أكد وزير الخارجية القطري خالد محمد العطية، أن دولة قطر وروسيا الاتحادية تتفقان على أن الحل للأزمة السورية يجب أن يكون حلا سياسيا بامتياز يقبله الشعب السوري، حسبما أفادت وكالة الأنباء القطرية "قنا".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده وزير الخارجية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عقب اجتماعهما هنا مساء اليوم الإثنين (3 أغسطس/ آب 2015).
وقال العطية "إن دولة قطر تعمل مع الأصدقاء في روسيا ومع باقي الدول الصديقة على خلق أفق ينقذ الشعب السوري من الأزمة التي يعيشها، وأن قطر تتفق مع روسيا بأن الحل للازمة السورية هو سياسي بامتياز ويقبله الشعب السوري".
وأشار إلى أنه عقد مع نظيره الروسي جلسة مشاورات معمقة تم خلالها مناقشة العلاقات الثنائية بين دولة قطر وروسيا الاتحادية، إلى جانب الأوضاع في المنطقة، والسبل الكفيلة بحلها بطرق سياسية.
وأضاف وزير الخارجية "أن المشاورات تطرقت أيضا لموضوع سوريا والعراق واليمن، وأفضل الطرق التي يمكن التعاون فيها مع الأصدقاء في روسيا لإيجاد أفضل السبل السياسية للخروج من هذه الأزمات التي تعتري المنطقة".
وشدد على أن العلاقة القطرية - الروسية علاقة تاريخية، بل أكثر من ذلك، حيث إن العلاقة الروسية - العربية علاقة قديمة، ولروسيا مواقف كثيرة داعمة للقضايا العربية، وأهمها القضية الأم، وهي قضية فلسطين.
وفي هذا الإطار، قال العطية "إنه تباحث مع سعادة السيد سيرغي لافروف الوضع في فلسطين المحتلة، والحالة في غزة والضفة الغربية، وأفضل الطرق للتعجيل في مشروع عملية السلام، وكيف نستطيع مع الأصدقاء في روسيا أن نحرك هذه المسألة للأمام كي نصل إلى حل الدولتين المرجو في القضية الفلسطينية".
وأكد أن علاقة دولة قطر مع روسيا الاتحادية لا تقتصر على مسألة واحدة "فنحن لدينا علاقات متعددة مع روسيا سواء من ناحية العلاقات الثنائية، أو المسائل الأخرى الكثيرة التي نتفق عليها".
وقال "إنه بالنسبة للأزمة السورية نحن نعمل معا، ومطالبون بخلق أفق يعطي للشعب السوري ما يأمل، وكنا نتمنى أن ينحاز الجيش السوري للشعب، ولكن للأسف ما نجده اليوم أن الجيش السوري هو من يلقي البراميل المتفجرة على أطفال ونساء سوريا ويدمر المنازل".
وأضاف "في المقابل نجد الشعب السوري، الذي تحول الى معسكر الثوار، هو الذي يحارب الإرهابيين، وهو الدور الأساسي الذي يجب أن يتحمله النظام من باب أولى، لكن الثوار هم الآن من يحاربون الإرهابيين، وفي نفس الوقت يدافعون عن أعراضهم وممتلكاتهم من بطش النظام السوري".
وشدد وزير الخارجية مجددا على أن دولة قطر، وفي كل الأحوال، تعمل مع الأصدقاء في روسيا ومع باقي الدول الصديقة على خلق أفق ينقذ الشعب السوري من هذه الأزمة التي يعيشها.
بدوره، قال وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، إن نتائج المباحثات التي أجراها مع سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية تؤكد على رغبة البلدين في تطوير العلاقات وسبل التعاون بينهما.
وقال لافروف، خلال المؤتمر الصحفي، "إن روسيا على استعداد لتعزيز التعاون مع دولة قطر في كافة المجالات الأمنية وكذلك الاقتصادية ومجال الغاز، وذلك سواء في إطار ثنائي أو في إطار الدول المصدرة للغاز"، معربا عن ترحيب بلاده بالاستثمارات القطرية في روسيا وبتبادل الخبرات في مختلف المجالات، خاصة الاستعدادات والتحضيرات لاستضافة كأس العالم التي تحتضنها روسيا في عام 2018، ثم دولة قطر في عام 2022.
وأوضح أن مباحثاته مع وزير الخارجية تطرقت أيضا إلى الأوضاع في المنطقة، ومنها الأزمة السورية، والأوضاع في اليمن والعراق وفي فلسطين، وكذلك تم التطرق إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي جرى مؤخرا، وقال "إن تفاقم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط لا تخدم مصلحة أي طرف، بل تخدم مصلحة الإرهابيين مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة".
وأضاف سعادته "أن الجانبين أكدا على ضرورة بذل كل الجهود لتعزيز الأمن في منطقة الخليج العربي، كان هذا الموضوع محل نقاش أيضا مع الأصدقاء الآخرين في المنطقة".
وقال وزير خارجية روسيا الاتحادية "إنه التقى خلال زيارته للدوحة أيضا السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، والسيد أحمد معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة".
وأشار إلى أنه أجرى لقاء ثلاثيا جمعه مع وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل أحمد الجبير ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري ، مبينا أن الاجتماع تطرق إلى الأزمة السورية بما يساهم في الجهود التي يقوم بها السيد ستيفان دي مستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، وأن يتم السير قدما في المجال السياسي لهذه الأزمة بالتوازن مع الحرب على الإرهاب.
وقال لافروف "إن روسيا تعارض أي ضربات أمريكية في سوريا لأن واشنطن لم تطلب موافقة الحكومة السورية، وهو أمر يتنافى مع الشرعية الدولية".. مضيفا "أن الضربات الجوية على الإرهابيين في سوريا غير كافية، ولا بد من قوات برية من قبل الجيش السوري للضلوع في هذا الأمر".
وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرح مبادرة لإنشاء جبهة ضد الإرهاب تجمع جهود جميع الأطراف القادرة على ضرب الإرهاب.
وأضاف "لقد تحدثت مع السيد جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية بأنه من غير المجدي إرسال القوات المدربة من قبل الولايات المتحدة إلى الأراضي السورية"، مؤكدا أن روسيا تعارض مثل هذه المبادرة.
وأشار إلى أن روسيا التي تقدم الدعم للشعب السوري تدعم دائما وقف سفك الدماء في سوريا، لافتا إلى أن الخطر الرئيسي في سوريا هو تنظيم داعش ولذلك فإن روسيا تقدم مساعدات فنية وتقنية لمحاربة ذلك على غرار ما يحصل في العراق، حيث إنه من غير المساعدة لكان داعش استولى على أراض أكثر هناك.
وفي رده على سؤال، أشار وزير خارجية روسيا الاتحادية إلى أن لقاءه مع أحمد معاذ الخطيب في الدوحة يعكس الجهود التي تقوم بها بلاده مع جميع ممثلي الشعب السوري وبدون تمييز بين المعارضة.. مؤكدا أن روسيا تدعم دائما حوارا يشارك فيه الجميع بما فيهم الحكومة السورية، وأن موسكو تتشاور دائما بهذا الخصوص مع أطراف عديدة مثل إيران والمملكة العربية السعودية.
وأكد أن روسيا تدعم وحدة سوريا التي تضمن حرية جميع الأقليات الدينية والقومية.. مشيرا إلى أن هذا الموضوع تم مناقشته خلال لقائه مع كيري اليوم، وقال "نحن قلقون إزاء أزمة السورية وندعم أن يكون هناك اتفاق وفق جنيف، وأن تتوقف أيضا التدخلات الخارجية في هذه الأزمة".