ما حدث في النصف الأوَّل من هذا الشهر في الاقتصاد الصيني يمثّل أَوَّل تحدٍّ حقيقيٍّ تواجهه الصين منذ نهضتها الاقتصاديَّة خلال العقود الثلاثة الماضية، والتي أَذهلت المراقبين. فالصين أزاحت اليابان في مطلع 2011 لتصبح ثاني أكبر اقتصاد بعد أَميركا، وفي العام الماضي بدأ الحديث عن احتمال التفوُّق على أميركا، وتسنُّم المركز الأوَّل في وقت أَقصر ممَّا كان متوقعاً. كما أَنَّ صندوق النقد الدولي بصدد اتخاذ قرار في نهاية هذا العام، فيما إذا كان سيدخل العملة الصينيَّة (يوان) ضمن سلَّة عملات الاحتياطي الدولي، وهي سلة تضمُّ أهمَّ العملات، مثل الدولار الأميركي، الجنيه الاسترليني، الين الياباني، واليورو.
لكن في شهر أغسطس / آب الجاري تفاجأ العالم بتباطؤ الاقتصاد الصيني، وانخفاض سوق الأسهم في شنغهاي بنسبة 37 في المئة. وتحدثت وسائل الإعلام المملوكة للدولة عن شراء أسهم، وتم تخفيض سعر العملة الصينية بقرار حكومي، ما يعني أنَّ سوق الأسهم ليست خاضعة لقوانين السوق، كما هو الحال في البورصات التي تقود الاقتصاد العالمي.
كما أنَّ الإحصاءات عن النمو الاقتصادي لاتزال غير واضحة في طريقة إعدادها، ولذلك فإنَّ المؤسسات الاستثماريَّة الكبرى قد تسعى إلى التروّي أكثر بالنسبة إلى خطواتها المستقبليَّة.
قبل الحالة الصينيَّة، كان المراقبون ينظرون إلى اليابان في ثمانينات القرن الماضي، على أَنَّها ستتسنَّم المركز الأوَّل فيما لو استمرَّ نموُّها الذي كانت عليه لثلاثة عقود قبل أنْ تصاب سوق الأسهم لديها بنكسة في 1990 لم تستطع الخروج منها بسرعة، وتسبَّبت في تباطؤ حركة الاقتصاد والابتكارات اليابانيَّة التي كانت تغزو الأسواق في السابق، ولم تتحرَّك الأمور بشكل أفضل نسبيّاً إلا مؤخَّراً.
الصينيُّون طرحوا أنموذجاً مختلفاً، وهو إبقاء السياسة تحت سيطرة الحزب الشيوعي، مع فتح الاقتصاد على النمط الرأسمالي، وتحويل الصين إلى «ورشة عالميَّة» لتصنيع وتصدير كل أنواع المنتجات بأسعار تنافسيّة تصل إلى كل مكان. ولربما هذا الأنموذج قد وصل إلى مرحلة التشبُّع، وأنَّ الصينيين قد يرغبون في الاستهلاك بالمستوى المتوافر في الدول المتقدّمة، ما يعني أنَّ مستوى المعيشة سيرتفع، والأسعار سترتفع مع ارتفاع المعاشات.
فوق هذا وذاك، فإنَّ الطبقة المتمكّنة اقتصاديّاً عبر النمط التنافسي، ربما تسعى أيضاً إلى أنْ تتمكَّن سياسيّاً عبر النمط التنافسي الذي قد لا يتلاءم مع الأنموذج الحالي... وهذا الضغط المتواصل يعتبر أكبر اختبار للصين منذ صعود نجمها الاقتصادي.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4741 - الأحد 30 أغسطس 2015م الموافق 16 ذي القعدة 1436هـ
مفهوم الابتكار به خلل وغير مكتمل عندنا في الخليج و ان هناك 78% من المؤسسات بحاجة لتطوير الموظفين و حثهم على الابداع .... ام محمود
وخلصت الدراسة، التي شهدت مشاركة 750 شخصية من كبار الشخصيات التنفيذية من 15 دولة حول العالم ويمثلون تسع قطاعات، إلى أن مفهوم الابتكار، أحد أبرز العوامل التي تحدد مستوى الإنتاجية، فيه خلل وغير مكتمل
وتعليقاً على الموضوع، قال رئيس «مجموعة بي إيه للاستشارات» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جايسون هاربورو، من مقر الشركة الإقليمي في العاصمة الإماراتية أبوظبي: «مضت سبع سنوات على الأزمة المالية العالمية، والعديد من صناع القرار يرفضون الاستثمار في مشاريع لا تضمن لهم عائدات على الاستثمار !!!!!
من صفحة اقتصاد بالجريدة دراسة مهمة ....... ام محمود
أظهرت دراسة عالمية من (مجموعة بي إيه ل الاستشارات ) محورها الابتكار ان الشركات و المؤسسات العاملة في منطقة الخليج تهدر فرصا ثمينة بمئات المليارات من الدولارات وأن على صناع القرار فيها التحلي بمزيد من الجرأة والمخاطرة لمساعدة مؤسساتهم على الحد من هدر الأفكار الإبداعية واستثمارها
وتشير الدراسة إلى أن المؤسسات في الدول الخليجية الثلاث تميل إلى عدم المخاطرة ولا تتحلى بالجرأة عندما يتعلق الأمر بالابتكار، وأن 27 %منها فقط تسعى لتكون رائدة أو تتحلى بروح المغامرة بتبنيها لابتكارات عالية المخاطرة
شكرا دكتور
شكرا دكتور على هذا المقال الجميل والغني بالمعلومات