العدد 4731 - الخميس 20 أغسطس 2015م الموافق 06 ذي القعدة 1436هـ

هل وقعت ابنتي في الحب؟

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

ابنتي الوحيدة (شوق)، أعيش معها الكثير من اللحظات والمواقف والتجارب الجديدة، بمرح أحياناً، وبكثير من الترقُّب والخوف عليها. وخاصة مع استفساراتها المتواصلة عن أمور حياتية، قد أجد صعوبة في الإجابة عليها كأم ليس لشيء سوى أن عاطفة الأمومة تغلب عليَّ كأية امرأة.

ولأصدقكم القول هنا إنه بعد سنوات خبرتي في العمل التي تجاوزت ضعف عمرها، ومن خلال ما رأيت من حالات تنوعت بين أطفال مساء إليهم، أو مراهقين أو حتى راشدين، فضَّلت في كثير من الأحيان أن أتخذ وجهة النظر العلمية في كثير من هذه المواقف أو التجارب أو حتى المشكلات التي تؤكد أهميَّة إدراك الأبناء لمحيطهم لما يترتب عليه من تأثيرات مستقبلية ولحمايتهم نفسيّاً وجسديّاً وحتى جنسيّاً، (ولا أنكر بالتأكيد ضعفي في كثير من الأحيان) في اتخاذ قرار حاسم معها ليس لشيء سوى أني قبل أن أكون متخصصة في علم النفس فأنا (أم شوق).

وفي حادثة لفتت نظري ومع تجمع الأمهات قالت لي إحداهن (شكل ولدي يحب بنتك)، فهو من أصرَّ على حضور احتفال عيد ميلادها، ويصرُّ على شراء الحلويات لها (خلاص خطبناها)، وبردي العلمي والحازم قلت لها: «لا تعززي هذه الفكرة لديهما».

ليس ذلك بروداً أو خوفاً مبالغاً فيه كما اعتقدت هي وباقي الأمهات، بل هو الحذر في تعزيز أفكار يساهم الإعلام الحالي في ترسيخها، فعلى رغم دراستي شخصيًّا في مدرسة مختلطة، فإنَّ كل هذه الأفكار لم تكن واردة في أيامنا، أو كما أصبح الجيل الحالي يتندَّر علينا (جيل الطيبين) (جيل السبعينات)، ولعلَّ هذا ما أمسى عاملاً ضاغطاً على كثير من الأمهات والآباء، فالأمر بات لا يقتصر على المدارس الخاصة أو المختلطة، فالعلاقات أصبحت بين أيدي أطفالنا (مواقع التواصل الاجتماعي).

إنني مدركة كمتخصصة أن الأطفال في مرحلة الطفولة الأولى يفضلون اللعب مع من هم في نفس عمرهم من دون أدنى اعتبار لمفهوم الذكر والأنثى، أو الحب بمفهومه العاطفي، وأن اهتمامهم الأول والأخير هو الشغف باللعب، لكنَّ المشكلة تكمن هنا في تغيير هذا الشغف وتعزيز صور خياليَّة قد تكون في أغلب الأحيان غير متواجدة، أو قد تكون متواجدة بسبب ما يراه أبناؤنا في الإعلام الحديث، لهذا فإن جاء ابنكِ وأخبركِ بأنه يحب صديقته التي يلعب معها، ويودُّ الزواج بها مثلاً، فأوَّل ما عليكِ هو الإصغاء لأفكاره ومشاعره، وإلى ما يريد التعبير به عن هذه التجربة الجديدة، حاولي عدم رؤية الموضوع بمنظاركِ الخاص، وأنَّ اختيار طفلك اللعب مع فتاة يعني أنه أصبحت لديه حبيبة تربطه بها علاقة عاطفية. لا تتسرعي في تفسير ذلك وفقًا لمفاهيم الكبار، بل إبقاء الموضوع كله داخل إطار أن طفلك يستمتع باللعب مع طفل من عمره. لا تكوني أول من يضع في قاموس طفلك مفهوم الحبيبة، إذ لا وجود لهذا المعنى في - قاموس الطفل طيلة مراحله العمرية الأولى. تجنبي كلاًّ من الغضب أو الضحك والاستهزاء بمشاعر طفلك كذلك، حاولي تجنُّب إحراج طفلك وإزعاجه بالحديث عن الموضوع أمام الأقارب والأصدقاء.

فاطمة_السيكولجست: عندما تقول كلمة أحبك لشخص ما، فعليك أن تعنيها حقيقة.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 4731 - الخميس 20 أغسطس 2015م الموافق 06 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 12:41 م

      أسامة السامي

      حلو كلامج

    • زائر 6 | 7:09 ص

      بو محمد

      ربما كان جيلنا نحن جيل الطيبين نلعب في طفولتنا بشكل مختلط ولا نحمل تفكير كتفكير أطفال هذه الأيام التى شوهت وأفسدت وغيرت وسائل التكنولوجيا وبرامج التواصل ما يملكه اطفال زمان ...... فيجب عيلينا متابعة هذا اللعب البرئ بين الأطفال لكي لا نتحسر ونتحسف مما ربما يقع ولا تحمد عقباه

    • زائر 5 | 4:23 ص

      علاقات

      علاقات الحب والغارميات من اعمال الشيطان الاسلام امرنا اذا اردنا فتاة ان نطرق الباب ونخطبها وليس الخروج مع الشاب ولا احد يدرى هادهى اعمال شيطانيه نصيحة الى البنات اتباع الاسلام فى هادى الاشياء والحب الشريف ياتى بعد الزواج وهاده هو الذى اقرهو الاسلام ودين الله

    • زائر 3 | 3:40 ص

      شيء جميل

      كلام منسق ويشد القارىء في البداية الى توضيح الفكرة .. نريد المزيد المزيد .. روعة

    • زائر 1 | 10:05 م

      احسنتي

      شكرا للنصيحة والارشاد

اقرأ ايضاً