قد لا أكون مبالغاً حينما أقول إن دورة ناصر 8 المقامة حالياُ في أمسيات شهر رمضان المبارك فرضت على الاتحادات الرياضية تحدياً كبيراً في عملية تنظيم البطولات الرياضية بسبب النجاحات التي حققتها إعلامياً وجماهيرياً وتسويقياً. وتميزت كثيراً عن البطولات الرياضية الرسمية التي ينظمها الاتحادات سواء لفرق الأندية أو المنتخبات الوطنية.
في هذا العام اختلف تنظيم الدورة، فبعدما كانت مقتصرة في السنوات السبع الماضية على لعبة واحدة، هي كرة القدم أصبحت تشمل جميع الألعاب الجماعية، ما ساهم من زيادة رقعة المنافسة بين الفرق لإحراز ألقاب كؤوس بطولات كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد.
كما أتاحت الدورة - وهذا جانب أيضاً مهم - للجماهير الرياضية فرصة الاستمتاع بمشاهدة مباريات مثيرة وجميلة في مختلف الألعاب خلال أمسيات شهر رمضان المبارك والذي عادة ما تتوقف فيه المسابقات الرياضية الرسمية.
وأقول بصدق إن التحدي الأكبر الذي فرضته هذه الدورة على مجالس إدارات الاتحادات الرياضية، لا يتعلق بنجاحها تنظيمياً وجماهيرياً وإعلامياً... فهذا قد تحقق من قبل لكثير من الاتحادات الرياضية، ولكن بسبب نجاحها تسويقيا وحصولها على أكبر عدد من الشركات والمؤسسات الراعية، وهذا هو قمة التحدي... لأن هناك كثيراً من الاتحادات الرياضية مازالت عاجزة عن تسويق مسابقاتها وعدم الحصول على راعٍ واحد طوال الموسم. لذلك بت أتساءل عن سبب فشل الاتحادات في هذا الجانب المهم جدا الذي أصبح اليوم أحد أبرز مقومات نجاح تنظيم أي بطولة رياضية... وهل سبب نجاحها أنها تحمل اسم رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الاولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد...؟
فإذا كان الجواب بنعم... فلماذا لا تحقق اتحاداتنا المستوى نفسه من التسويق لبطولات رياضية تنظمها منذ عشرات السنين تحمل أسماء لها وزنها ومكانتها السياسية الرفيعة جداً في مملكتنا البحرين؟
لذلك بت أكاد أجزم بأن سر نجاح تنظيم دورة ناصر 8 ليس بسبب الاسم فقط - وهو جانب مهم جداً - ولكن بسبب ما لمسته من عمل دؤوب للجنة المنظمة والإعداد الجيد الذي سبق انطلاقة منافسات الدورة والرؤية الواضحة لكيفية إدارة مسابقات الدورة والتواصل بشكل دائم مع رجال الصحافة والإعلام وجميع الجهات العاملة فيها.
إضافة إلى نقطة مهمة جداً، حرصت اللجنة المنظمة عليها ونجحت نجاحاً باهراً فيها، وهي حفظ حقوق الشركات الراعية من خلال توفير متطلباتها بتواجد اسمها بقوة في كل فعاليات الدورة... من مطبوعاتها وكتيباتها و«بروشوراتها» وإعلانات إذاعية وتلفزيونية وصحافية... إضافة إلى ملعب المباريات وخارج الملعب، وكذلك الحفاوة والترحيب بالمعلن في كل مناسبات الدورة...
وهو عكس ما كنت أشاهده في كثير من البطولات الرياضية التي تنظمها اتحاداتنا الرياضية... فلا يوجد صدى كبير لاسم المعلن، ولا تتم دعوته في مناسبات البطولة... ولا حتى يعرف أين وكيف تذهب أمواله؟
لذلك أبارك للجنة المنظمة العليا للدورة برئاسة رفيق درب الصحافة الأخ توفيق صالحي النجاح الكبير الذي تحقق. كما أشيد بالجهد الكبير الذي بذله جميع أعضاء اللجنة والتغطية الإعلامية التي حظيت بها. وبت أتمنى أن تستمر الدورة كل عام في شهر رمضان المبارك بشكلها وتنظيمها الحالي، لأنها أضافت إلى أمسيات الشهر الكريم متعة رياضية.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4677 - السبت 27 يونيو 2015م الموافق 10 رمضان 1436هـ