جاءت الأديان بنوعيها، السماوي الإلهي والوضعي الإنساني، منذ بداية الخليقة، لتؤسس وتطور العلاقة بين الإنسان والآخر، على المستوى الفردي والجماعي، وبالأخص للعلاقة الأضيق بين الأفراد والجماعات من معتنقي ذات الدين، مع الاعتبار الأقل للعلاقات الأوسع مع أفراد وجماعات معتنقي الأديان الأخرى، التي من بعد حياة الأنبياء والرسل والمبعوثين والصالحين، انبنت في أوروبا في عصور الظلام الكنسية، على تكفير العلم والتحديث، بما مارسه رجال الكنيسة من قتل العلماء والفلاسفة، وحرق كتبهم، وتحريض العامة ودعوتهم باسم الإله إلى ذات الأفعال، لنيل رضاه بولوج الجنة، بما لهم من سطوة دينية تقرر للعبد إيمانه من كفره.
إلا أن الثورات الأوروبية استطاعت كف الكنيسة عن دسّ أنفها في أعمال السياسة وإدارة الدولة، وكفها عن التدخل في خيار المواطنين الأوروبيين لاختيار عقيدتهم الدينية، فانطلقت جميع العلوم وخصوصاً علم القانون والاجتماع والسياسة، بما حقق مبادئ حقوق الإنسان التي أوصلت إلى مبدأ تداول السلطات السلمي عبر صناديق الاقتراع المحققة للمساواة بين المواطنين.
وفي العالم الإسلامي الذي أعقب العالمين اليهودي والمسيحي، وبحسب الطباع والعلاقات القبلية السائدة في الجزيرة العربية، انبنت الدولة الإسلامية على أساس دعوة الآخر إلى التوحيد باعتناق الدين الإسلامي، والقبول بالاستسلام للتبعية لرجالاته، فإن جاءت الإستجابة قبولاً، سواءً بالرضا الاختياري، أو الرضا مخافة تنفيذ التهديد، فقد كفى الله الجميع شر القتال، الذي هو الاحتمال الثاني لجبر الآخر وجرّه إلى حظيرة الإيمان، بدين أصحاب العتاد والسلاح والقوة الجسدية والعددية.
وقد سلكوا في ذلك، ما كان سائداً من ممارسات الغزو، من قتل الرجال أو استعبادهم، وسبي النساء لتمَلّكهنَّ وبيعهن جواري، والأطفال لِغَلْمَنَتِهِم والإستعباد، فليس هناك من أسرى في الحروب الدينية، بمثل ما هو في المدنية، إلا لوجهاء القوم المغلوبين من أجل الافتداء، وخصوصاً من بعد الانحدار الذي أصاب الدولة الإسلامية، بعد انتهاء الخلافة الإسلامية الراشدية، إثر مقتل آخر الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب.
ولم تنحصر تلك الممارسات المُجازة في الدين، حين الاحتراب بين أصحاب الأديان المختلفة، التي واحدها عند الآخر كافر، فمباشرة بُعَيْدَ وفاة النبي، تمدّدت إلى الإحتراب بين أصحاب المذاهب الفرعية لذات الدين الإسلامي، بتسبيب الفِرَق أن واحدتها الأخرى، إما هي فرقة مُدَلِّسة أو مرتدة، أو روافض أو نواصب، وكلٌّ يرجم الآخر بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ولم تتوقف تلك الحال من الاحتراب، وخصوصاً بين شخوص الحكام في كل دولة، وفيما بين الدول الإسلامية اللقبية، الدولة الأموية والعباسية والفاطمية والتي آخرها الدولة العثمانية، إلا عند تفتيت وانحسار دور تلك الدولة الإسلامية الأخيرة.
ولم تختفي تلك المباحات والمُجازات الدينية، بل زادها بالسوء المتطرفون، في عصرنا من أتباع تلك المذاهب، عبر الحروب المنبرية، التي أحالت منابر الخطابة النصحية والتوعوية الدينية، إلى منابر للتكفير والقدح في المسلم الآخر، وخصوصاً أولئك من رجال الدين الملتحقين بالجمعيات الدينية، وفروعها الخيرية من وعاظ السلاطين، فلكلٍ دفوعاته الفقهية عبر التفاسير المختلفة، لذات النص الديني الواحد، وفي التفاسير يبيح أحدهما تكفير الآخر عند أصحابه وتابعيه، وإباحة دمه وعرضه وماله لإرضاء السلطات الحاكمة.
ففي العالم الإسلامي، الدين خادم الدولة، والسلاطين يغدقون العطاء على مثلهم، ويفتحون لهم أبواب جمع الزكاة والصدقات، وأموال تجهيز الغزاة، التي تربو مبالغها على عشرات الملايين من الدنانير، ترخيصاً بالتخصص والتفرد، في ظل التقتير على ميزانياتهم السنوية السرية بعدم الإلزام بالنشر، وذلك لتمكينهم من إيهام الفقراء والمساكين وأبناء السبيل، بما يفرق الأمة عبر النزاعات في القضايا التاريخية، ويغدقون على كل خطيب يلف عقول تابعيه تحت عباءة مذهبه بتفاسيره، لجعلهم رهن الإشارة للسلطات، سواء بالتمكن من بناء عقلهم الطائفي أو بحكم ضغط الحاجة. والخلاصة أنهم يخدمون السلطات الحاكمة في الأوطان بشق المواطنين إلى فرق مذهبية، تتصارع لصالح أيٍّ كان، محلياً كان أو خارجياً، إلا الوطن والمواطن.
أفي ظل هكذا نظام ديني، يتبع الدولة، ويخدم سلطات الحكم التي ترعاه، لرهن المواطن والوطن لإرادتها، عبر سياسة «فرق تسد»، وبيده تسخير الملايين لما ولمن شاء، داخل الوطن وخارجه، دون نشر للميزانيات ودون محاسبة، إلا كما يُدَّعى بأنهم يقدّمون كشوف الحسابات إلى الجهة الحكومية المختصة... أفي هكذا نظام يدير شئون الدين والعمل الخيري، يتوقع العاقل أن تتوحد مساجد الصلاة ومنابر الخطابة، اللتان تحكمهما سلطة العقيدة، بما يكفّر واحدها الآخر، واللتان هما وسيلتان حكوميتان، أوكلت ما يخدم توجهاتها منها برجال دين رهن إشارتها؟
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 4687 - الثلثاء 07 يوليو 2015م الموافق 20 رمضان 1436هـ
إبراهيم الدوسري
صلاة المسلمين السنه تختلف في القصد والاداء عن غيرهم احنا لسنا في حاجه لصلاة الحاجه لولاء للأرض دون غيرها8
اولادنا بالسجون ياكلون صحن صغير بيض بقشوره !!! الي الله المشتكى .
غير الاذى والتعذيب , لن نسامحهم ...
شكرًا أستاذي العزيز
نعم الجماعات التكفيرية هي صنيعة الحكومات حتى تستخدمها كسلاح لضرب من يطالبهم بالعدل بين المواطنين ، الدين و المذاهب براء من أفعالهم و دعوة الصلاة الموحدة هي دعاية للخارج و لتلميع صورةًالحكومة
لأن الأساس لم يحل
لأن البعض يكفر البعض
طالبنا بحقوقنا المشروعة سو فينا اللي ماسوته دولة في العالم
وتالي هالمسرحية الهزيلة الصلاة الموحدة روحوا شوفوا الكويت وتعلموا منها
شلونك حجي شخبارك؟
قبل 14 فبراير 2011 من تعرض لك؟ غصب طيب تبي تقول إنك تمثل الشعب كله و يا تعطوني اللي أبيه يا احرق لكم البلد كله ... تطلع لنا و تحتل الشوارع الحيوية و مؤسسات الدولة و لا تكلمني و تحاجيني .... تتكلم عن الكويت روح الكويت و شوف الحكومة الكويتية شنو سوت في المعارضة الكويتية المسالمة (ما رموا مولوتوفات و لا حرقوا تواير و لا فجروا سلندرات و لا قتلوا شرطة) ..... قطتهم في السجن و سحبت جنسياتهم و فصلتهم من أعمالهم و سفرت بعضهم ... لو قاعد في البيت و ملبق محد كلمك ... بس انت يبت الحجي لروحك.
الجواب هو للإعلام فقط عددالمعتقلين خلال 6شهور فقط 1126 اي صلاة موحدة
بنسجن اولادكم وبنحكمهم ظلما حقدا وكرها وبغضا وبنصلكم من اعمالكم وبنكل بكم وتالي تعالوا صلوا صلاة موحدة !!
أسألة تريد جوابا
كل المسلمين الآن يقلدون الفقهاء . وجميع الفقهاء يصدرون الفتاوي من مصادرها المعلومة (القرآن + السنة النبوية) و لإختلاف مستوى العقول والثقة في سند الروايات تختلف الفتاوي. الأكيد أن لكل فقيه دليله في الفتوى أو الرأي.
ألسؤال: من يكفر أو يقتل الآخر الذي يختلف معه‘ من أين علم أنه على صواب و الآخر على خطأ؟ هل نزل عليه وحي من السماء؟ فإذا المشترك(بفتح الراء) لإصدار الفتوى في البداية واحد ونظرا لإختلاف العقول لابد من إختلاف الآراء فلماذا القتل والتكفير؟ من يدعي أنه أنزل عليه وحي أنه على حق فليثبت ذلك.
و ماذا عن
انتقدت كثيراً ما تسميه الفاشية لدى خصومك و هذا من حقك و لكن كيف تنتقد من يطوع الدين لمصالحه السياسية و انت تتحالف مع جمعية سياسية ثيوقراطية طائفية. انا عن نفسي مع العلمانية و فصل الدين عن الدولة و إغلاق كل الجمعيات الدينية السنية و الشيعية و مع قرار جلالة ملك المغرب الذي يمنع رجال ... من التدخل في السياسة
صعب
اتوقع انه من الصعب جداً ان تجد جواب لسؤالك كيف يمكن لمن ينتقد اقحام الدين في السياسة ان يتحالف مع جمعية سياسية طائفية فعلاً قمة التناقض
........
ارسي على بر الدولة المدنية الحديثة يديرها أحزاب مدنية وليس نقيضها إلا ترى الخراب من هذه الأحزاب في المنطقة أو ماشي مع الماية
الصلاة الموحدة
الأستاذ المتألق يعقوب تناول الموضوع بشمولية أوسع من كونها المتعلق بالصلاة الموحدة فأرجعها إلى العمق التاريخي الذي تهيمن عليه السلطات وتشكل فيه الدين
وفعلا موضوع جدير بأن يقرأ مرات ومرات
دمت حرا يا أيها المناضل الشريف
الجواب وببساطة لا نثق فيهم
بعد الذي جرى وحصل لنا ولمساجدنا ومآتمنا لم نعد نثق فيهم
احنا ما نبغي صلاة موحده
ولا غيره من هذه الكلاوات احنا نريد تشريع يقر بان المذهب الشيعي ليس مذهب خارج ملة الاسلام كي لا يبيحوا قتل المنتسبين اليه وحليه سبي نسائهم نحن نريد تشريع يساوي بين السني والشيعي نحن نريد حرية المعتقد وعدم محاسبة الشيعي حتى على ما بداخل قلبه
نحن الشيعه مرجعياتنا الدينيه موجوده في ايران والعراق كما انهم مرجعيتهم الديينية الشعوديه ومصر
لانه اساس اعلان الصلاه غير صحيح
الصلاه كانت مجرد دعايه واعلام وهذا الشيء الذي جعلها غير مرغوبه لدى الكثيرين .. شنو فايدتها ؟؟ نقص على نفسنا ؟؟ لتوحيد الناس لازم تعلمهم ان يربون اطفالهم على حب البحريني من كل الطوائف ,, لازم ندخل في عقولهم على احترام كل طائفه ,, مو تروح تصلي ويا واحد ومن وراك نيته سوده وقلبه اسود ,, ولا هذاك يشنتر فينا عند مسجد سوق المقاصيص ويحلل دمنا ولا احد موقفنه
لماذا يوجد كنائس لكل المسيح؟
لماذا لا يتوحد جميع المسيح في كنيسة واحدة؟ لماذا يوجد مذاهب عند المسيح؟
ردا علي سؤال المقال
الجهل و الغباء و الانانية و الطمع من أسباب التفرقة. الله واحد و المساجد للعباد. يصلون جميعا في مسجد الحرام و النبوي، لماذا لا يصلونً جميعا في مسجد واحد؟
احسنت
بارك الله فيك أستاذنا العزيز ليس بعد هذا البيان بيان
مقال وزنه ذهب من الاستاذ يعقوب سيادي
المحسوبين على الدين الجديد هما وسيلتان حكوميتان، أوكلت ما يخدم توجهاتها منها برجال دين رهن إشارتها، منهم من يخدم سلطات الحكم التي ترعاه،عبر سياسة «فرق تسد»، وبيده تسخير الملايين
لماذا تفشل صلاة التوحيد في المساجد
لو اتفقنا لما اختلفنا عزيزي وشكرا لكاتب الموضوع شيق ولكن هل من مصلي يوحد او يفرق المنابر لها دور في التوحيد ولكن للأسف عزيزي كل يغني على ليلي نفسي نفسي
المسالة عدم ثقة
السلطة هذمة الثقة بين المواطنين و السلطة بمقدورها زرع الثقة ان ارادة بجبر المتظررين ومعاقبة المجرمين لهذة نقف في صف واحد