قالت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، بثينة شعبان إن الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى الدولية سيجبر الغرب على تخفيف موقفه من دمشق والتعامل مع حكومتها للبحث عن حل تفاوضي للحرب الأهلية في سوريا.
وتقدم طهران دعما ماليا وعسكريا حيويا للأسد في الصراع الدائر منذ أربع سنوات الذي تحول إلى مواجهة إقليمية بين إيران والسعودية التي تساند المعارضة المسلحة في سوريا.
وتدعم الدول الغربية المعارضين غير الإسلاميين في سوريا وتقول إن الأسد لا مكان له في سوريا المستقبل.
وقالت بثينة شعبان في مقابلة مع قناة الميادين التلفزيونية التي تبث من بيروت "هذا الاتفاق عبر عن استدارة مرحب بها من الغرب الذي بدأ يدرك أن عليه أن يغير أساليبه".
وأضافت في المقابلة التي أذيعت اليوم الخميس (23 يوليو/ تموز 2015) "السياسة الغربية في المنطقة وصلت إلى طريق مسدود".
وقالت بثينة شعبان إن هناك مؤشرات على تقارب بين روسيا والولايات المتحدة بعد الاتفاق الإيراني الذي يؤذن بعملية إعادة اصطفاف لدول المنطقة "يراجع الكل فيها نفسه".
وأضافت أن من المتوقع أن تصبح الولايات المتحدة أكثر تكيفا مع رؤية موسكو للأزمة السورية. وروسيا حليف آخر لحكومة الأسد وتعارض من فترة طويلة التدخل الغربي واستخدمت حق النقض ضد مشروعات قرارات في مجلس الأمن كانت ستؤدي لفرض عقوبات أشد على دمشق.
وقالت المستشارة السورية إن الاتفاق النووي سيفرض صيغا جديدة وواقعا جديدا في المنطقة لكن طبيعته ستختلف وسيكون أكثر إيجابية حيال سوريا.
* سوريا غير قلقة
وقالت بثينة شعبان إن الحكومة السورية لا تعتقد أن إيران ستوقف دعمها نتيجة لهذا الإنجاز الدبلوماسي مع الغرب بشأن برنامجها النووي وأكدت أن دمشق وطهران تربطهما علاقات استراتيجية "منذ عقود".
وقالت "لا يوجد قلق سوري من هذا الموضوع بشأن هذا.. لأننا كما نحن رفضنا فك الارتباط.. إيران لن تقبل فك الارتباط مع سوريا".
وقتلت الحرب في سوريا ما يقرب من ربع مليون شخص وشردت ملايين آخرين في أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
وتدعم إيران الأسد من خلال دعمها لحزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات الأسد ونشر مستشارين عسكريين إيرانيين وتعبئة مقاتلين شيعة من مناطق أخرى في الشرق الأوسط.
كان الأسد قد أشار في وقت سابق هذا الشهر إلى أنه يتوقع الحصول على دعم أكبر من إيران بعد الاتفاق النووي.
وقالت مستشارة الأسد إن غارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق يفرض على الغرب إعادة تقييم موقفه وقبول المقترحات الروسية من أجل توسيع التحالف ضد الجهاديين ليشمل سوريا إلى جانب السعودية وقطر وتركيا.
وتتهم سوريا هذه الدول بدعم المسلحين.
وقالت شعبان "ربما هناك مراجعة أمريكية لهذا الموضوع خاصة أن روسيا كانت نبهت منذ البداية أن التحالف ضد الإرهاب لابد أن يشمل الدول المعنية ودول المنطقة لكي يكون فعالا، مضيفة "أعتقد أن التحالف الذي أسمته الولايات المتحدة من أجل محاربة داعش وله فترة زمنية لم ينجز أي شئ."
وبينت انها ترى نزوعا من جانب الغرب للاستفادة من الرؤية الروسية مشيرة إلى أن ذلك يثير تفاؤلا بأن المنطقة يمكن أن تشهد أياما أفضل.