شكلت شخصية «أبوسكروب» في المسلسل الرمضاني المثير للجدل «سيلفي» الذي تعرضه قناة «إم بي سي»، تقاطعات عدة ممتدة عبر حلقتين متتاليتين من «بيضة الشيطان» التي ارتدت على الوالد المشفق على ابنه وحزّت رأسه، وفق ما ذكرت صحيفة الحياة اليوم الأحد (28 يونيو/ حزيران 2015).
وتبدو شخصية «أبوسكروب» في الحلقتين مستمدة من الواقع، لا سيما أنها تجمع بين النقيضين الشهيرين، الخلفية الإجرامية السابقة من جهة، والتوظيف المؤدلج لهذا الإجرام من جهة أخرى، خصوصاً أن الجماعات المتطرفة ترى في «أبوسكروب» والعشرات من أشباهه مكاسب ذهبية لا تقدر بثمن، باعتباره وقودهم الذي لا ينضب.
ويعتبر «أبوسكروب» تجسيداً لنماذج من مقاتلين عرب في صفوف «داعش»، إلا أن العشرات من الذين جاؤوا من أوروبا وأميركا للبحث عن حياة مترفة في التنظيم - كما وعدهم السماسرة - لا يقلّون سوءاً عن حال «السكروب» المجرم، بعدما لفظتهم أوطانهم ومجتمعاتهم وفرّوا من قبضة العدالة، كفرار مغني الراب الألماني دنيس كوسبيرت الذي كان يترأس أعتى العصابات في برلين، ليلتحق بـ «داعش» ويظهر حاملاً «رأساً مقطوعاً» لرجل أُعدم لمناهضته التنظيم.
وكوسبرت البالغ من العمر 39 عاماً، يُعتبر من أفراد التنظيم الأكثر شهرةً في ألمانيا، وبعد انتقاله إلى سورية بات معروفاً باسم «أبو طلحة الألماني»، ولاحقته السلطات الألمانية بتهم جنسية وقضايا قتل، قبل أن يفرّ إلى التنظيم، ما دعا الولايات المتحدة إلى وضعه على لائحتها السوداء للشخصيات الإرهابية الأكثر خطورة.
وطبقاً لـ «أبوسكروب»، الذي ظهر في المسلسل، فإن هناك عدداً من المقاتلين في صفوف تنظيم «داعش» تورطوا في قضايا أمنية، إضافة إلى أن آخرين اختاروا طريق الإرهاب عبر «داعش».
«أبوسكروب» تزوج ثلاث نساء وطلقهن، وكان مهووساً بالسبايا، ويأتي هذا المشهد الدرامي من واقع تعيشه سوريات وعراقيات كثيرات. وتشير الأرقام الّتي يتناقلها الأهالي في مناطق معينة إلى هروب عدد كبير من المهاجرين بعد زواجهم بسوريات، خصوصاً في الشمال السوري وشرق البلاد، لا سيما أن عناصر «داعش» يتزوجون بألقابهم من دون الإفصاح عن أسمائهم الحقيقية. ويأتي الخليجيون في المرتبة الأولى في حالات الزواج بسوريات لأنّ معظمهم من الشباب، ويأتي التونسيون وغيرهم من أبناء المغرب العربي في المرتبة الثانية.
وتشير تقارير صحافية سورية إلى أن الزواج «الداعشي» أو على طريقة «أبوسكروب» هو أسلوب دمج وترغيب يستخدمه التنظيم بهدف جلب المقاتلين من شتى أنحاء العالم للقتال في صفوفه، إذ يعدهم مشايخ «التنظيم» بالحوريات بعد الموت، ويقدمون لهم النساء في الدنيا، من طريق الزواج أو استرقاق المختطفات من القرى والمدن التي يسيطر عليها التنظيم بحجة أنهن غير مسلمات، في حين يدفع الفقر الذي وصل إلى أعلى مستوياته في سورية والخوف من جرّ الأبناء إلى ساحات القتال، العائلات السورية للموافقة على تزويج بناتها بمقاتلين أجانب. إلا أن غالبية السوريين تعتبر أن التنظيم حالة طارئة، لذلك يقبلون بالزواج على مضض، خصوصاً أنه يتم باسم مستعار للزوج والشهود وحتى الكاتب الشرعي، علماً أنّ الفتاة لا تعرف اسم زوجها الحقيقي أو خلفيته الاجتماعية، فضلاً عن الأخلاقية، ما يدفع بهذا الزواج إلى أن يواجه مصيره المحتوم، مصير التشتت والضياع.
وتطرّق مسلسل «سيلفي» الذي يؤدي فيه ناصر القصبي دور البطولة، ومعه يوسف الجرّاح، وعبد المحسن النمر، وحبيب الحبيب، ومحمد الطويان، إلى عدد من القضايا الاجتماعية التي تهم الشارع الخليجي، وحققت حلقاته حتى الآن مشاهدة كبيرة.
جابها
في الغزير ولمتى بتصمون عيونكم عن هالشر المنتشر تراه بياكل الاخضر واليابس اليوم في المساجد بكرة للقصور