تظاهر مئات العراقيين اليوم السبت (1 أغسطس/ آب 2015)، بسبب تردي جودة المياه وانقطاع الكهرباء المستمر في مدن عراقية عدة، خصوصاً مدينتا البصرة وكربلاء جنوب البلاد. وتأتي التظاهرات غداة مشاركة حوالي ألفي شخص في تظاهرة وسط العاصمة بغداد، متهمين الحكومة بالفساد، حسبما أفادت صحيفة الحياة.
وتظاهر حوالي 500 شخص أمام مكتب محافظ البصرة، يرفعون الأعلام العراقية واللافتات للمطالبة بإيجاد حل لمشكلة المياه التي ترتفع بها نسبة الملوحة. وقال الطالب زياد طارق (24 عاماً) «نطالب بإقالة المحافظ ومجلس المحافظة، حان الوقت ليحصل سكان البصرة على حقوقهم».
ورشُق نائب المحافظ عندما خرج للاستماع لمطالب المتظاهرين، بعبوات المياه البلاستيكية وأصروا على أن يلتقوا المحافظ نفسه.
وتابع طارق أن «الحكومة المحلية تعد دائماً بتحسين جودة المياه والكهرباء، لكنهم جميعهم كاذبون ولم يعد لديهم أي مصداقية»، مضيفاً أن «درجة الحرارة حالياً 54 درجة مئوية وسط البصرة».
وذكر موظف في شركة نفط الجنوب رعد جاسم (36 عاماً) أن «غضب سكان البصرة يعود أساساً، لعدم استفادتهم من ثروة منطقتهم النفطية». معلقاً أن «البصرة تغذي العراق، وتمول الدولة، لكن ليس لدينا مياه ملائمة».
وأفادت أرقام نشرتها وزارة النفط العراقية اليوم أن 94.9 من 96.2 مليون برميل نفط صدرها العراق في تمّوز (يوليو) الماضي، انتجتها الحقول النفطية الجنوبية.
وعلى رغم ذلك لا تزال البصرة منطقة غير نامية وتعاني من انقطاع دائم للتيار الكهربائي ومن تردي المياه وعدم جمع النفايات فضلاً عن مشاكل اخرى، جميعها حثت عدداً كبيراً من سكان البصرة على المطالبة بالحكم الذاتي.
وانتشرت القوات الامنية في محيط مركز المحافظة، بعد أقل من أسبوعين على أعمال عنف اندلعت خلال تظاهرة للاحتجاج على انقطاع الكهرباء.
وارتفعت الشعارات ذاتها في مدينة كربلاء، على بعد 75 كيلومتراً جنوب بغداد. وقال عضو تنسيقية كربلاء للحراك المدني، المنظمة للتظاهرة عبدالحليم ياسر «سنواصل هذا الحراك إلى أن تتحقق مطالبنا بتحسين الخدمات، لاسيما الكهرباء والقضاء على الفساد والمفسدين وتحسين الأوضاع المعيشية والأمنية».
ومن جهته، طالب الناشط المدني والفنان المسرحي علي الشيباني، «المرجعية الشيعية إصدار فتوى صريحة بالتظاهر إلى أن تتغير الاوضاع»، مؤكداً أن «الأمور من سيء إلى اسوأ ولا بد من التحرك الجماهيري ضد الذين سرقوا أموال الشعب وهم يتنعمون بخيراته برواتبهم ذات الأرقام الفلكية، ويملكون عقارات في الخارج ويتنعمون بالكهرباء ونحن في حر وعوز وبؤس». وأصدر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أمراً الأربعاء الماضي لمؤسسات الدولة والمسؤولين بتوفير الكهرباء عبر برامج تقنين.