شهدت دورة ناصر بن حمد الرمضانية الأولى للألعاب الرياضية (ناصر8)، إقامة المباراة النهائية لكرة القدم أمس بين فريقي بتلكو جنرز يونايتد والفخار، وبعد فترة شهر كامل مضى عايش فيه الرياضيون على أرض المملكة، وكذلك متابعون من خارجها أحداثاً متميزة، إذ ساهم التنظيم المميز للبطولة في مختلف الألعاب في هذا النجاح الكبير الذي لاقته، على رغم أنها تقام للمرة الأولى بهذا الكم من الألعاب بعد أن كانت تقتصر في السابق على كرة القدم فقط، وهنا لا أكيل المدح للبطولة ونجاح تنظيمها فقط لأنني عضو في اللجنة المنظمة العليا ورئيس للجنة الإعلامية فيها، ولكن كل متابع يعرف أن مدحي لن يؤخر ولن يُقدم في مدى النجاح الكبير الذي شهدته، فالبطولة فرضت نفسها تنظيمياً وفنياً، وأنا عايشتها عضواً في اللجنة الإعلامية من (ناصر1) إلى يومنا هذا باستثناء (ناصر5)، وفي الحقيقة هي تتطور بشكل (هائل) في كل نسخة، إلى أن وصل بها الحال لأن تصبح بمثابة الأولمبياد المصغر هذا العام بإدراج ألعاب كرة السلة والطائرة واليد إلى جوار كرة القدم، وأيضاً لا ننسى بطولة البراعم لأكاديميات كرة القدم.

أغلب الرياضيين إن لم يكن جميعهم يرددون هذا الكلام، وحبذا لو انتقل مستوى وحجم هذا التنظيم ونجاحه إلى المسابقات المحلية، وطبعاً حينها ستشهد مسابقاتنا المحلية نشاطاً غير مسبوق، وسنصل لمستويات متقدمة فنياً وتنظيمياً وهو ما سينعش رياضتنا كثيراً، وسيبعدنا عن «الروتين» الممل لبعض الدوريات وكذلك السيناريوهات المعقدة لدوريات أخرى وباتت كأنها مسلسل مكسيكي يستنزف طاقة اللاعبين والأندية.

صحيح أن الرعاية التي تحصل عليها البطولة تختلف كثيراً عن الرعاية التي تحصل عليها اتحاداتنا، هذا إن حصلت في الأساس، ولكن العمل لو يسير بطريقة صحيحة في هذه الاتحادات، وخاصة في ناحية المسابقات فإنه سيساعد ولو بنسبة معينة في جذب الرعاة والمعلنين، لأن الوضع الحالي لا يُشجع بصراحة، وخصوصاً في ظل التوقفات الطويلة في الدوريات، وهو ما يبعث على الملل وهو السبب الرئيسي في تراجع مستويات بعض الدوريات لدينا.

لو ارتفع مستوى التنظيم بالعمل والتخطيط الصحيح فإن اتحاداتنا ستقل لديها نسبة المعاناة في الحصول على رعاة، لأن الأجواء ستكون مشجعة، ولكن لو استمر الوضع على ما هو عليه من وجود توقفات تفوق الشهر في أكثر من مرة، فإن هذه الاتحادات ستبقى فقط تتفرج على توسع الهوة بين مسابقاتها وبين بطولة ناصر بن حمد.