لا يُسلب ضحايا الاختفاء القسري من حريتهم فحسب، بل يُزجّ بهم في أقبية احتجاز سرية، ونادراً ما يُفرج عنهم. وكثيراً ما يبقى مصيرهم مجهولاً، وغالباً ما يتعرضون للتعذيب، ويعيشون في خوف دائم من الفتك بحياتهم. وحتى إذا أُطلق سراحهم في نهاية المطاف، فلن تفارقهم الآلام البدنية والنفسية طيلة ما تبقّى من عمرهم. ولا فكاك لأسر الضحايا وأحبائهم أيضاً من مكابدة الحزن الشديد.
وممارسة الاختفاء القسري ليست حكراً على الدكتاتوريات العسكرية في العهود البائدة، بل هي أبعد ما تكون عن ذلك، إذ ما زال ثمة بعض الدول التي تلجأ إلى هذه الممارسة.
ففي غضون العام الماضي فقط، تلقّت اللجنة المعنية بالاختفاء القسري والفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي، وهما آليتان تابعتان للأمم المتحدة تُعنيان بالاختفاء القسري وتتألفان من خبراء مستقلين، 246 طلباً من أفراد أسر من جميع أنحاء العالم يناشدون فيها القيام بتدابير عاجلة في هذا الشأن.
وهذا الرقم لا يعدو أن يكون سوى نسبة ضئيلة جداً من آلاف الحالات التي لم يبلّغ عنها قط، إما بسبب الظروف الأمنية السائدة أو بسبب الجهل بوجود آليات دولية يمكنها أن تقدّم المساعدة في هذا الصدد.
ولقد شهدت السنوات الماضية أيضاً ارتفاعاً مثيراً للجزع في عدد الأعمال التي تقترفها جهات غير حكومية، بما فيها الجماعات المتطرفة والإرهابية المسلحة، والتي ترقى إلى مستوى الاختفاء القسري، وتشكّل أيضاً انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
إن الاختفاء القسري محظورٌ على الإطلاق. فالاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري تؤكد تأكيداً قاطعاً لا لبس فيه، أن ممارسة الاختفاء القسري عملٌ غير قانوني أياً كانت الظروف، بما في ذلك الحرب أو انعدام الاستقرار السياسي الداخلي أو أي حالة أخرى من حالات الطوارئ العامة.
ولقد بدأ نفاذ الاتفاقية في العام 2010، ووقّعتها 93 دولة، وصدّقت عليها 50 دولة، وهي بذلك ترسي أساساً مكيناً لمكافحة الإفلات من العقاب، وحماية الأشخاص المختفين وأفراد أسرهم، وتعزيز الضمانات التي توفرها سيادة القانون، بما في ذلك إجراء التحقيقات والملاحقة القضائية وإقامة العدل وجبر الضرر.
وبمناسبة هذا اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري (30 آب/أغسطس 2015)، أحث الدول الأعضاء كافةً على التصديق على الاتفاقية أو الانضمام إليها، دونما إبطاء، كما أدعو الدول الأطراف في الاتفاقية إلى وضعها موضع التنفيذ. فقد آن الأوان لوضع حد للاختفاء القسري بكافة أشكاله.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 4741 - الأحد 30 أغسطس 2015م الموافق 16 ذي القعدة 1436هـ
صباح الخير
أخي بان كي مون فاقد الشيء لا يعطيه انتو في الأمم المتحدة في حرب تموز 2006 لما اغفق الجيش الإسرائيلي من الانتصار على المقاومه الإسلامية اللبنانيه وردت عليه المقاومه بصواريخ لم تكن في الحسبان واحس العدو الصهيوني انه في مئزق حقيقى طالبت بوقف العمليات العسكرية بضع دقائق معدودة واوقفت الحرب الجائره على اللبنان خوف على الكيان الصهيوني قولي بالله عليك مايحدث من دمار شامل أين أنتم من اليمن