أبلغت الحكومة الأميركية السعودية إلغاء القيود التي كانت تضعها على نشر طائرات حربية مقاتلة من طراز إف - 15 في حوزة سلاح الجو السعودي في قواعد في منطقة تبوك التي تبعد نحو 150 كيلومترا عن فلسطين المحتلة. وقال مسئولون أميركيون إن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أخطر الكونغرس الأميركي برفع تلك القيود كما لم يبد الكيان الصهيوني أية معارضة بأن تعمل تلك الطائرات من تبوك.
وكان مكتب المحاسبة العام التابع للكونغرس الأميركي ذكر في تقرير له في العام 2001 بعنوان «تجارة الأسلحة» معلومات عن إمدادات الأسلحة الأميركية إلى الشرق الأوسط أن واشنطن تلقت ضمانات من دولة لم تذكر (قيل إنها السعودية) بأنها لن تضع طائرات إف - 15 المقاتلة أميركية الصنع في قواعد بالقرب من حدود فلسطين المحتلة. وقال التقرير أيضا إنه «قبل بيع طائرات مقاتلة إلى دولة في الشرق الأوسط فإن الحكومة الأميركية تلقت ضمانات من الحكومة الأجنبية خلال محادثات رسمية بأن الطائرات لن توضع في قواعد بالقرب من حدود إحدى الدول».
وأشارت رسالة رامسفيلد إلى الكونغرس إلى حاجة السعودية للدفاع عن أجوائها في ضوء تدهور أسطولها من طائرات إف - 5 وتورنادو البريطانية. وتضمنت الرسالة أيضا تأكيد رامسفيلد أن الرياض أظهرت إخلاصها كحليف مسالم للولايات المتحدة في المنطقة. واستبعد رامسفيلد احتمال استخدام السعودية لطائرات إف - 15 ضد الكيان الصهيوني.
ونقلت نشرة «ميدل إيست نيوزلاين» عن مسئولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قولهم إن وكيل وزارة الدفاع للشئون السياسية المعروف بتأييده اللامحدود للكيان الصهيوني دوغلاس فيث، قد أبلغ تل أبيب بعزم السعودية على نشر طائرات إف - 15 قبل عدة أسابيع من نقلها من قواعد في الجزء الأوسط من السعودية إلى تبوك. وقالوا إن الكيان الصهيوني لم يعترض على ذلك. وقد أثارت مصادر موالية للكيان الصهيوني في الكونغرس شكوكا حول تأكيدات البنتاغون وقالت إن رامسفيلد ذكر هذه التغييرات في نشر طائرات إف - 15 السعودية إلى الكونغرس كجزء من استعدادات أميركية للحرب على العراق. وقد فهم أعضاء في الكونغرس حضروا الاجتماع الذي أوضح فيه رامسفيلد هذه التغييرات بأن نشر طائرات إف - 15 في تبوك سيكون مؤقتا. وقال مصدر في الكونغرس إن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ «فهمت أن السعوديين سيبقون طائرات إف - 15 في تبوك حتى تسحب الولايات المتحدة قواتها من السعودية، وبعدها سيعيد السعوديون طائرات إف - 15 إلى قواعدها الأصلية».
وكانت الولايات المتحدة سحبت في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي أسطول طائراتها العسكرية وكل الجنود الأميركيين تقريبا من السعودية. ولكنها أبقت فقط على نحو 200 مدرب عسكري أميركي للإشراف على تحسين أداء الجيش السعودي وقوات الأمن والحرس الوطني.
غير أن المسئولين في البنتاغون قالوا إن رامسفيلد أوضح للجنة خلال الاجتماع الذي عقد في وقت سابق من العام الجاري بأن رفع القيود على نشر طائرات إف - 15 السعودية سيكون بصورة دائمة. وقالوا إن رامسفيلد أكد للكونغرس أن الكيان الصهيوني غير مهدد بخطر نتيجة رفع القيود وأن السعودية احتاجت إلى وجود عسكري أميركي لصيانة أسطولها من تلك الطائرات
العدد 473 - الإثنين 22 ديسمبر 2003م الموافق 27 شوال 1424هـ