يتوقع المراقبون أن تراوح أسعار العقود الآجلة في لندن لخام برنت لشهر سبتمبر (أيلول) المقبل في حدود 50 دولارًا للبرميل، في الوقت الذي وصلت فيه أسعار العقود الآجلة في نيويورك لخام غرب تكساس، بالأمس، إلى 45 دولارًا للبرميل، في تقرير صحافي نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الأربعاء (5 أغسطس/ آب 2015).
ويسود القلق الأوساط الاقتصادية، إذ ستنعكس هذه الأسعار على المنتجين، سواء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أو حتى في خارجها. ومن المتوقع أن تضغط هذه الأسعار على ميزانيات الدول النفطية وتوسع العجز بصورة أكبر، وبالنسبة للشركات النفطية العملاقة مثل «شيفرون» و«إكسون موبيل» و«بريتش بتروليم»، وغيرها، فإن الأسعار الحالية ستؤدي إلى المزيد من تقليص أرباحها وتسريح عمالتها وإلغاء مشروعاتها.
ويقول المحلل الكويتي محمد الشطي للصحيفة إن «التوقعات حاليًا تشير إلى استمرار أسعار النفط عند 50 دولارًا طيلة أشهر أغسطس (آب) وأكتوبر (تشرين الأول) وسبتمبر»، مضيفا أن السوق تأثرت كثيرًا بانخفاض مؤشر التصنيع في الصين والولايات المتحدة مما يعني تراجعًا متوقعًا في الطلب على النفط.
ويرجع الشطي حدة تراجع أسعار النفط إلى قيام المضاربين في السوق بالبيع للحفاظ على مكاسبهم وتقليل خسائرهم.
ويبدو المحلل عصام المرزوق أكثر تشاؤمًا حول مستقبل الأسعار هذا العام من غيره من المحللين، موضحا أنه «لا أعلم على أي أساس يمتلكون كل هذا التفاؤل! فكل الدلائل تشير إلى أن الأسعار ستنخفض أكثر».
وفي الأسبوعين الماضيين أعلنت غالبية الشركات النفطية الكبرى عن نتائجها المالية للربع الثاني وأبدى الجميع بمن فيهم رئيس شركة «إكسون موبيل»، ريكس تيليرسون، قلقهم من أن أسعار النفط ستبقى منخفضة لوقت أطول مما يظنه الكثيرون وقد تظل الأسعار منخفضة للسنتين المقبلتين.
ومع بقاء الأسعار كما هي عليه، فإن المتضرر الأول سيكون ميزانيات دول «أوبك» بالتأكيد، إذ تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، باستثناء إيران، ستحقق دخلاً من تصدير النفط الخام قدره 380 مليار دولار في العام الحالي 2015، وهو نصف الدخل تقريبًا الذي حققته في 2014 والبالغ 730 مليار دولار.