الوسط - حسين الدرازي

يُعد لاعب منتخبنا الوطني سابقاً حمد راكع العنزي من أبرز لاعبي «محور الوسط» الذين أنجبتهم ملاعبنا المحلية في السنوات الأخيرة، وكذلك تمت الاستعانة به بعض المواسم للعب في عمق الدفاع، وهو ساهم في العديد من الانجازات التي تحققت لنادي الرفاع في السنوات الماضية، إذ كان بمثابة «الجوكر» في بعض المباريات وخصوصاً الهامة منها، إذ تم الزج به في أكثر من مركز نجح فيها جميعاً، كما أنه وصل للاحتراف الخارجي مع النادي العربي القطري والشحانية كذلك، وشارك كذلك في العديد من المباريات والمحافل مع منتخبنا الوطني الأول، وفي الموسم الماضي غادر راكع الرفاع واتجه لنادي الحد على سبيل الإعارة وفي أنجح موسم للحداويين طيلة تاريخهم، إذ حققوا كأس الملك للمرة الأولى بالإضافة للظفر وللمرة الأولى أيضاً بالمركز الثاني في دوري الدرجة الأولى وحصدوا لقب كأس الاتحاد، بينما خرجوا من الدور الأول في كأس الاتحاد الآسيوي، «الوسط الرياضي» التقى مع راكع في زاوية «حوارات رمضانية» وخرجنا بالتالي:

فسخت عقدي مع الرفاع

ماهو وضعك الحالي بعد انتهاء إعارتك لنادي الحد، هل ستعود لتمثيل الرفاع وخصوصاً أن لديك عقدا مع الرفاعيين؟

- نعم من المفترض أن أعود لنادي الرفاع بعد انتهاء إعارتي لنادي الحد، لكنني قدمت طلباً لإدارة النادي من أجل فسخ العقد، وهذا ما حصل، إذ تم الفسخ بالتراضي بيني وبين الإدارة الرفاعية ولهم الشكر والتقدير، اللجنة التي وضعتها الإدارة للتحضير للموسم المقبل لم تدرج اسمي في القائمة التي سيعتمد عليها المدرب الجديد وهذا الخيار أحترمه كثيراً، إذ حددت أسماء أخرى أتمنى لها التوفيق في تمثيل السماوي، وبناء على ما طرحته اللجنة فقد تم فسخ عقدي وأصبحت لاعباً حراً الآن وأستطيع اللعب لأي نادٍ أريد.

مفاوضات الأندية

بعد هذا القرار، هل فاوضتك أندية أخرى وطلبت ضمك إلى صفوفها الموسم المقبل؟

- نعم، بعد انتشار خبر فسخ عقدي مع الرفاع وصلتني اتصالات من خمس أندية محلية بدأت مفاوضاتها معي للانضمام إليها، لكني غير مستعجل حالياً في اتخاذ قراري النهائي، سأبحث بالتأكيد عن العرض الأفضل ليس من الناحية المادية فقط، بل إن الجانب الفني يُعد أمراً هاماً بالنسبة لي، أنا أرغب في العودة للعب بشكل أكبر وأقوى، لازالت الرغبة والقدرة موجودة على العطاء، ولذلك سأبحث عن العرض الأفضل من كل النواحي، وهذه الأندية لم أدخل معها في مفاوضات نهائية إلى الآن، فقط استمعت إلى عروضها وسأنتظر ما سيحصل معهم قبل اختيار وجهتي المقبلة، وأتمنى أن أختار القرار الأفضل بهذا الخصوص.

أسباب نجاح الحد

تواجدت الموسم الماضي مع نادي الحد الذي حقق أفضل نجاح له بتاريخه، برأيك ما هي أسباب هذا النجاح الذي تحقق؟

- فريق الحد ليس وليد اليوم أو هذا الموسم، الحد كان يبني فريقاً منذ أربع أو خمس سنوات من خلال التعاقدات المستمرة والاعتماد على بعض اللاعبين الصاعدين كذلك، وهو ما جعله يقطف الثمار هذه المرة، فهو بمثل ما أعطى حصد هذا الموسم، وأسباب النجاح واضحة من خلال عمل رئيس النادي أحمد المسلم ومساهمته الفعالة في تدعيم الفريق بالإضافة للعمل الجبار من مجلس إدارة النادي وأهالي الحد ووقفتهم مع ناديهم وعطاء اللاعبين ورغبتهم الجامحة في حصد البطولات، وطبعاً الجهازين الفني والإداري للفريق كان لهم دور كبير للغاية في هذا النجاح، وبطولتي كأس الملك وكأس الاتحاد مستحقتين، وحتى في الدوري كانت المنافسة موجودة لآخر جولة.

الخبرة الخارجية للحد

لكن الفريق رغم نجاحه المحلي فقد خرج من الدور التمهيدي لكأس الاتحاد الآسيوي، هل ضحى الحد بالآسيوية من أجل البطولات المحلية؟

- في اعتقادي أن الحد محتاج لعدة سنوات لكي يكسب الخبرة التي تساعده على اللعب في أكثر من جبهة محلية وخارجية، إذ إن هذا الأمر ليس سهلاً، ومن المُمكن أن يتحسن هذا الوضع الموسم المقبل، وإن شاء الله يصل لأبعد الحدود بالذات في ظل تغيير المشاركة للخليجية هذه المرة بدلاً من الآسيوية.

عدم الاستقرار

ما هي أسباب عدم استقرارك آخر موسمين؟ بالذات أنك لم تكن تشارك باستمرار وكثرت تنقلاتك؟

- بالعكس في آخر موسم قبل أن ألعب للحد تواجدت مع الرفاع في القسم الأول وكنت ألعب باستمرار مع المدرب فلورين متروك، وفي فترة الانتقالات الشتوية حصلت على عرض من الشحانية القطري ولعبت هناك باستمرار كذلك وحققنا انجازاً تاريخياً بالصعود لدوري نجوم قطر، ولكن في الموسم المنصرم هنالك بعض الظروف لم تخدمني، بالإضافة إلى أن الإصابة التي تعرضت لها سابقاً في «الرباط الصليبي» يحتاج اللاعب بعدها لخوض دقائق لعب أكثر وهو مالم يحصل.

زيادة المنافسة المحلية

ما هو السبب الذي جعل المنافسة في مسابقاتنا المحلية تزداد إلى أكثر من أربعة أندية بعد أن كانت محصورة بين ناديين في الغالب؟

- بعض الأندية التي دخلت في المنافسة حالياً ضخت الكثير من الأموال من أجل التعاقد مع العديد من اللاعبين لتدعيم صفوفها، بالإضافة للعمل الإداري المتميز، والأمور المادية ربما هي السبب الأول وراء التميز، فمتى ما تواجدت الموازنات المناسبة فإن الأجواء تكون مشجعة أكثر على العمل وهو ما حصل في أكثر من نادٍ.

وهل الفرق التي دخلت على خط المنافسة ستواصل ذلك أم أن نفسها سينقطع مع ابتعاد الداعمين إن حصل؟

- أعتقد أن هذه الفرق بدأت تثبت أنفسها في المنافسة، وخصوصاً أنها تذوقت حلاوة الفوز بالبطولات وبالتالي ستواصل عملها بطريقة أو بأخرى من أجل توفير الأموال للتعاقدات والمحافظة على أبناء النادي، ولا أريد استباق أي شيء بهذا الخصوص، وأيضاً حتى الأندية المعروفة بمنافساتها المستمرة فإنها مهما تراجعت في أي موسم فإنها تعود من جديد، بالرغم من وجود أشخاص «يتخبطون» في العمل داخل مجلس الإدارة.

لا يوجد دوري

بصفتك لاعب خبرة ماهي مقترحاتك لتطوير الدوري والمنافسات المحلية وهل نحن بحاجة لزيادة عدد البطولات؟

- بصراحة نستطيع القول إنه لا يوجد دوري في البحرين، الدوري ضعيف جداً، الأندية تتعب وتضخ الأموال ولكن لا يوجد أي تطور ملحوظ وملموس في آخر عشر سنوات، لا يوجد حضور جماهيري ولا دعم كبير، وحتى اللاعبين الذين يصلون للمنتخب خبرتهم قليلة كون المباريات التي يخوضها كل موسم قليلة، وكل هذه الأمور نرى عكسها في الدول المجاورة، الأساس في كل الأندية تقريباً غير سليم، اللاعب يصل للفريق الأول وهو يفتقد للكثير من الأمور الفنية والإدارية لم يتعلمها، فمدرب الفريق الأول يضطر بدلاً من التركيز على عمله فإنه يتفرغ لتصحيح أخطاء البناء الكروي الخاطئ وهو من أسباب إقالة المدربين، ولا أعتقد أننا بحاجة لإضافة بطولة في ظل الوضع الحالي من ناحية التوقفات الطويلة والمستمرة، الأهم هو كيفية التنظيم حتى وإن كانت بطولة واحدة.

عودة منتخبنا

بالوضع الحالي، هل منتخبنا الوطني قادر على العودة لسابق عهده؟ ولماذا؟

- لا يوجد أي شيء مستحيل، والكل يستطيع بعمله أن ينهض بالمنتخب، ولكن العمل لابد أن يكون جباراً وبدون مجاملات، والأحق لابد أن يكون في المكان المناسب، العمل لابد أن يكون في الأندية بالشكل المطلوب قبل المنتخبات، فالأندية على عاتقها الدور الأكبر، ولابد أن يتم العمل على تطبيق الاحتراف ولو بشكل خطوات مبدئية لأننا في النهاية سنصل للاحتراف الكامل، في السنوات الماضية كانت هنالك مواهب موجودة بوفرة وكان هذا الأمر يغطي على السلبيات وهذا ما جعل منتخبنا يقارع المنتخبات الآسيوية، لكن الآن ندرت تلك المواهب فانكشف كل شيء، لابد من البحث من الصغر من خلال الكشافين مع الاهتمام بهم وصقلهم بالصورة المطلوبة، هذه الأسباب التي تجعل المنتخب لايعود لسابق عهده، لكن العودة ممكنة بشرط تطبيق ما قلته، وهذا بحسب رأيي طبعاً.

الذكريات الرمضانية

ما هي أبرز ذكرياتك الرياضية في شهر رمضان؟

- أبرز ذكرياتي كانت مباراة منتخبنا الوطني الودية مع الصين في ملعب جوانزهو، وكانت أول مباراة لي مع المنتخب بعد التوقف سنتين، ولن أنسى هذه المباراة كونها شكلت عودتي للمنتخب كلاعب أساسي، وكنت مع المنتخب في أكثر من مناسبة أو مباراة خارجية في شهر رمضان وكذلك مع نادي الرفاع، وحينها كنا نحن للتواجد مع العائلة بالذات كون هذا الشهر يشهد المزيد من التواصل، لكن كنا نعرف أننا في مهمات يجب أن نؤديها بعيداً عن كل شيء، والحمد لله كنا في سفرنا نجمع بين العبادة والعمل، وتوفقنا في الكثير من الأمور، وكان هذا الشهر فأل خير بالنسبة لي في المرات السابقة، والتعامل مع الوضع الخاص في رمضان بخارج البحرين صعب بعض الشيء في ظل عدم التأقلم بالشكل السريع بالذات حينما تواجدت في عالم الاحتراف بقطر، وبصراحة المدربون الأجانب كانوا يحترمون اللاعبين أيضاً في هذا الشهر الفضيل ولا يجعلونهم يبذلون أي جهد فوق طاقتهم.

البرنامج الرمضاني

ما هو برنامجك اليومي في شهر رمضان المبارك؟

- البرنامج اليومي يبدأ منذ الفجر بأداء الصلاة ثم تلاوة ماتيسر من القرآن الكريم والراحة ثم العمل، وأيضاً أخذ قسط من الراحة والتعبد، وفي فترة العصر أو قبل أذان المغرب أقوم بعمل التمارين الرياضية، فأنا لا أهمل نفسي في هذا الشهر الكريم، وفي الليل تكون الفرصة مناسبة لأداء العبادات والتقرب إلى الله، وأتمنى أن يوفقني العلي القدير وجميع المسلمين في الوصول للتوفيق الكامل بين العمل والعبادة في هذا الشهر الفضيل، وأتمنى أن يعوده على الجميع بالخير، اللهم آمين.