أعلن القضاء الفرنسي اليوم الثلثاء (24 أغسطس/ آب 2015) ان ما قام به المغربي ايوب الخزاني الجمعة في قطار تاليس بين أمستردام وباريس جاء في إطار "تخطيط واستهداف" واضحين، على أن يوجه إليه مساء تهمة "محاولات اغتيال على علاقة بمؤسسة إرهابية".
وقال النائب العام في باريس فرنسوا مولان في مؤتمر صحافي ان الخزاني كان يحمل رشاش كلاشنيكوف مع 270 رصاصة ومسدسا من نوع لوغر و"زجاجة بنزين من 50 سنتيلترا".
وإضافة إلى هذا "التسلح الثقيل" فان الشاب المغربي الذي سبق ان أشير إليه بأنه "ينتمي إلى التيار الراديكالي" توجه إلى تركيا قبل فترة قصيرة "المعبر الممكن للعبور إلى سورية". وعاد إلى أوروبا في الرابع من حزيران/يونيو 2015 في طائرة أتت من أنطاكية في جنوب تركيا المجاورة للحدود مع سوريا.
وبعد ان استقل القطار فتح ملفا في هاتفه النقال على موقع يوتيوب يتضمن دعوات للقيام بأعمال عنف باسم إسلام متطرف، بحسب ما أفاد النائب العام.
وخلال التحقيق معه قدم الخزاني تبريرات "غير منطقية" حول الدافع لقيامه بهذا العمل، "ومع تقدم التحقيقات قدم اجوبة غير واضحة متذرعا بالنسيان قبل ان يطلب استخدام حقه بالصمت"، بحسب النائب العام.
وكان الخزاني نقل في وقت سابق الثلاثاء الى قصر العدل في باريس في سيارة مصفحة للشرطة في ثياب المستشفى معصوب العينين ومقيدا من الخلف، وذلك قبل بضع ساعات من انتهاء توقيفه الاحتياطي ل96 ساعة.
وفي بروكسل، أعلنت النيابة الفدرالية الثلاثاء أن الشرطة قامت بعمليتي دهم في محاولة لتحديد "الأمكنة التي أقام فيها" الخزاني.
وقالت صحيفة "لا ديرنيير اور" البلجيكية أن هذه العمليات نفذت "لدى شقيقة المشتبه به ولدى احد أصدقائه حيث يفترض انه أقام لأيام عدة".
وكان الخزاني وصل إلى اسبانيا في العام 2007 عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، واستقر في الجزيراس (جنوب) حيث يقيم والده. وقد عرف بتشدده خلال لقاءاته في المساجد كما تورط في تهريب مخدرات.
وفي العام 2014، أبلغت أجهزة الاستخبارات الاسبانية نظيرتها الفرنسية بنيته الانتقال إلى فرنسا. وهذا ما تأكد بعدما قالت شركة الهواتف النقالة ليكاموبيل الاثنين أن المغربي عمل لديها من شباط/فبراير إلى ابريل 2014 قبل إلغاء العقد بينهما لان الوثائق التي كانت بحوزته "لم تكن تسمح له بالعمل في فرنسا"، بحسب الشركة.
وفي العاشر من مايو 2015، رصد الخزاني في برلين التي سافر منها إلى تركيا، الوجهة التي تسمح بالتفكير في احتمال أن يكون توجه إلى سوريا حيث يسيطر تنظيم داعش على مناطق واسعة.
وأكدت محاميته انه تنقل في الأشهر الستة الأخيرة بين بلجيكا والمانيا والنمسا وفرنسا واندورا.
وفي خطاب ألقاه أمام السفراء الفرنسيين خلال اجتماعهم في باريس، اعتبر الرئيس فرنسوا هولاند الثلاثاء أن هجوم تاليس الفاشل يجب ان يحض فرنسا على الاستعداد لهجمات أخرى.
وقال الرئيس الفرنسي "ما زلنا معرضين للخطر والاعتداء الذي وقع الجمعة كان يمكن أن يؤدي إلى مجزرة هائلة لولا شجاعة العديد من الركاب وخصوصا العسكريين الأميركيين".
وأقرت السلطات بان اعتداء تاليس كان يمكن ان يتحول إلى مجزرة لولا تدخل ركاب تمكنوا من السيطرة على الخزاني فيما كان يخرج من المرحاض مدججا بالسلاح.
وبين هؤلاء ثلاثة شبان أميركيين اثنان منهم عسكريان كانا يمضيان إجازة، إضافة إلى بريطاني منحهم الرئيس الفرنسي الاثنين وسام جوقة الشرف.
وسيتم أيضا تكريم راكبين آخرين هما فرنسي وفرنسي أميركي إضافة إلى اثنين من العاملين في القطار.
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الاثنين أن احد الجنديين سبنسر ستون سيقلد وسام الطيار، اعلي وسام يمنح لأفراد سلاح الجو الأميركي، تقديرا "لعمل شجاع قام به خارج ساحة القتال".