ونحن نعيش في العقد الثاني من الألفية الثالثة نراقب بدهشة تسارع وسائل الاتصال، وكيف أصبحت هذه الوسائل المتطورة في أيدي الصغار والكبار، ونراقب السرعة الضوئية لتطور هذه الوسائل، حتى أصبح الواحد منا يقتني الهاتف الذكي، وإلى حين استبداله بهاتف أحدث، لا يمكنه أن يستخدم كل التكنولوجيا الرقمية في هاتفه القديم فضلاً عن الجديد.
هذا الوضع الجديد الذي كان من نصيبنا أن نكون في زمنه، يجعلنا أمام إعلام جديد غير محكوم بالضوابط المؤسساتية، فأصغر طفل لديك يمكنه أن يكون صحافياً، وأن ينشر خبراً أو صورة أو أية معلومة يريد، وهو مستلقٍ على سريره يعبث بهاتفه بيده اليمنى، ويتناول الحلويات بيده اليسرى.
إذا لم يعد الإعلام مؤسسة، فالإعلام الاجتماعي جعل من غالبية الناس إعلاميين، وطابعين، وناشرين، بعد أن كانت المعلومة مكبلة بين أحرف الورق، فهي اليوم تسبح في فضاء رحب، وإن كنا نسمي هذا العالم الجديد بالعالم الافتراضي، إلا أنه في حقيقته عالم كبير أكبر من العالم الواقعي الذي نعيش فيه ونتنفس هواءه.
نحن أمام طوفان هائل من المعلومات التي تتدفق في هذا الفضاء في كل جزء من الثانية، وعلينا أن نعي جيداً أن الوقوف في وجه هذا التدفق من الغث والسمين، ومن الصحيح والخطأ، ومن الصدق والكذب، هو أشبه بالوقوف أمام الفيضان.
لم يعد بإمكان العالم اليوم استخدام السبل القديمة، أو حتى التفكير في صد هذا المحيط الكبير الهائج من شاشات الهواتف الصغيرة، فمجرد محاولة الصد هي ضرب من الجنون، وعواقبه ستكون عكسية، كمن يحاول إدخال الكرة الأرضية في بيضة الدجاجة.
نحتاج اليوم أن نجعل من صدورنا فضاءً رحباً يتواكب مع الفضاء الجديد للمعلومات، ونحتاج أن نستبدل صد الكلمة بتوعية مُطلِقِها فهو أمر أكثر سهولة من الصد، فالمجتمع الذي يستطيع أن يروج للوعي والمسئولية بين أفراده سيستمتع بفضاء رحب مكلل بالوعي والمسئولية.
لعل العقاب اليوم غير مجدٍ في التصدي لما ينشره الناس على وسائل التواصل، سواء اعتقدنا بصحة أو خطأ ما ينشرون، فهذه المعالجة البدائية نحتاج إلى استبدالها بمعالجات واقعية، أهمها إشعار الناس بأن آراءهم تستحق الاهتمام، وتستحق المناقشة، وهذا الأسلوب هو الذي يخلق المسئولية لدى المجتمع.
العالم الرقمي عالم كبير، نحتاج أن نكبر معه، حتى لا نجد أنفسنا نعيش في عالم يختلف عن عالم المجتمع الجديد، فحينها سنكتشف بأننا متخلفون أمام أبنائنا، كمن يسافر على سنام الجمل، في وقت يحجز الناس فيه مقاعدهم للسفر إلى المريخ.
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 4730 - الأربعاء 19 أغسطس 2015م الموافق 05 ذي القعدة 1436هـ
مقال رائع يفتح نوافذ للتأمل في الحاضر والمتستقبل
مقال رائع يفتح نوافذ للتأمل في الحاضر والمتستقبل
الأطباق الطائرة ..
كنا نسمع عنها من زمان ولم نتوقع أن يأتي ما هو أكثر تطورا وأكثر سرعة من البرق والنفاثة الا وهو النت الطائر المحلق في فضاءات الدنيا يسعد أحيانا ويفتك في بعض الأحيان ومن يدري يااستاذ عقيل قد يكون السفر والعيش في المريخ ممكنا .
احم احم
عزيز الزائر رقم واحد شكرا لك على قراءة الموضوع والمشاركة فية ونود ان نشعرك بموضوع السفر للمريخ ومشاقه موضوع يحتاج الى التمعن والدراسة الكافية ونتمنا لك دوام المشاركة والتعليق في الجريدة او عبر مواقع التواصل الاجتماعي