنامي العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وينظم مجلس التنمية الاقتصادية جولة ثانية إلى الصين خلال الأسبوع المقبل للبناء على جولته الأولى التي قام بها بالتعاون مع شركائه في القطاعين العام والخاص في مملكة البحرين إلى جمهورية الصين الشعبية في أكتوبر/ تشرين الأول 2014 والتي كان لها دور بارز في تعزيز العلاقات في المجالات الاقتصادية والتجارية البحرينية الصينية، إذ أسفرت عن توقيع 13 مذكرة تفاهم مع عدد من الشركات والمنظمات التجارية الصينية، وشملت الالتقاء بكبار المسئولين الصينيين ورجال الاقتصاد في عدد من أبرز الحواضر الصينية التي تعد من بين أهم المراكز الاقتصادية العالمية وعلى رأسها العاصمة «بكين» ومدن «قوانغتشو» و«شينجين» ومقاطعة «هونغ كونغ».
ومثل هذه الإنجازات على صعيد تطوير العلاقات الثنائية بين البحرين والصين ما كان لها أن تنجح إلا من خلال التزام قوي من كلا الجانبين بتعزيز التعاون والتنسيق المتبادل بينهما في العديد من المجالات وهو ما تكلل وأعطى ثماره في أن زيادة حجم التبادل التجاري بين البحرين والصين، حيث استقبلت البحرين من بعد الجولة التي قام بها المجلس وشركائه إلى الصين العام الماضي 12 وفداً صينياً من مختلف مدن ومقاطعات جمهورية الصين الشعبية وهم يمثلون العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية ومن بينها النفط والغاز والتصنيع.
ويسعى مجلس التنمية الاقتصادية وشركاؤه إلى مشاركة متميزة عبر الجناح الكبير الذي سيخصص لمملكة البحرين في قلب معرض الصين الدولي للاستثمار والتجارة التاسع عشر، فهنالك العديد من الفرص القيمة لإبراز المزايا التنافسية التي تحظى بها المملكة أمام المستثمرين من مختلف أنحاء العالم ولقيادة الجهود نحو خلق التواصل بين قطاعات الأعمال البحرينية والصينية إلى جانب التحدي الكبير لتقديم لوحة مبدعة تجسد المسيرة الاقتصادية الناجحة والمزدهرة للمملكة أمام العالم أجمع انطلاقاً من الصين.
وسيقوم المجلس بالترويج للفرص الاستثمارية في القطاعات النامية التي توفر فرصة مميزة للمستثمرين الصينين، ومن ضمنها: الخدمات المالية، والسياحة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والصناعات التحويلية والخدمات اللوجستية وهي القطاعات التي يمكن للمملكة أن توفر فيها مميزات بالغة الأهمية.
وتمثل البحرين المقر الإقليمي لعدد من الشركات الصينية ومن ضمنها شركة الاتصالات والشبكات العالمية «هواوي»، و«تشاينا هاربور إنجينيرينغ كومباني لمتد»، و«تشاينا كوم سيرفس»، و«بنك أوف تشاينا»، و«بكين جانغو كورتين وال لمتد»، و«دايلي ويلث لمتد»، و«تشاينامكس»، و«ووهان لينجيون بلدنغ ديكورايشن انجينيرينغ كو» و«سي بي اي اس».
شهدت بين جمهورية الصين ومملكة البحرين نمواً متسارعاً، ففي العام 2014 بلغت القيمة الاجمالية للتبادل التجاري بين البلدين (عدا النفط ومشتقاته) 1.98 مليار دولار أميركي بالمقارنة مع 890 مليون دولار في العام 2009.
وعكفت الجهة المنظمة لمعرض الصين الدولي للاستثمار والتجارة سنويا على اختيار إحدى الدول لتحل ضيف شرف سنوياً تمثل مركزاً اقتصادياً رائداً يحظى باهتمام صيني كبير ومنها جنوب أفريقيا التي تم اختيارها في 2013 وماليزيا في 2014.
ويستقطب المعرض سنوياً أكثر من 50 ألف من رجال الأعمال وكبار المسئولين والمنظمات والهيئات المختصة بالترويج للاستثمار من أكثر من 100 دولة من مختلف أنحاء العالم، إذ يعد المعرض بوابة مفتوحة للوصول إلى الفرص الاستثمارية في الصين وآسيا والعالم.
والبحرين هي الدولة العربية والشرق أوسطية الأولى التي تحل ضيف شرف على هذه التظاهرة الكبيرة. ويعد هذا الاختيار حصيلة لتراكم الجهود بين الجانبين والتي شكلت أبرز محطاتها التاريخية الزيارة التي قام بها عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى جمهورية الصين الشعبية في سبتمبر/ أيلول 2013 وحضوره افتتاح منتدى الصين – الدول العربية إكسبو كضيف شرف بدعوة من الحكومة الصينية.
إن الأهمية التي تمثلها البحرين بالنسبة لجمهورية الصين الشعبية تتمحور حول موقع البحرين الذي يجعلها البوابة المثالية للوصول إلى منطقة الخليج التي تقع ضمن استراتيجية «حزام واحد، طريق واحد» التي تبنتها جمهورية الصين الشعبية حينما أعلن عنها رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جي بينغ خلال الزيارات التي قام بها إلى دول آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا في 2013.
وتمثل التزام الصين بهذه الاستراتيجية في تأسيس صندوق استثماري قيمته 40 مليار دولار للدفع باتجاه الاستثمار الخارجي في 60 دولة في منطقة آسيا، وأوروبا، والشرق الأوسط. وكان الهدف هو منح الفرصة للشركات الصينية، بما فيها تلك المملوكة للحكومة، لمد استثماراتها وعملياتها في الدول الواقعة على هذا الطريق الذي يمتد حتى يصل إلى شمال إفريقيا.
ونتج عن تبني الصين لهذه الرؤية الاستراتيجية على صعيد رسمي خلق الاهتمام بين المستثمرين الصينيين لطرق الأبواب في كل الدول الواقعة على خط الحرير، كما استجابت هذه الدول الواقعة على خط الحرير للترويج للفرص الاستثمارية فيها ولتعزيز العلاقات والتنسيق المتبادل من خلال المشاريع المشتركة في مجالات حيوية متنوعة تشمل الاتصالات والمعلومات، وترابط خطوط المواصلات وتسهيل التجارة والاستثمار وإزالة العوائق أمامهما، وتعزيز الصداقة والتعاون بين الشعوب، وهو ما يبشر بتحقيق المزيد من الإنجازات الملموسة التي ستفيد الشعبين البحريني والصيني وستعزز المصالح المتبادلة بين كلا البلدين.
واليوم، تعدّ الصين ثالث أكبر بلد يستثمر في الخارج، مما يشكّل فرصة كبيرة لمملكة البحرين للاستفادة من هذه الحقيقة. فقد تزايد مستوى الاستثمار الخارجي الصيني في العقد الأخير ليصل إلى مستويات ضخمة تبلغ حالياً 100 مليار دولار. ويدلل على ذلك أنه خلال النصف الأول من العام الحالي استثمر الصينيون في أكثر من 4000 شركة تقع في 147 دولة وإقليم، وبلغت الاستثمارات في ذات الفترة نحو 56 مليار دولار، أي بنسبة زيادة تبلغ 29.2 في المئة بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
العدد 4743 - الثلثاء 01 سبتمبر 2015م الموافق 18 ذي القعدة 1436هـ