شهدت مدينة مروة اقصى شمال الكاميرون هجوما جديدا مساء السبت نفذته فتاة في حوالي الثانية عشرة من العمر واسفر عن سقوط عشرين قتيلا وهو يحمل بصمات جماعة بوكو حرام الاسلامية النيجيرية، بعد تفجيرين انتحاريين وقعا الاربعاء.
وبالرغم من تعبئة جيوش المنطقة تتواصل الهجمات بدون توقف في الدول المعنية وطاول اخرها صباح اليوم الأحد (26 يوليو / تموز 2015) داماتورو مركز ولاية يوبي في شمال شرق نيجيريا حيث وقعت عملية انتحارية اسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 14 قتيلا و47 جريحا في السوق الرئيسية بالمدينة.
ومروة مركز اقصى شمال الكاميرون والمحاذية لمعاقل بوكو حرام في نيجيريا، كانت لا تزال تعاني من تبعات العمليتين الانتحاريتين المنسقتين اللتين نفذتهما فتاتان الاربعاء واوقعتا 13 قتيلا، حين دوى الانفجار الجديد مساء السبت.
وقتل 20 شخصا واصيب 97 بجروح بحسب حصيلة اعلنها التلفزيون الرسمي الكاميروني الاحد.
وقال التلفزيون ان الهجوم الانتحاري السبت مثل تفجيري الاربعاء، نفذته فتاة انتحارية فجرت قنبلة كانت بحوزتها في حانة في حي شعبي في المدينة.
واوضح التلفزيون ان "فتاة تبلغ من العمر نحو 12 عاما قامت بتفجير نفسها في الموقع المسمى +الجسر الاخضر+". واضاف ان "قوات الامن اغلقت منطقة الاعتداء الانتحاري واعتقلت عددا كبيرا من الاشخاص".
ووسط حالة الهلع والفوضى اللذين نجما عن الهجوم تحدثت مصادر عسكرية عن قنبلة القاها رجل في الحانة.
وذكر مصدر امني في المدينة طالبا عدم كشف هويته انه عند الساعة 19,45 من السبت قام رجل "بالقاء قنبلة" باتجاه الحانة في حي بونريه. واضاف "كنت على بعد نحو مئتي متر عن مكان الانفجار".
واوضح ان منفذ الهجوم "فر بعدما القى القنبلة وقام اشخاص في الجوار لم يصابوا في الانفجار بمطاردته لكنه فجر قنبلة يدوية كان يحملها لحماية نفسه".
من جهته، قال احد سكان المدينة انه سمع دوي "انفجار قوي". واضاف "علمنا ان انفجارا وقع في حانة بوكان التي تكون مكتظة عادة في الليل".
وتعيش مدينة مروة التجارية التي كان معظم سكانها من المسلمين، في اجواء من الخوف ووسط مراقبة عسكرية مشددة منذ اشهر. وعند حلول الظلام يمنع استخدام الدراجات النارية التي تعتبر وسيلة النقل المفضلة للاسلاميين.
وكانت انتحاريتان نفذتا تفجيرين اسفرا عن مقتل 13 شخصا على الاقل في سوق مركزي وحي مجاور في مروة، كبرى مدن اقصى شمال الكاميرون المنطقة التي يستهدفها بانتظام المتمردون الاسلاميون النيجيريون في جماعة بوكو حرام.
وتم تشديد التدابير الامنية منذ بضعة ايام في جميع انحاء البلاد، وخصوصا على محاور الطرق المؤدية الى ابرز المدن مثل ياوندي ودوالا حيث تزداد عمليات المراقبة التي تقوم بها الشرطة والجنود.
وتشارك الكاميرون مع التشاد والنيجر ونيجيريا في حلف عسكري انشئ مطلع 2015 للتصدي لجماعة بوكو حرام التي تمكنت رغم اضعافها من تنفيذ عمليات عنيفة في منطقة بحيرة تشاد خلال الاسابيع الماضية واثبتت انها لا تزال قادرة على التخريب.
وتعرض اقصى شمال البلاد وحده حتى الان لاعتداءات شنتها بوكو حرام. لكن السلطات الكاميرونية تتخوف من تمدد الاعتداءات نحو جنوب البلاد.
وقررت السلطات الكاميرونية توسيع منع ارتداء النقاب الى مناطق الشمال والساحل، لتدارك خطر الاعتداءات في البلاد، غداة هجوم انتحاري اسفر عن 13 قتيلا و31 جريحا، كما ذكرت الجمعة مصادر رسمية.
وقد طبق هذا التدبير الاسبوع الماضي في منطقة اقصى الشمال المتاخمة للحدود النيجيرية التي ينشط فيها اسلاميو بوكو حرام .
وقتل 37 شخصا الجمعة ايضا في تفجيرين استهدفا محطتي حافلات في غومبيه شمال شرق نيجيريا، حسبما ذكر مسؤول في اجهزة الاغاثة لوكالة فرانس برس.
ومن المتوقع ان تقوم قوة من خمس دول -- نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون وبينين -- بالانتشار بحلول 30 تموز/يوليو الحالي لقتال المجموعة التي اعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الاسلامية وادى تمردها المستمر منذ ست سنوات الى مقتل 15 الف شخص على الاقل وزيادة التهديد للأمن القومي.
ومنذ تولي الرئيس النيجيري محمد بخاري الذي توعد بسحق التمرد، الحكم في 29 ايار/مايو، قتل اكثر من 800 شخصا بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.