لا يكاد يمر يوم هذا العام في ألمانيا بدون هجوم على أماكن لإيواء اللاجئين بينما تسعي البلاد جاهدة لاستيعاب عدد قياسي من طالبي اللجوء الفارين من الحروب والعنف في دول أخرى.
ووفقا لبيانات حكومية وردت اليوم الأربعاء (22 يوليو/ تموز 2015) فان 150 حريقا متعمدا أو هجمات أخرى سجلت في الأشهر الستة الأولى من 2015 وهو ما ألحق أضراراً أو دمارا بأماكن ايواء جرى تجديدها لاستقبال حوالي 450 ألف من طالبي اللجوء من المتوقع أن يصلوا إلى المانيا هذا العام.
وأدت الهجمات التي غالبا ما تندلع من احتجاجات محلية تستهدف أماكن الايواء قبل وصول اللاجئين الي تشويه صورة ألمانيا التي فعلت الكثير للتكفير عن ماضيها النازي. وتسببت أيضا في توترات مع تأييد الكثير من الألمان للاجئين.
وقال وزير العدل هايكو ماس يوم الثلثاء بعد أن أعلنت وزارة الداخلية ان عدد الهجمات على الأماكن المخصصة لايواء اللاجئين تضاعف تقريبا ليصل الي 150 هجوما في النصف الاول من هذا العام "أشعر بالخزي لكراهية الأجانب التي تظهر في شوارع المانيا". وشهد العام الماضي 170 هجوما.
وأبلغ هاس صحيفة بيلد انه إلى جانب "المخاوف اللا معقولة والعنف" ضد اللاجئين في المانيا فانه لمس ايضا فيضا من التعاطف مع محنتهم. واظهر استطلاع للرأي في ابريل نيسان أن 50 بالمئة من الالمان يريدون ان يستقبل بلدهم المزيد من اللاجئين.
وشهدت ألمانيا عنفا عنصريا لبضع سنوات أثناء الاضطرابات الاقتصادية التي أعقبت توحيد شطري البلاد في 1990 . وقتل 186 أجنبيا في تلك الحوادث.
ومن المتوقع ان تستقبل البلاد هذا العام أكثر من ضعفي عدد اللاجئين الذي سعوا للجوء فيها العام الماضي وعددهم 200 ألف. وبلغ عدد أولئك الذين وصلوا في الربع الأول من العام 85394 لاجئا معظمهم من كوسوفو وسوريا وصربيا وألبانيا والعراق وافغانستان.
وفي كلمة ألقاها مؤخرا في برلين خرج الرئيس الألماني جواكيم جاوك عن النص المكتوب ليشجب بعبارات قوية غير معتادة الهجمات على اماكن ايواء اللاجئين قائلا "هذه الهجمات الآثمة على اماكن ايواء اللاجئين... شيء لا يطاق."