نظم أقارب أكثر من 200 تلميذة خطفهن تنظيم بوكو حرام المتطرف، مسيرة اليوم الخميس (27 أغسطس/ آب 2015) في ابوجا في ذكرى مرور 500 يوم على خطفهن في شمال شرق البلاد حيث لا تزال هذه الجماعة المتطرفة تبث الرعب، على رغم خسائرها العسكرية.
وعلى رغم التعاطف الدولي الكبير الذي جسدته حركة "أعيدوا بناتنا" المدعومة من شخصيات عديدة، من ميشال اوباما إلى انجيلا جولي، والجهود التي تبذلها جيوش المنطقة، لم تتوفر أخبار عن هؤلاء البنات.
وكان عناصر بوكو حرام اقتحموا في 14 أبريل/ نيسان 2014 ثانوية شيبوك في ولاية بورنو، مهد حركتهم، وخطفوا 276 تلميذة كن يستعددن للامتحانات.
وتمكنت سبع وخمسون منهن من الفرار، لكن مصير 219 أخريات ما زال مجهولاً. وبعد شهر على خطفهن، ظهرت في شريط فيديو عشرات منهن يرتدين لباساً أسوداً ويتلين القرآن مستسلمات لمصيرهن.
وحرص زعيم بوكو حرام ابوبكر شيكو آنذاك على الإعلان عن أنهن اعتنقن الإسلام و"تزوجن" ناشطين في الحركة الإسلامية.
ويقول مدافعون عن حقوق الإنسان إنهن يخضعن في الواقع لتوجيهات المجموعة، ويتم بيعهن أحياناً سباياً أو يستخدمن "قنابل بشرية" في تنفيذ هجمات دامية.
ونظم عشرات الناشطين أطلق عليهم"سفراء فتيات شيبوك" الخميس مسيرة في العاصمة النيجيرية متشحين بالأحمر قبل إنهاء التحرك بإضاءة شموع.
ورفع الشبان الذين انضم إليهم الكثير من كبار رجال الدين لافتات تحمل صور الفتيات المخطوفات.
وقال رئيس أساقفة ابوجا جون اونيكان "قلبي ينزف دما لأجل هؤلاء الأطفال وشعوري بالعار لا يوصف. أشعر بالعار لأن نحو 300 فتاة فقدوا بهذه الطريقة حتى بعد أن قلنا إن الجيش يفعل ما بوسعه ويحرز تقدما في دحر الإرهابيين وتدمير معسكراتهم".
من جهته دعا الشيخ نورا خالد إمام مسجد ابوجا القيادات الروحية للمسلمين إلى التعبئة "من خلال خطبهم ومن أعلى منابرهم من أجل أن تستعيد فتيات شيبوك حريتهن".
ووعد الرئيس النيجيري محمد بخاري الجنرال السابق الذي تسلم مهامه في 29 ايار/مايو، بإنهاء تمرد المتطرفين الذي أوقع أكثر من 15 ألف قتيل و1,5 مليون نازح في ست سنوات.
واستبدل الرئيس الجديد كافة قيادات الجيش وفعل التعاون العسكري مع جيوش المنطقة.
ووجه الجيش النيجيري المدعوم بفرق من البلدان المجاورة، لاسيما منها تشاد والكاميرون، ضربات قاسية إلى بوكو حرام مطلع 2015، واستعاد بعض معاقل الحركة، وطرد المتطرفين من مراكز في مدن كانوا يسيطرون عليها.
واستعاد مئات من أسرى بوكو حرام حريتهم، لكن مصير تلميذات شيبوك ما زال غامضاً.
وتقول منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، إن بوكو حرام خطفت أكثر من ألفي شخص منذ أربع سنوات، وتم تحرير 500 منهم في الأشهر الأخيرة. وأحصت منظمة العفو الدولية 38 عملية خطف جماعية قامت بها بوكو حرام منذ مطلع 2014.
ويؤكد الجيش النيجيري انه يعرف مكان وجود تلميذات شيبوك، في ضواحي غابة سامبيسا بولاية بورنو (شمال شرق)، لكنه يقول إن شن عملية عسكرية قد يعرض حياتهن للخطر.
وتنقل منظمة العفو الدولية عن مسئول عسكري نيجيري كبير، قوله إن بعض التلميذات نقلن إلى معسكرات أخرى للحركة، خصوصا في الكاميرون وفي تشاد على الأرجح.
لكن المحلل الأمني المعروف في نيجيريا والخبير بشئون بوكو حرام فولان نصرالله، يرى انه "لم يعد هناك أمل" في العثور على بنات شيبوك.
واعتبر أن "معظمهن رزقن بأطفال بعد أن تزوجن بخاطفيهن. وبيعت كثيرات منهن في السوق العالمية للجنس ويمارسن الدعارة على الأرجح..." مضيفاً أن "أخريات قتلن بالتأكيد لدى محاولتهن الفرار أو في غارات جوية على المعسكرات التي كن محتجزات فيها".