كثُر الحديث في الوسط الرياضي خلال الفترة الماضية عن الفوارق الكبيرة والكثيرة بين دورة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الرمضانية التي قطعت شوطاً طويلاً من الثبات منذ انطلاقتها قبل 8 سنوات وبين المسابقات الكروية المحلية التي تديرها وتنظمها مؤسسة أهلية رسمية معترف بها من قبل أعلى سلطة كروية في العالم وهي الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا».
الاختلافات والفوارق كبيرة بين الجانبين، وخصوصاً في الجانب التسويقي الذي يظهر جلياً وواضحاً في دورة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة نظراً للجهود المبذولة في هذا الجانب، و «ربما» تواجد شخصية لها وزنها وثقلها وحراكها المميز في الرياضة البحرينية وعلى الصعيد الرسمي يلعب دوراً مهماً ومحورياً في جلب الرعاة لهذه البطولة التي لا يتعدى زمنها وفترتها الشهر الواحد.
في المقابل فإن مسابقات اتحاد الكرة الرسمية التي تقام على مدار نحو 8 إلى 9 شهور في العام فإنها لا تلقى الاهتمام والرعاية الجيدة من جميع الجهات الرسمية أو الأهلية، وهو ما يثير علامات استفهام كبيرة وكثيرة على رغم أن ما يصرف عليها «ربما» يضاهي بل يفوق ما يصرف على الدورة الرمضانية في ظل تعدد المشاركين فيها من أندية محلية.
والمفارقة أن اتحاد الكرة نفسه يتعامل مع بطولاته ومسابقاته بتناقض أيضاً، فشتان بين ما نشاهده في مسابقة «أغلى الكؤوس» وتحديداً في المباريات الأخيرة لها، ودوري الدرجتين الأولى والثانية وبقية المسابقات العمرية، فالفارق كبير بين العملية التنظيمية والإدارية بين الجانبين، ومن الغرائب أن غالبية العاملين في دورة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة هم من العاملين على تنظيم المسابقات الكروية.
ومن الفوارق الموجودة بين دورة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة والمسابقات الكروية الرسمية هو الجانب الإعلامي، إذ يلعب هذا العامل المؤثر دوراً كبيراً في دورة سموه، بينما نرى وجهاً مختلفاً له في المسابقات الكروية بمختلف درجاتها ومسمياتها، والاختلاف ليس في نوعية المادة التحريرية فقط بل في الكم والكيف معاً لدرجة أننا نشاهد صفحات الملاحق الرياضية تمتلئ بالأخبار الخاصة بالدورة فيما تغيب الأقلام والتغطيات بحجمها وكيفها ونوعيتها عن المسابقات الرسمية.
شخصياً أرى أن ما نشاهده من تناقض غريب في رياضتنا بجميع فروعها وجوانبها ليس بغريب في ظل غياب الكثير من مقومات وأسس العمل الرياضي الصحيح إلى جانب غياب الكوادر والكفاءات الإدارية المنتجة القادرة على تصحيح الأخطاء المتكررة مع كل عام وموسم.
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 4678 - الأحد 28 يونيو 2015م الموافق 11 رمضان 1436هـ
صدقت
صدقت والله وانا قبل قلت لصحفين نفس الكلام