تعتبر فترة الصيف أفضل فترة لأخذ إجازة يجدد الفرد فيها نشاطه بعد المجهود البدني والعقلي الذي يبذل طوال العام، كما أن تزامن هذه الفترة مع العطلة الصيفية لطلبة المدارس والجامعات، تشجع أولياء الأمور على استغلالها للراحة والاستجمام.

في الأسطر القليلة المقبلة أود التطرق إلى جانب آخر من الإجازة الصيفية لابد من مراعاته من قبل جميع أفراد المجتمع بمختلف شرائحهم العمرية ومختلف مستوياتهم المهنية، فما أود التركيز عليه في هذا المقال هو ضرورة استغلال فترة الراحة للتخطيط لما بعد العودة من إجازة العمل، وسبل تطوير ذاتنا للمرحلة المقبلة.

والتخطيط الذي أعنيه لا يقتصر على رب الأسرة في تخطيطه لمستقبل أبنائه فحسب والمقتصرة على تطوير المنزل أو الانتقال إلى مسكن جديد أو التفكير في متطلبات الأبناء وكيفية تحقيقها بل يشمل الجميع، وأعني بالجميع الطالب وأهمية تفكيره في تعديل مساره في تحصيله الدراسي أو الخريج الذي سيخطط لنوعية المهارات التي يرغب في تنميتها للدخول في معترك سوق العمل ونوعية الوظائف التي يرغب في التقدم إليها، والزوجة في التخطيط في صورته العاطفية نحو تحسين العلاقة مع الزوج إن كانت تلك العلاقة قد تأثرت بضغوط العمل وساهمت في تعكير علاقتها مع الزوج.

وقد أكدت الدراسات العلمية أن العقل البشري يستجيب ويتكيف مع ما نزرعه فيه من أفكار إيجابية وبالتالي دفعه لخلق وإنتاج الأفكار والخطط الإيجابية التي من شأنها أن تغير واقعنا نحو الأفضل، ويستخدم علم النفس هذا التكنيك كأحد الأساليب العلاجية ويسمى العلاج المعرفي وتندرج منه العديد من الأساليب العلاجية الفرعية التي تركز جميعها على فكرة التخلص من الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار إيجابية، وبالتالي انعكاسها على تصرفات وسلوكيات الأفراد إيجاباً.

فاطمة_السيكولوجيست: بإمكاننا الاتجاه بأفكارنا نحو المزيد من الإيجابية، فذلك يساعدنا للوصول لحياة سعيدة يملأها الرضا عن ذواتنا.