الحياة هكذا، لها بداية وحتما لها نهاية، وبقاء الحال من المحال، وهناك مثل شعبي معبر في هذا السياق «لو بقت عند غيرك ما وصلت اليك».

الرياضي المتألق لا يمكن أن يبقى متألقا طوال عمره، بعد مرحلة المراهقة يدخل مرحلة النضج والتألق، وخلال هذه المرحلة يبدأ خطف الأضواء ونيل الإشادات والعروض.

يستطيع الرياضي المتميز ذو الصيت العالي وقد لا يكون مكملا للثانوية العامة كسر حواجز لا يستطيع غيره حجزها، كما يستطيع أن يختصر سنوات من عمره بتكوين قاعدة مالية صلبة.

بالتأكيد ذلك لا ينطبق على الرياضي البحريني الذي يظل (يشحت) العلاج والتكريم والتدريب وكل شيء ويمكن ملاحظته في دول الخليج العربي الأخرى بوضوح فضلا عن أوروبا التي تعتبر النموذج المتطور في كل شيء.

عموما، من كان يعرف ريال مدريد الإسباني خلال السنوات الماضية لابد وأن يعي بأن الحارس الكبير ايكر كاسياس هو واجهته الرئيسية لأنه ابن النادي وهم قلة في هذا النادي العريق.

لما دخل حارس منتخب اسبانيا الأول في بداية سنوات الخفوت وهي المرحلة الأخيرة التي تعقب مرحلة النضج والتألق فتح الباب على مصراعيه ليرحل أشبه ما يكون مطرودا ولكن بأسلوب مهذب.

كاسياس رحل بدموع الحسرة على تعامل الإدارة المدريدية معه، ولكنه أمن مستقبله وما انتقاله لبورتو البرتغالي إلا لمواصلة ممارسة لعبته المحببة.

من هذه المقدمة الطويلة، أدخل في صلب الموضوع وأقول من لدموع لاعبي المنتخب الوطني الأول لكرة اليد الموعودين بالتوظيف وتأمين مستقبلهم منذ سنوات، اللجنة الأولمبية البحرينية أو الاتحاد أو الأندية!

استنفار غير طبيعي من شأنه التأثير على المنتخب الوطني في المستقبل القريب، المؤسف أن يتحول اللاعبون ذوو القيمة العالية على المستوى القاري والإقليمي إلى أن يرفعوا شعار «أي نادي بيشغلني بلعب له».

واقعا، اللاعبون مجبرون على رفع شعار كهذا يبعدهم نفسيا وفنيا عن شيء اسمه المنتخب ومشاركات قادمة هامة، وأي أحد مكانهم لن يفكر بغير ذلك، وصلوا لسن 27 عاما وأنجزوا ما لم ينجز سابقا، ما المطلوب أكثر حتى يحل موضوعهم؟.

اللجنة الأولمبية البحرينية برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مدعوة لتحريك الملف، كما يجب على الاتحاد والأندية التحرك وأخذ زمام المبادرة بالأخص الأندية هي تستطيع أن تفتح آفاقا للتحرك.

آخر السطور...

كل الشكر والتقدير لأي منتسب لناد، عمل ويعمل على توظيف لاعبي كرة اليد، ولايزال السؤال يطرح نفسه (كيف ينجح ناد بتوظيف لاعب فيما لا يستطيع المجلس الأعلى للشباب والمؤسسة العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية ذلك؟).