استحضرني حديث الزميل المخضرم سلمان الحايكي في فترة سابقة عما يدور في موسمنا الكروي ووصفه لها بـ «المبكيات المضحكات» وبدأها أولاً بقضية تعاقدات الأندية المحلية مع اللاعبين المحترفين عندما شبّه ما يحدث من تحركات وتعاقدات بأنها كحافلة صغيرة «سكسويل» يجلس خلالها المحترفون، ويقوم «السمسار» باللف والدوران على أنديتنا يعرض خلالها بضاعته في صورة أشبه بسوق «الحراج» فيمن يدفع ليس أكثر بل أقل وبأرخص وأزهد وأبخس الأسعار.

الملفت في حديث الحايكي هو كيفية تعامل الأندية مع محترفيها، إذ إنهم يطالبونهم بتحقيق أفضل النتائج وأن يكونوا بمثابة المنقذ لفرقهم في تحقيق الأهداف والبطولات وغيرها من الجوانب المعقدة على رغم أن حجم عقودهم «ربما» لا يتعدى المئات من الدنانير.

واللافت في قضية المحترفين الذين يتواجدون في كرتنا البحرينية أن بعضهم وفي حال نجح في الحصول على عقد «بطلعة الروح» يكون بين مطرقة عدم استلام الراتب وبين غياب الاهتمام والرعاية من قبل النادي، وخصوصاً في حال تردت وساءت النتائج لفريقه، ويستحضرني في هذا الجانب ما قام به أحد المدربين المواطنين في دوري الدرجة الثانية عندما غاب لاعبه المحترف عن التدريبات ليومين وبعد سؤاله عنه في سكنه اتضح أنه يمر بوعكة صحية استلزمت زيارته للمستشفى وهو ما لم يحصل عليه قبل أن يقوم «المدرب» بنفسه بأخذه لعيادة خاصة.

ثاني «المبكيات المضحكات» في موسمنا الكروي ما يصرح به اتحاد الكرة سنوياً فيما يتعلق بملاعبنا التي تحتضن المسابقات المختلفة عن جاهزيتها لاحتضان المباريات، ولكن الوقت كفيل بغياب المصداقية وتأكيد عدم صحة التصريح في ظل شح الملاعب الموجودة لاستقبال المباريات وتضارب مواعيد الصيانة وبعض الفعاليات التي تقام بين فينة وأخرى.

أما ثالث «المبكيات المضحكات» هو ما يتعلق بالبرنامج الزمني للبطولات والمسابقات وجداول المباريات للموسم، إذ تعاني جميع الجهات من معرفة هذا البرنامج وارتباطه أولاً وأخيراً بمشاركات المنتخبات إلى جانب تسابق الوسائل الإعلامية لمعرفة آخر الجداول المعتمدة نظراً لكثرة التغييرات التي تحدث بين فترة وأخرى.