نقلت صحيفة الحياة اليوم الإثنين (27 يوليو/ تموز 2015) عن مصادر عراقية موثوق فيها أن شيوخ عشائر من الأنبار عقدوا سلسلة لقاءات في عمّان لتوحيد صفوفهم في مواجهة «داعش»، فيما حقق الجيش العراقي تقدماً لافتاً أمس وسيطر على جامعة الأنبار، جنوب الرمادي، فيما حذر نواب من سقوط قضاء حديثة، غرب المدينة، في يد التنظيم، وطالبوا بفتح ممرات آمنة كي يخرج السكان المحاصرون فيها.
وأبلغت المصادر «الحياة» أن لقاءات عدة عقدت حضرها وجهاء من الأنبار للبحث في أمرين: عقد صلح بين عدد من العشائر التي نشبت بينها خلافات بعد سيطرة «داعش» على المحافظة، وتشكيل تحالف مناهض للتنظيم. وأضافت أن هذه السيطرة أحدثت خلافات في المحافظة، ووُجهت إلى بعضهم تهمة التهاون أو التعاون مع المسلحين، بينما تصدت لهم عشائر أخرى وواجهت خطر الإبادة. أوضحت أن الاجتماعات في عمّان كان هدفها عقد صلح بين شيوخ الأنبار، وتأجيل الخلافات والثارات، والتركيز على تشكيل تحالف عريض يضم أكبر عدد من العشائر، والاستعداد لمرحلة ما بعد «داعش».
في الإطار ذاته، حذرت النائب عن الأنبار لقاء وردي من تدهور الوضع الأمني والإنساني في حديثة، وقالت إن «سكان القضاء يعانون فقدان الغذاء والدواء والمياه والخدمات، بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الأمن عليهم». وطالبت الحكومة، خلال مؤتمر صحافي أمس، بـ «توفير ممرات آمنة كي يخرج الأهالي، وعدم وضع العراقيل أمامهم بحجة الوضع الأمني»، ودعت إلى «توفير البيئة الملائمة لهم للعيش». وأكدت أن «بعض الأهالي حاول الخروج، وضاع في الصحراء»، واتهمت «جهات مستفيدة بابتزاز المدنيين، وبيعهم مواد غذائية بأسعار خيالية».
ميدانياً، أعلن الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن قوات من جهاز مكافحة الإرهاب «تمكنت من السيطرة على جامعة الأنبار، جنوب الرمادي، وبدأت نزع المتفجرات وفتح الطرق والتقدم باتجاه حي التأميم».
وتقع جامعة الأنبار في موقع استراتيجي، على الخط السريع المؤدي إلى وسط الرمادي، وأحكم «داعش» السيطرة عليها قبل شهرين، وسبق أن استخدمتها قوات الأمن مركزاً لها.
وأضاف رسول: «على رغم تحصن عناصر داعش في ثلاثة خنادق متداخلة، ومتفجرات وأسلاك شائكة، استطاعت قوات مكافحة الإرهاب اختراق خط الدفاع لدى التنظيم، وقتلت العديد من عناصره وفر الباقون». وأكد أن «القوات المسلحة، بكل تشكيلاتها، تواصل تقدمها لتحرير مركز الرمادي عبر أربعة محاور»، وأكد أن «حسم معركة الرمادي بات وشيكاً».
ورحب مجلس محافظة الأنبار بهذا الإنجاز. وقال الناطق باسمه عيد عماش في بيان إن «تحرير الجامعة نصر عظيم للعراق والأنبار وأهلها، وهو بداية لتحرير المحافظة وكل المدن التي تسيطر عليها تلك العصابات الإجرامية التي عاثت بالأرض فساداً ودماراً». وثمّن «دور جهاز مكافحة الإرهاب، فضلاً عن العشائر الأصيلة التي ساندت القوات المهاجمة».