أصدرت ديلويت تقريرها السنوي الثاني «القوى العالمية للسلع الاستهلاكية الفاخرة 2015»، والذي يقدّم نظرة حول الاقتصاد العالمي، وتحليلاً عن نشاط الدمج والاستحواذ في قطاع الرفاهية. كما يضم التقرير رؤية مستقبلية حول الطبيعة المتغيّرة لمستهلكي السلع الفاخرة، آخذاً بعين الاعتبار تأثير قطاع التكنولوجيا على وجه التحديد.
وأشار تقرير ديلويت إلى أنّه وعلى الرغم من التقلبات في العملة والخرق التكنولوجي القوي، حققت شركات السلع الفاخرة المئة الأضخم في العالم مبيعات بقيمة 214.2 مليار دولار بحلول نهاية السنة الضريبية الماضية (السنوات الضريبية التي تنتهي في يونيو/ حزيران 2014). ويستخلص التقرير إلى أنّه يتوجّب على الماركات الفاخرة العالمية أن تستفيد من المتطلبات الاستهلاكية والتكنولوجية المتزايدة بهدف تعزيز أرباحها والحفاظ على وضعيتها التنافسية.
إلى ذلك، قال الشريك المسئول عن قطاع الشركات الاستهلاكية في ديلويت الشرق الأوسط هيرفي بالانتين: «من المتوقع أن تتعرض العديد من أساسيات قطاع الرفاهية لتغير جذري خلال السنوات القليلة المقبلة. كما سيساهم المستهلك المسافر على درجة الرفاهية في تغيير مفهوم الحدود الوطنية كما سيمثّل مستهلكو جيل الألفية نسبة مئوية ملحوظة من حجم مبيعات قطاع الرفاهية، وستواصل القوى التنافسية التي تحرّكها التكنولوجيا الرقمية خروقاتها بوتيرة أسرع. أمّا في منطقتنا في الشرق الأوسط، فسيولّد السفر فرصاً جديدة لاجتذاب الإنفاق على الرفاهية، وستجد دبي نفسها، كونها مقصداً أساسياً للسياح ونقطة ترانزيت للمسافرين، في موقع ممتاز لاجتذاب هذا الإنفاق».
وخلص التقرير إلى «ضرورة اعتماد التكنولوجيا كميزة تنافسية على الماركات الفاخرة مواكبة التكنولوجيا الدائمة التطوّر وتحسين منتجاتها، من دون المس بالميزات والخبرات الفريدة التي تقدّمها منتجاتها»، إلى جانب أهمية «إشراك متسوّق جيل الألفية - يلجأ 58 في المئة من جيل الألفية حالياً إلى الإنترنت للحصول على معلومات حول السلع الفاخرة، ويستخدم 31 في المئة منهم مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تجميع المعلومات حول الحسومات والعروضات، مقارنة مع 10 في المئة لمستهلكي قطاع الرفاهية الأكبر سناً. ومن أجل استهداف جيل الألفية بشكل فاعل، بعد أن بدأ هذا الأخير بالبروز بين قادة التكنولوجيا وغيرها من القطاعات، ومن المتوقّع أن يشكّل 75 في المئة من القوة العاملة العالمية بحلول العام 2025، على الماركات الفاخرة أن تستفيد من هذا الجيل من خلال فهم توقعاته وكامل عاداته وما يؤثر على قراراته الشرائية.
وأشار التقرير إلى أنه «مع تحوّل الجيل الجديد في الشرق الأوسط من مستهلكي السلع الفاخرة إلى عشق التكنولوجيا والوعي الاجتماعي، سيحتاج قطاع الرفاهية والاستهلاك إلى فهم الرغبات المتغيّرة والسلوكيّات الشرائيّة لمستهلكي السلع الفاخرة لديها. وفي هذا الإطار، يعتقد السيّد راجيف لالواني، الشريك المسئول عن استشارات التكنولوجيا في ديلويت الشرق الأوسط، أنّ استخدام تحليلات البيانات في جمع المعلومات حول العادات التسوقية للمستهلكين سيهيمن أكثر فأكثر على متاجر التجزئة من أجل تكييف تجارب مستهلكيهم في المتجر وعبر الإنترنت».
وأفاد بالانتين «تتطوّر القنوات التي يتسوّق من خلالها مستهلكو الرفاهية باستمرار، مما يجعل من الضروري أن تفهم الشركات الرغبات المتبدّلة، وسلوكيات الشراء، وقنوات السلع الاستهلاكية الفاخرة. وتشير النتائج الصادرة عن دراسة ديلويت حول استهلاك السلع الفاخرة بين أصحاب الدخل المرتفع في أوروبا للعام 2014 والتي شملت 1000 مستهلك من أصحاب الدخل المرتفع في أوروبا، إلى أنّ 45 في المئة من المشاركين يبحثون عن المعلومات عبر الإنترنت، على الرغم من أنّ قنوات التسويق التقليدية مثل المجلات والبحث بين المتاجر ما زالت ذات أهمية بالنسبة إلى المستهلكين الذين يحاولون الحصول على معلومات حول ماركات فاخرة جديدة».
من جانبه، ذكر الخبير الاقتصادي العالمي المسئول في شبكة ديلويت إيرا كاليش أن «الاقتصاد العالمي قدّم في العام 2015 اتجاهات ايجابية وسلبية بالنسبة إلى محبي قطاع الرفاهية. فمن الناحية الإيجابية، مازالت بعض الأسواق الأساسية تتمتع بقوة شرائية مرتفعة. كما شهد الاقتصاد الأميركي تسارعاً ملحوظاً، ومن المرجّح أن ينمو بوتيرة أسرع في العام 2015 من أي وقت سبق منذ العام 2005. أما في أوروبا واليابان، فتساهم السياسات النقدية المندفعة في تعزيز النمو بالإضافة إلى أسعار الأصول. في الناحية المقابلة، يواصل الاقتصاد الصيني انحداره على الرغم من اتخاذ الحكومة العديد من الخطوات بهدف تعزيز النشاط الائتماني. ومع اقتراب النصف الثاني من العام 2015، نتوقع أن تشهد الهند نمواً متزايداً، والصين نمواً بطيئاً، وركوداً في روسيا والبرازيل، وكل ذلك من شأنه التأثير على قطاع الرفاهية على نطاق أوسع».
العدد 4697 - الجمعة 17 يوليو 2015م الموافق 01 شوال 1436هـ