العدد 4675 - الخميس 25 يونيو 2015م الموافق 08 رمضان 1436هـ

موغيريني: الإسلام هو أوروبا.. وأوروبا هي الإسلام

مؤتمر «الإسلام وأوروبا» يؤكد روافد الهوية الأوروبية وأبرز ملامح المستقبل

أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، أن الإسلام أحد روافد الهوية الأوروبية، في مؤتمر ببروكسل، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الجمعة (26 يونيو/ حزيران 2015).

وأكدت موغيريني في مؤتمر «الإسلام وأوروبا» أن «الإسلام هو أوروبا، وأوروبا هي الإسلام»، مشددة على أن «التعددية هي مستقبل التكتل الأوروبي الموحد، والإسلام مكانه الطبيعي في المجتمع الأوروبي»، وأضافت: «الدليل على ذلك تأثيره الواضح في أسلوب حياتنا».

وصرحت المسؤولة الأوروبية أمام حضور شخصيات سياسية وأكاديمية ودينية وممثلي المجتمع المدني، بأن «الإسلام أصبح يشكل أحد أبرز ملامح حاضر ومستقبل الأوروبيين، وهو بالتالي حقيقة واضحة يجب ألا نخاف من قولها أمام الملأ، رغم أن كثيرين لا يريدون سماعها».

وخلال المؤتمر الذي دعت إليه كتلة الأحزاب الاشتراكية والديمقراطية في البرلمان الأوروبي، تناولت المتحدثون ظاهرة التطرف الديني وسفر الشباب الأوروبي للالتحاق بتنظيمات مثل تنظيم داعش وغيره من التنظيمات. وأشاروا إلى أنها «باتت تشكل أحد أهم معضلات السياسات الأوروبية الخارجية والداخلية».

ومن جهتها، دعت موغيريني في مداخلتها وسائل الإعلام إلى عدم الانسياق وراء الإطناب في تناول أخبار «التنظيمات الإرهابية»، لأن ذلك من شأنه أن يعطيها ما لا تستحق من أهمية وتركيز.

ولفتت موغيريني إلى أن «تنظيم (داعش) أصبح يشكل أكبر عدو للإسلام، والإسلام بات ضحية لفكر ذلك التنظيم»، وفسرت انضمام الشباب للتنظيم بهاجس البحث عن مكان لهم في النسيج الاجتماعي والثقافي والسياسي، داعية لخلق المزيد من فرص الشغل ومحاربة الإقصاء الاجتماعي من خلال برامج تربوية وتعليمية.

وبينت موغيريني أن «ضعف الخطاب السياسي يمكن أن يكون هو الآخر مسؤولا عن هذه النتائج السلبية»، ودعت إلى «التفكير في مستقبل شعوبنا بطريقة تشاركية تضع في الحسبان الطبيعة التعددية لمجتمعاتنا الأوروبية».

ويذكر أن موغيريني ناقشت في عام 1994 رسالة دكتوراه حول الإسلام السياسي في الجامعة الفرنسية.

وجاءت تصريحات موغيريني بعد أيام من استضافة المفوضية الأوروبية اللقاء السنوي مع القيادات الدينية، وتناول التعايش السلمي ومواجهة الفكر المتشدد، وفي هذا الصدد قال رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة الذي يتخذ من بروكسل مقرا لها الدكتور خالد حجي لـ«الشرق الأوسط»، إن «تعزيز الحوار من أجل تعزيز فرص التعايش، كان أمرا مهما جدا جرى التوافق بشأنه خلال اللقاء السنوي الذي استضافته المفوضية الأوروبية، بحضور القيادات الدينية للطوائف الثلاث الإسلامية واليهودية والمسيحية».

وأضاف حجي عقب اللقاء، أن «الجميع اتفق على مواصلة الحوار للخروج من المأزق الحالي وليس المقصود هنا مأزقا سياسيا ولا اقتصاديا ولكن بالتحديد المأزق الديني والمتمثل في الفكر المتشدد».

وأكد رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، أن «اللقاء تضمن أشياء إيجابية وتبادلا لوجهات النظر والأفكار والرؤى». وأضاف: «وأنا في تصوري أن هناك الراديكالية، وهناك أيضا غلو سياسي، ولا يمكن محاربة الغلو الديني في ظل الغلو السياسي، ولهذا هناك حاجة ضرورية إلى الحكمة لتقريب وجهات النظر».

ولمح إلى أن هذا اللقاء «كان الغرض منه الاستماع إلى كل وجهات النظر المختلفة للأخذ بها في الاعتبار للتحضير للمؤتمر الذي سينعقد في أكتوبر (تشرين الأول) القادم حول التسامح ومنع كراهية المسلمين ومعاداة السامية».

واستضافت المفوضية الأوروبية في بروكسل الاجتماع السنوي رفيع المستوى مع الزعماء الدينيين تحت عنوان «التعايش المشترك في ظل الاختلاف الإيجابي». وقال نائب رئيس المفوضية فرانس تيمرمانس، إن «الحوار كان هاما للغاية نظرا لأنه يأتي في وقت تواجه فيه مجتمعاتنا تحديات أساسية ولا شك أن دور العبادة والقيادات الدينية لها دور كبير».

وأضاف تيمرمانس: «وهي من العناصر الفاعلة من أجل تعزيز التماسك الاجتماعي وتضييق هوة الخلافات من منطلق شراكة بين القيادات الدينية والمفوضية الأوروبية لتبادل الأفكار والخبرات في مواجهة الأصولية والتشدد والتمييز، وفي نفس الوقت بناء الثقة والتفاهم المتبادل».

وصرح نائب رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني بقوله: «سنهزم الراديكالية والتشدد الأصولي إذا ما استمر الحوار بين الأديان لأنه أمر هام وحاسم للدفاع عن قيم مجتمعاتنا، وينبغي للمؤسسات الأوروبية أن تقوم بدورها لتعزيز هذا الحوار ليس فقط على مستوى الزعماء الدينيين والخبراء وإنما ينبغي أيضا إشراك الشباب».

واختتم بيان للمفوضية الأوروبية حول هذا الحدث، بأن نتائج الاجتماع سوف تصب في أول ندوة سنوية عن الحقوق الأساسية في الاتحاد الأوروبي. ومن المرتقب أن تنعقد الندوة يومي 1 و2 أكتوبر القادم وسيكون الموضوع الرئيسي للندوة هو التسامح والاحترام، ومكافحة السامية ومنع الكراهية ضد المسلمين في أوروبا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:22 ص

      كلام سليم

      كلامش مضبوط مئة في المئة يا موغيريني. الاسلام عندكم في اوروبا اما اسلامنا بلدانا فهو اسلام الظلم والتمييز والاضطهاد والقهر والذبح والتنكيل وحكم الفرد حتى يموت.

اقرأ ايضاً