هاجمت «جبهة النصرة» (جناح تنظيم «القاعدة» في سورية) أمس الجمعة (31 يوليو/ تموز 2015) مقراً للفرقة 30 التي تلقى أعضاؤها تدريبات عسكرية في إطار البرنامج الأميركي للمعارضة المعتدلة، تلته اشتباكات في شمال سورية تسببت بمقتل 11 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويأتي هذا الهجوم غداة إقدام الجبهة على خطف ثمانية عناصر من الفرقة بينهم قائدها، وهو أمر نفته وزارة الدفاع الأميركية. وقال المرصد في بريد إلكتروني «تدور اشتباكات بين جبهة النصرة ومقاتلين من فصائل مقاتلة بينها الفرقة 30 تلت هجوماً من الجبهة فجر اليوم (أمس) على مقر الفرقة في محيط مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي».
وقتل خمسة عناصر من «جبهة النصرة» ومقاتلون موالون لها وستة مقاتلين من فصائل مقاتلة مؤيدة للفرقة كانوا يدافعون عن المقر. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن الجبهة «تسعى إلى الاستيلاء على أسلحة عناصر الفرقة 30».
وكان 54 عنصراً من الفرقة 30 من الذين تلقوا تدريبات عسكرية في تركيا في إطار البرنامج الأميركي لتدريب المعارضة المعتدلة، اجتازوا قبل أكثر من أسبوعين الحدود إلى داخل سورية مزودين بثلاثين عربة رباعية الدفع وأسلحة وذخيرة أميركية، بحسب المرصد.
وخطفت «جبهة النصرة» ثمانية عناصر من الفرقة 30 بينهم قائد الفرقة العقيد نديم الحسن مساء الأربعاء الماضي، بحسب ما ذكر المرصد والفرقة نفسها في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان هؤلاء عائدين من اجتماع في مدينة أعزاز إلى مقرهم في قرية المالكية القريبة، عندما أوقفهم حاجز لـ «جبهة النصرة» وخطفهم.
وطالبت الفرقة 30 في بيانها «الإخوة في جبهة النصرة بإطلاق المخطوفين بأقصى سرعة حقناً لدماء المسلمين وحرصاً على وحدة الصف وعدم إضعاف الجبهات بنزاعات جانبية بين إخوة الصف الواحد».
وتتألف الفرقة 30 التي أنشئت حديثاً فقط من عناصر مدربين، وبينهم العديد من التركمان. وقال عبدالرحمن إن اجتماع أعزاز كان مخصصاً «للتنسيق مع فصائل أخرى للبدء بعملية عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ريف حلب الشمالي الشرقي». من جانب آخر، نفذ الائتلاف الدولي بقيادة أميركية أمس غارات جوية على جسرين استراتيجيين في محافظة دير الزور في شرق سورية يقعان على طريقين رئيسيين يستخدمهما تنظيم «داعش» للتنقل بين سورية والعراق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال عبدالرحمن «تهدم جزء كبير من جسرين رئيسيين في محافظة دير الزور جراء استهدافهما بغارات من طائرات حربية تابعة للائتلاف بضربات عدة بعد منتصف ليل أمس». وأوضح أن أحد الجسرين «يصل بين مدينة البوكمال وقرية الباغوز ويمر فوق نهر الفرات، والثاني يصل بين البوكمال وقرية السويعية على الحدود العراقية ويمر فوق نهر صغير متفرع من الفرات».
وقال عبدالرحمن إن الضربات «لا تقطع الطريق على التنظيم نحو العراق، لكنها تجعل تحركاته أكثر صعوبة»، مشيراً إلى أن أهمية الجسرين تكمن في أن «تنظيم الدولة الإسلامية يستخدمهما للتنقل» بين البلدين، وتدميرهما «سيجعل التحركات تستغرق وقتاً أطول، وستكون التحركات مكشوفة أكثر».
العدد 4711 - الجمعة 31 يوليو 2015م الموافق 15 شوال 1436هـ