بدأ نادي برشلونة الاسباني أمس (الاثنين)، من دون نجمه الأول الأرجنتيني ليونيل ميسي، في ولاية لوس أنجليس جولته الخارجية في الولايات المتحدة الأميركية، والتي يستعد من خلالها إلى الموسم الجديد الذي قد يشهد تحقيق الفريق مجموعة من الانجازات التاريخية.

ويسعى الفريق الكاتالوني الذي فاز في الموسم الماضي ببطولات كأس الملك والدوري الاسباني ودوري الأبطال، إلى الفوز بثلاثة ألقاب أخرى قبل نهاية العام 2015، هي: كأس السوبر الاسباني والأوروبي ومونديال الأندية.

ويرغب المدير الفني لبرشلونة لويس انريكي في طي صفحة الثلاثية التاريخية التي حققها في الموسم الماضي، إذ قال: «الثلاثية أصبحت جزءاً من ماض رائع»، مشيرا إلى أن برشلونة بدأ يفكر في السداسية ليكون النادي الوحيد الذي يحقق هذا الإنجاز مرتين.

وأضاف انريكي، لدى وصوله إلى الأراضي الأميركية: «التحدي هو أن أقوم بإنجاز تاريخي وهو الحصول على ما لم يحصل عليه أحد».

وسيكون الطريق أمام برشلونة شاقّاً وطويلاً لتحقيق ما يصبو إليه، من دون ميسي في الوقت الحالي، والذي اختتم موسمه الناجح مع برشلونة بهزيمة مريرة في نهائي بطولة كوبا أميركا أمام تشيلي.

واتهمت العديد من الجماهير في الأرجنتين نجمهم المفضل وقائد منتخب البلاد بالتسبب في خسارة الفريق للنهائي الثاني على التوالي بعد الإخفاق الذي مني به في نهائي مونديال البرازيل 2014 أمام المنتخب الألماني. وكانت الانتقادات التي طالت ميسي حادة وعنيفة، إذ انضم النجم الأرجنتيني السابق دييغو مارادونا إلى الجدل الدائر حول اللاعب، وأكد أن على الجميع التوقف عن تدليله ومعاملته مثل أي لاعب آخر بالمنتخب الأرجنتيني، ما دفع بالصحافة إلى التكهن باقتراب ابتعاد مهاجم برشلونة عن منتخب التانغو مؤقتاً.

وتابع انريكي متحدثا عن ميسي: «إنه يحتاج إلى الراحة»، مبرراً سبب غياب صاحب القميص رقم 10 عن مرافقة الفريق في رحلته إلى الأراضي الأميركية.

وأعفى المدرب الاسباني الذي لم يخف في أية مرة نفوره وضجره من هذه الرحلات والجولات التجارية، ميسي وآخرون مثل بعض اللاعبين الذين شاركوا في بطولة كوبا أميركا الماضية (ماسكيرانو ونيمار وألفيش وبرافو) بالإضافة إلى الحارس الألماني تير شتيغن الذي شارك مع منتخب بلاده في كأس أوروبا تحت 21 عاماً، من الرحلة الأميركية.

وعلى رغم ذلك، انفرد ميسي باجتذاب جميع الأضواء نحوه، وكأنه الغائب الوحيد عن الفريق الاسباني، إذ قال انريكي الذي يواجه تحدياً كبيراً في إعداد وتهيئة لاعبه الأرجنتيني الفائز بالكرة الذهبية 4 مرات نفسيّاً في الفترة المقبلة قبل التحديات الكبيرة التي ستواجه برشلونة: «ميسي ليس في الولايات المتحدة الأميركية؛ لأنه يحتاج إلى عطلة».

ويسعى برشلونة في رحلته هذه إلى المزج بين أهدافه الرياضية والتجارية على حد السواء، إذ سيخوض الفريق الكاتالوني مباريات تحضيرية من العيار الثقيل أمام فرق مثل تشلسي ومانشستر يونايتد وجالكسي في إطار جدول عمل يجمع بين الناحيتين الاجتماعية والتجارية.

ويشمل برنامج برشلونة اليوم، بالإضافة إلى تدريباته المعتادة، زيارة لاعب كرة السلة الأميركي الشهير كوبي براينت المعروف بولعه بالفريق الكاتالوني، ثم إقامة مؤتمر صحافي للتأكيد على شراكة ودعم النادي الاسباني لمنظمة اليونيسيف، بالإضافة إلى التقاط بعض الصور مع بعض الرياضيين المعاقين الذين سيشاركون في دورة أولمبية خاصة في لوس أنجليس في (25 يوليو/ تموز الجاري) والمشاركة في حملة دعائية لشركة نايك الأميركية للملابس الرياضية.

ومن المقرر أن يلحق ميسي بمباراتين تجريبيتين للفريق أمام فيورينتينا يوم الأحد (الثاني من أغسطس/ آب المقبل) وأمام روما يوم الأربعاء الخامس من الشهر نفسه، قبل أن يبدأ رحلة البحث عن ألقابه المحتملة في 2015 والتي يبدأ الصراع على أولها أمام اشبيلية في السوبر الأوروبي في 11 أغسطس، ثم كأس السوبر الاسباني أمام أتلتيك بيلباو يومي 14 و17 من الشهر نفسه.

وتنطلق مسابقة الدوري الاسباني بعد السوبر الاسباني بخمسة أيام، إذ يكون ميسي لعب حينها مباراتين وديتين وأخيرتين رسميتين، بالإضافة إلى شهر كامل من التدريبات.