يتنافس أسطورتا العاب القوى العداء البريطاني سيباستيان كو البطل الاولمبي السابق والاوكراني سيرغي بوبكا بطل العالم والألعاب الاولمبية على منصب رئيس الاتحاد الدولي في سباق حامي الوطيس لخلافة السنغالي لامين دياك (82 عاما) بعد 16 عاما أمضاها في منصبه وذلك في اليوم الأول من اجتماعات الجمعية العمومية غدا الأربعاء (19 أغسطس/ آب 2015) في بكين.
ويتوقع النقاد منافسة قوية بين ابرز رياضيي أم الألعاب وان يكون الفارق بين الفائز والخاسر قليلا جدا، علما بان 214 اتحادا وطنيا سيشاركون في عملية التصويت.
وتجري الانتخابات في وقت يمر فيه الاتحاد الدولي لألعاب القوى، شأنه في ذلك شان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قبل أشهر، في أوقات حرجة وسط اتهامات بتغطيته العديد من حالات المنشطات.
وكانت القناة الألمانية "اي ار دي" وصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية كشفتا أن الثلث من أصل 146 رياضيا نالوا ميداليات عالمية واولمبية بين 2001 و2012 في سباقي 800 م والماراتون، يمثلون "حالات مشبوهة".
وركزت القناة الألمانية اتهاماتها في وثائقي استندت إليه صنداي تايمز أيضا، على 12 ألف عينة دم أخذت بين 2001 و2012 من قبل الاتحاد الدولي وعلى الباحثين الاستراليين مايكل اشيندن وروبن باريسوتو اللذين اكتشفا طريقة الكشف عن مادة الايبو المحظورة.
بثت "اي ار دي" وثائقيا يتحدث عن منشطات في العاب القوى الروسية والكينية، وذلك قبل 3 أسابيع فقط من إقامة بطولة العالم لألعاب القوى في بكين (22 إلى 30 أغسطس الحالي).
وأكدت هذه الاتهامات انه رغم تأكيد الرسميين الروس على نظافة العاب القوى في بلادهم، "لا يزال الرياضيون المتنشطون والمحرضون لهم في حماية دائمة".
ووصف الاتحاد الدولي لألعاب القوى هذه الادعاءات بـ"الخادعة وهدفها الإثارة"، مضيفا: "الشك وحده لا يشكل برهانا على التنشط".
وبالعودة إلى المعركة الانتخابية، فان بوبكا (51 عاما) يخوض غمار السباق الرئاسي وعلى منصب نائب الرئيس أيضا.
ويبدو البرنامج الانتخابي لكل من المرشحين متشابها باستثناء وجهتي نظر مختلفتين في ما يتعلق بطريقة مكافحة المنشطات، حيث يؤكد كو (58 عاما) ضرورة خلق هيئة مستقلة، في حين يفضل بوبكا الاستمرار في العمل مع منظمة مكافحة المنشطات العالمية (وادا).
ويملك المرشحان خبرة كبيرة في الادارة الرياضية، فبوبكا يشغل مناصب هامة في الاتحاد الدولي منذ عام 2001، وعين نائبا للرئيس اعتبارا من عام 2007. كما انه يترأس اللجنة الاولمبية الأوكرانية منذ عام 2005 وهو عضو في اللجنة الاولمبية الدولية منذ عام 1999.
وكان بوبكا ترشح أيضا لمنصب رئيس اللجنة الاولمبية الدولية عام 2013 لكنه خسر السباق أمام الألماني توماس باخ.
ويؤكد بوبكا انه يسعى خلف رئاسة الاتحاد الدولي لخدمة "اللعبة الأحب إلى قلبي"، مضيفا انه سيبذل "قصارى جهده من اجلها فهي التي جعلتني اعيش"، واعدا بالتفرغ الكامل لإدارة شؤونها.
ويبدي بوبكا ارتياحه إلى "خريطة الطريق" التي يعتمدها في حملته، موضحا انه يحظى بدعم كثيرين ومنذ مدة طويلة لتولي رئاسة الاتحاد الدولي، مشددا على ان الفوز يعني بالنسبة له اشراك الاتحادات الوطنية الـ214 في القرار والوقوف على حاجاتها ومرئياتها حول سبل التطوير المنشودة. ويعتبر كل عضو مساهم في حركة الاتحاد الدولي، وبالتالي يمكنه طرح هواجسه وتبادل الأفكار.
ومن ضمن برنامجه ايضا، إطلاق نداء "استغاثة" وتعاضد واشراك المؤسسات العلمية والخبرات والحكومات في مكافحة المنشطات، "إذ لا تسامح أبدا في هذا المجال"، مؤكدا أن الجواز البيولوجي سلاح فاعل لكنه لا يكفي لوحده. ويتفق مع كو انه لا يجوز أن تعطى وصفات طبية كيفما اتفق، جازما ان "عهده" سيتسم بشفافية مطلقة من خلال تطبيق حازم للنظام في مختلف المجالات.
اما كو فبعد انجازاته على ارض المضمار، دخل المعترك السياسي وانضم إلى حزب المحافظين في بريطانيا وقد انتخب نائبا في مجلس العموم البريطاني عن دائرة فالموث وكامبورن. وبعد خسارته الانتخابات في دورة 1997 عمل مستشارا شخصيا لزعيم حزب المحافظين آنذاك وليام هيغ الذي ازيح عن زعامة الحزب لاحقا.
اظهر كو براعة في إدارة أعماله وصار العداء الأكبر دخلا بين عدائي المسافات المتوسطة. ومنحته الملكة اليزابيت الثانية لقب لورد. ويعود له الفضل الأكبر في فوز لندن باستضافة الألعاب الاولمبية الصيفية للمرة الثالثة، بعدما تولى رئاسة لجنة الترشح وأعاد حظوظ العاصمة البريطانية من بعيد، ثم ترأس اللجنة المنظمة للألعاب.
ويقول كو عن أسباب ترشحه لمنصب الرئيس "اعتقد بأنني جنيت من الخبرة في مسيرتي الرياضية والإدارية ما يخولني الترشح لهذا المنصب. اعتقد بان ترشحي لمنصب الرئيس طبيعي جدا خصوصا بعد النجاحات التي حققتها اكان على رأس ملف ترشيح لندن لاستضافة الألعاب الاولمبية الصيفية عام 2012، او بصفتي رئيسا للجنة المنظمة بعد ذلك، وهذا ما دفعني للتقدم بترشيحي كما اني اعشق رياضة العاب القوى ولدي العديد من الافكار التي امل في تنفيذها في حال تم انتخابي".
واعتبر أن من أولوياته إجراء تعديلات على روزنامة العاب القوى وجعل اللعبة أكثر جذبا للشبان وقال في هذا الصدد "بالنسبة إلى كثيرين من عائلة العاب القوى، تفتقد روزنامة الألعاب إلى الابتكار والخيال لبناء اثارة وجلب اهتمام اكبر من أنصارها".
وأضاف "يجب أن نقوم بمشاريع جديدة ونقدمها بأفضل طريقة ممكنة الى العالم في الملاعب وعلى الشاشة وان نهتم أكثر بإطلاق برنامج "العاب القوى في الشوارع".
وأوضح "العاب القوى هي أم الألعاب في الدورات الاولمبية وتملك اكبر عدد من الاتحادات الوطنية (214 اتحادا مقابل 209 للاتحاد الدولي لكرة القدم)، وبالتالي يجب أن نعيد الهيبة إليها ونضعها في المكان الصحيح".
المرشحون العرب
ترشح على منصب نواب الرئيس سبعة أشخاص (المطلوب أربعة) بينهم القطري دحلان الحمد رئيس الاتحادين القطري والأسيوي للعبة.
في المقابل ترشح 39 شخصا (المطلوب 9 مقاعد) للمكتب التنفيذي بينهم ستة عرب هم: القطري دحلان الحمد، السعودي الأمير نواف بن محمد، الإماراتي احمد الكمالي، المغربية نوال المتوكل، التونسي فتحي حشيشة والجزائري عمر بوراس.