الوسط - حسين الدرازي

لا يحتاج لاعب منتخبنا الوطني السابق والنجم الكبير حسين بابا للكثير من أجل التعريف به، فهو غني عن التعريف، وشهرته تسبقه كونه واحداً من أبرز اللاعبين الذين عرفتهم الملاعب البحرينية ومنتخبنا الوطني، بالإضافة لمشاركاته المتعددة في الاحتراف الخارجي بأكثر من دولة خليجية، ولعل أبرز محطاته كانت الاحتراف في الكويت الكويتي لخمس سنوات، فيما كانت بدايته بالاحتراف العام 2004 مع الشمال القطري، ولعب كذلك في الدوري السعودي مع الوحدة والفتح، وتجربة الفتح كانت الأخيرة له، فهو بدأ الموسم الماضي مع المحرق بتجربة جديدة مع نادٍ آخر في البحرين، لكنه لم يُكمل مشواره معه كونه تلقى عرضاً للعب في الفتح وانتقل إليه أثناء فترة الانتقالات الشتوية، «الوسط الرياضي» يستضيف النجم بابا عبر هذه السطور وفي فقرة «حوارات رمضانية» لنتعرف على الجديد بالنسبة له والتطرق لبعض النقاط في مشواره بالإضافة لبرنامجه في شهر رمضان المبارك، وبعض الأسئلة المنوعة.

بابا والموسم المقبل

أغلب الأندية المحلية والخليجية إعدادها على الأبواب وحسين بابا حتى الآن لم يُحدد وجهته، ما الجديد في هذا الموضوع؟

- لا جديد في هذا الأمر، لم أحدد وجهتي المقبلة بعد، ونحن حالياً في شهر رمضان الفضيل، والتفرغ التام للعبادة والتقرب إلى الله فيه أفضل من التفكير في أي أمر آخر، في هذا الشهر وإن شاء الله بعد رمضان سوف أستقر وأقرر وجهتي المقبلة، وبعد الدخول في المفاوضات مع الأندية التي ترغب في الاستفادة من خدماتي.

التأخر ومفاوضات الفتح

ولكن التأخر في التعاقد ربما يؤثر على استقرارك، فلما هذا التأخير؟

- التأخير جاء لعدم وجود العرض المناسب خارجياً والذي يرضي طموحي من جميع النواحي، وليس المادية فقط، ومحلياً متبقٍ على انطلاق الدوري شهرين وبالتالي لازال الوقت مبكراً لاتخاذ القرار المناسب في هذا الشأن.

هل توجد مفاوضات للتجديد مع الفتح السعودي؟

- كلا، لا توجد أي مفاوضات للتجديد من قِبل النادي السعودي، إذ لم يُحدثني أي منهم بخصوص التجديد.

تجربة المحرق والفتح

مررت الموسم الماضي بفترتين مختلفتين، الأولى مع المحرق والثانية مع الفتح السعودي، كيف تقيم التجربتين وماذا أضافتا لك؟

- الموسم الماضي كان بالنسبة لي من أنجح المواسم الكروية في مسيرتي الاحترافية، فبعد إجراء العملية وتوقفي عن اللعب لمدة 5 أشهر، لعبت القسم الأول مع المحرق وقدمت مستويات جيدة تتوجت بتصدر الدوري مع نهاية القسم وهو ما ساعد الفريق على حصد اللقب في النهاية، وفي القسم الثاني استطعت تقديم الإضافة للفتح ومساعدته على التقدم من المركز الحادي عشر الذي كان فيه قبل ذهابي إلى المركز السادس المؤهل للبطولة الخليجية ولم أخسر أي مباراة لعبتها مع الفتح ولله الحمد، ولذلك أنا سعيد بما قدمته الموسم الماضي، وكما ذكرت هو يعتبر من أفضل مواسمي الكروية.

الفرق بين البحرين والآخرين

ما الفرق الذي تحسه أنت كلاعب من جميع النواحي الفنية والتنظيمية والإدارية حينما تلعب في البحرين وأي دوري معروف مثل الدوري السعودي؟

- الفرق كبير طبعاً ويكاد يعرفه الجميع، فمن النواحي الفنية فإنك ترى عالم الاحتراف، واللاعبون المحترفون يكونون على مستوىً عالٍ والمدربون عالميون ورتم اللعب سريع بعكس الوضع الحاصل هنا، بينما من النواحي التنظيمية فالمنشآت هناك متوفرة بكثرة، وجميع الأدوات التي تساعد اللاعب على التألق متوفرة مثل قوة الإعلام والدعم الكبير من الرعاة ومن النواحي الإدارية فترى الانضباط والاحترافية في التعامل، وجميع الإداريين محترفون ويعملون بعقود رسمية.

استقرار حسين بابا

البعض يقول إن حسين بابا لاعب غير مستقر وكثير التنقل بين الأندية، هل هذا صحيح؟ وما السبب؟

- هذا الكلام غير صحيح، فأنا استقريت في نادي الكويت 5 سنوات وهي من أروع ما يمكن وهذا الأمر العديد من لاعبي العالم وحتى المعروفين لم يمروا به، ولكن أحياناً العروض تجبرك على الانتقال، وأي لاعب ممكن ألا يبقى في نادٍ معين، أو تواجهه بعض المشاكل وبالتالي يبحث عن الانتقال لنادٍ أفضل وهكذا، وعني متى ما تواجد العرض المادي والفني المناسب لي والفريق الذي يناسب إمكانياتي شخصياً، فسأفضل الاستقرار بالتأكيد.

كثرة الإصابات

حسين بابا كثير التعرض للإصابات وخصوصاً في المباريات القوية، هل هناك سبب معين وراء ذلك؟ وهل فعلاً تعاني من إصابة مزمنة؟

- الإصابات عانيت منها كثيراً، وأثرت على مسيرتي من ناحية الاحتراف الخارجي وخصوصاً عندما كنت في قطر مع الريان وأم صلال، وواجهتني مشاكل كثيرةً، وكانت لدي إصابة قديماً عانيت منها، ولم أجد من يقف معي ويحل هذه المشكلة للأسف، وكان بعض الأطباء ينصحوني بالاعتزال المُبكر لكنني فضلت اللعب بالإبر المخدرة «الكورتيزون»، وبفضل من الله أجريت عملية العام الماضي بألمانيا ومن حسابي الخاص وتكللت بالنجاح وتخلصت من المشكلة، لكن مع المنتخب كنت حريصاً على التواجد وخدمة البلد، والحمدلله 14 عاماً وأنا أساسي مع «الأحمر»، وأنا اللاعب الوحيد الذي لعب لأربع بطولات آسيوية، وكل هذا وأنا كثير الإصابات، وبالتالي أعتبر ذلك إعجازاً في وجهة نظري، ولدي تحفظ مما ذكرته في سؤالك عندما قلت (خصوصا المباريات القوية)، فالمعروف عني أكثر أنني لا أحب أن تفوتني المباريات القوية بالذات وتاريخي يشهد على ذلك.

الاحتراف بمردود أقل

لو حصلت على احتراف خارجي بمردود أقل من البحرين، أين ستكون وجهتك حينها، ولماذا؟

- لا أعتقد أن هناك مردوداً اقل مما نحصل عليه هنا في البحرين، ولكن إن وُجد، فالمكان الوحيد الذي سأذهب له هو بيتي الأول نادي الكويت، وللعلم آخر انتقال لي لنادي الكويت وعندما طلبوا مني تحديد قيمة الصفقة رفضت ذلك وقلت لهم بالحرف الواحد «أنا جاي بكرة والمبلغ اللي راح تحطونه راح أوقع عليه» وفعلا حصل هذا الأمر، السبب أنني لقيت الحب والاحترام من الجميع ولوجود الأخ العزيز مرزوق الغانم الذي وقف معي كثيراً.

معاناة الرفاع

فريقك السابق محلياً وهو الرفاع لم يحقق أي بطولة الموسم الماضي رغم التعاقدات الكثيرة، بحكم قربك من البيت الرفاعي، ما السبب وراء ذلك؟

- للرفاع مكانة خاصة بقلبي ولا خوف على الرفاع في ظل تواجد الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، والذي وجوده يعني أن الرفاع بخير، ومرحلة التجديد التي يمر بها الرفاع دائماً ما تكون صعبة على أي فريق، لكن الرفاع فريق كبير وبإمكانه العودة بشكل أقوى.

مستوى دورينا

هل ارتفع المستوى الفني في دورينا مع ازدياد عدد الفرق المتنافسة أم أنه كما هو؟

- دخول أندية الحد والمنامة والرفاع الشرقي للمنافسة أعطى قوة للدوري وإثارة مقارنة بالمواسم السابقة، وأتمنى لهم الاستمرارية، لأن ذلك سيكون في صالح دورينا وبالتالي في صالح الكرة البحرينية ككل.

ماذا يحتاج المحرق والرفاع كي يعودا للهيمنة على بطولاتنا؟ وهل هما قادران على ذلك؟

- نعم هما قادران لكن بشرط الاستقرار والاهتمام أكثر بالقاعدة وجلب المحترفين القادرين على الإضافة للفريق وللاعب البحريني، والاهتمام بالقاعدة بات أمراً هاماً، ففي السابق كان ربما ناديان اللذان يستطيعان شراء النجوم، لكن هذا الأمر توسع الآن، وبالتالي أندية المحرق والرفاع تجد مزاحمة كبيرة من الأندية الأخرى في التعاقدات بعكس السابق.

مستقبل الأحمر

كيف ترى مستقبل منتخبنا الوطني؟ وهل فعلاً انتهى الزمن الذي من الممكن أن نحقق فيه انجازات بمعنى الكلمة؟

- بالنسبة للتصفيات الحالية فهي طويلة والأمل موجود، ونتمنى إعطاء الفرصة الكاملة للمدرب الأرجنتيني باتيستا وعدم الاستعجال على النتائج فكثرة التغييرات في السنوات الأخيرة هية التي أضرت بالمنتخب والعودة للوضع الطبيعي للمنتخب يتطلب المزيد من الصبر والوقت، وكلنا نأمل عودة المنتخب لسابق عهده وأفضل إن شاء الله، وخصوصاً أن الكل هنا في البحرين تواق لتحقيق الأحمر للإنجازات.

ماذا نحتاج؟

ماذا نحتاج من جميع النواحي لمقارعة الدول القريبة منا والتي تطورت كثيراً عنا؟

- نحتاج تدخلاً حكومياً على نطاق واسع ودعم لا محدود للنهوض بالرياضة، فنحن نفتقد الكثير والحديث في ما نفتقده يحتاج صفحات، ونحن أيضاً نحتاج استغلال أهل الاختصاص كلاً في مجاله.

برنامج رمضان

كيف تقضي يومك في رمضان؟ وهل الرياضة موجودة باستمرار لديك في فترة التوقف؟

- الصلاة والعبادة فجراً، ثم النوم في الصباح، وبعدها ممارسة الرياضة بشكل خفيف قبل أذان المغرب بساعتين، وفي الليل متابعة البرامج التلفزيونية ومتابعة بعض الدورات الرمضانية التي تذكرنا بذكريات جميلة.

أنت مع أو ضد إقامة المنافسات الرسمية في رمضان؟ وخصوصاً أن المواسم القليلة المقبلة ستشهد ذلك؟

- أنا ضد ذلك طبعاً، إذ أُفضل الاستفادة من كل طاقاتنا في قضاء ليالي الشهر الفضيل في العبادة والتقرب إلى المولى سبحانه وتعالى بدلاً من إقامة المنافسات الرياضية الرسمية.

ما هي أبرز ذكرياتك الرياضية في رمضان سواء مع المنتخب أو الاحتراف، والتي ستظل في ذاكرتك ولن تنساها؟

- أجمل الذكريات في رمضان مباراتنا مع السعودية في مُلحق تصفيات كأس العالم والتي تأهلنا من خلالها للملحق النهائي ضد نيوزيلندا، كانت ليلة لا تنسى بالنسبة لنا كلاعبين وكذلك بالنسبة لجميع البحرينيين الذين تابعوا المباراة والطريقة الرائعة التي تأهلنا من خِلالها.