توصلت كوريا الجنوبية وجارتها الشمالية بعد مفاوضات ماراتونية الى اتفاق على نزع فتيل التوتر الذي كاد يؤدي الى اندلاع نزاع مسلح في شبه الجزيرة، وفق ما اعلن اليوم الثلثاء (25 أغسطس/ آب 2015) رئيس الوفد الكوري الجنوبي.
وقال مستشار الامن القومي كيم كوان جين ان بيونغ يانغ وافقت على الاعراب عن "اسفها" لانفجار لغم على الحدود ادى الى اصابة جنديين كوريين جنوبيين بناء على مطالبة سيول، فيما التزمت الاخيرة الكف عن استخدام مكبرات الصوت على الحدود التي تبث دعاية ضد الجارة الشمالية.
وكانت كوريا الجنوبية اعلنت في وقت سابق الاثنين انها لن توقف البث الدعائي بمكبرات الصوت على الحدود مع كوريا الشمالية اذا لم تقدم بيونغ يانغ "اعتذارا واضحا" حول سلسلة الاستفزازات الاخيرة.
وقالت رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين هيه خلال اجتماع مع مستشاريها ان على كوريا الشمالية ان تقدم "اعتذارات واضحة" وان تعد بانها لن تقدم على "استفزازات جديدة".
واضافت الرئيسة ان كوريا الشمالية تسببت في الازمة الحالية من خلال "انشطة استفزازية".
وصرح كيم للصحافيين ان الجانبين توافقا ايضا على العمل من اجل استئناف عملية جمع شمل العائلات التي فرقتها الحرب الكورية (1950-1953) اعتبارا من الشهر المقبل.
وترأس المفاوضات في بانمونجوم مستشار شؤون الامن القومي في كوريا الجنوبية كيم كوان-جيم ونظيره الكوري الشمالي هوانغ بيونغ-سو الذي يعتبر الرجل الثاني في النظام واحد اقرب مساعدي كيم جونغ اون.
ورحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين بالاتفاق بين الكوريتين، وقال في بيان "ارحب بقوة بالاتفاق بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية"، املا بان يتيح احتمال عقد اجتماعات دورية بين البلدين "تسوية المشاكل التي يمكن ان تطرأ في شبه الجزيرة الكورية في شكل فاعل".
وقال بان "بصفتي امينا عاما، انا مستعد لدعم تعاون بين الكوريتين".
من جهته، اعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي عن "الامل في ان يساهم (الاتفاق) في الحد من التوتر" في شبه الجزيرة الكورية، مكررا ان لدى الولايات المتحدة التي تشكل ضمانا امنيا لكوريا الجنوبية عبر تحالفهما العسكري "التزاما راسخا" حيال سيول.
واضاف كيربي ان "التوتر الذي تصاعد الى درجة عالية جدا في الايام الاخيرة يمكن ان يتراجع بعض الشيء".
ونشبت الازمة الحالية في بداية آب/اغسطس حين اصيب جنديان كوريان جنوبيان بجروح في انفجار الغام مضادة للافراد وهو الحادث الذي اتهمت سيول بيونغ يانغ بالضلوع فيه.
وردا على ذلك اعادت سيول تشغيل مكبرات صوت تبث دعاية ضد نظام كوريا الشمالية على الحدود بين الكوريتين، وذلك بعد 11 عاما من توقفها.
ونفت كوريا الشمالية ان يكون لها ادنى دور في قضية الالغام ووجهت انذارا لكوريا الجنوبية لانهاء هذه "الحرب النفسية" مهددة بعمليات انتقامية عسكرية اذا لم تستجب سيول.
وقد حث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون البلدين على "مضاعفة" الجهود للتوصل الى تسوية.
والكوريتان في حالة حرب تقنيا منذ 65 عاما اذ ان الحرب بينهما (1950-1953) انتهت بوقف لاطلاق النار ولم يوقع اتفاق سلام رسمي.
وهناك حوالى 30 الف جندي اميركي ينتشرون بشكل دائم في كوريا الجنوبية، وتؤكد واشنطن على الدوام الالتزام بالدفاع عن حليفتها.