في العام 1928 تقدم العضو علي بن إبراهيم كانو أثناء اجتماع مجلس بلدية المنامة باقتراح إطلاق مدفع واحد في كل يوم طيلة شهر رمضان المبارك يسمى مدفع الإفطار؛ لإفطار الناس عليه أسوة بالبلدان الإسلامية التي بدأت بتطبيق هذه الفكرة. كما أشار مستشار الحكومة تشارلز بلجريف في مذكراته أنه في يوم السبت الأول من مارس/ آذار 1930، أطلقت مدافع العيد وقرعت أجراس مركز الحريق، وصادف يوم الأحد 2 من مارس أول أيام عيد الفطر. ومنذ ذلك التاريخ، أي منذ 85 عاماً ومدفع الإفطار أصبح تقليداً متبعاً وأيقونة بارزة لشهر رمضان المبارك في البحرين، فبات من الموروثات الشعبية الخاصة بهذا الشهر الفضيل ومن مظاهره البارزة التي يحرص العديد من المواطنين والمقيمين على الذهاب له مع عوائلهم للاستمتاع برؤيته ومشاهدة عملية الإطلاق والتقاط الصور في جو لا يخلو من البهجة والفرح والخوف عند البعض مع قرب عملية الإطلاق.
وعن بداية مدفع الإفطار في البحرين يقول رئيس وحدة المراسم بإدارة المراسم وحماية الشخصيات الهامة الرائد حمد محمد الهاجري: «لقد بدأت شرطة البحرين في استخدام مدافع الإفطار منذ فترة الثلاثينيات. ذلك باستخدام أربعة مدافع موزعة على مناطق المحرق والرفاع والمنامة والبديع. أما الآن فإن هناك 3 مدافع موزعة بالقرب من قلعة عراد، وبالقرب من منطقة النعيم، وبالقرب من قلعة أحمد الفاتح».
عملية إطلاق المدفع وبحسب الرائد الهاجري لا توكل إلا لأفراد من الشرطة «مؤهلين للقيام باستخدامه من قبل ضباط صف تمت عملية تدريبهم على يد فريق بريطاني متخصص. ويقوم على كل مدفع ثلاثة من رجال الشرطة يرتدون اللباس التقليدي القديم بهدف ربط هذا الحدث بالتراث البحريني».
كما تحدث عن الذخيرة مؤكد أنها «ذخيرة صوتية. ويوجد ذخيرة بصوت كامل وذخيرة بنصف صوت، وما يستخدم في مدفع الإفطار هي ذات الصوت الكامل ليغطي صوتها كل أرجاء البحرين».
مشدداً على إجراءات السلامة للقائمين على المدفع والجمهور عن طريق «ترك مسافة أمان بين المدفع والقائمين عليه من جهة ومن جهة أخرى بينه وبين الجمهور. وذلك عن طريق وضع حواجز حديدية لتأمين سلامتهم والحرص على عدم تأثرهم من قوة صوت المدفع أثناء الإطلاق».
يذكر أن البحرين يوجد بها حالياً ثلاثة مدافع يُدوي صوتها مرتين يومياً إيذاناً بدخول وقت الإفطار مرة ودخول وقت الإمساك مرة أخرى، بالإضافة لثمان طلقات مع الإعلان عن دخول شهر رمضان وثمان أخرى للإعلان عن حلول عيد الفطر. وتوجد هذه المدافع في ثلاث مناطق مختلفة. الأول بمنطقة عراد في مواقع السيارات القريبة من القلعة التراثية. والثاني بمنطقة النعيم في الساحة المقابلة لمركز الشرطة. أما الثالث والذي وضع مؤخراً في العام 2014 يقع في الساحة المقابلة لقلعة أحمد الفاتح بالرفاع.
العدد 4695 - الأربعاء 15 يوليو 2015م الموافق 28 رمضان 1436هـ