تعتبر مجالس قراءة القرآن بقرية عالي من المتوارثات التي يحرص الصغار والكبار على حضورها بشكل يومي. فأكثر ما يميز مجالس القرآن بهذه القرية الحضور الطاغي للأطفال والشباب وتلاوتهم للقرآن بحضور كبار السن.

عن تاريخ مجالس القرآن بقرية عالي يقول فؤاد آل عباس «في الماضي كانت المجالس تقام في البيوت الكبيرة التي تسكنها أكثر من عائلة وعند اشتداد الصيف تنتقل هذه المجالس لتقام في المزارع».

وتابع «عندما كبرت العوائل وانتقل أفرادها للسكن في بيوت متفرقة زادت المجالس وأصبح لكل بيت مجلسه الخاص حتى أصبح الوضع كما هو عليه الآن، اذ تكثر مجالس القرآن لكل عائلة على حساب المجلس الواحد كما كان في الزمن الماضي».

وأوضح آل عباس أن العديد من مجالس القرآن في عالي انتقلت من مكان لمكان آخر. في المقابل قلة من المجالس حافظت على مكانها طوال تلك السنوات ومن هذه المجالس مجلس الحاج عبدالله بن الحاج منصور آل عباس والذي مضى على وجوده 70 عاما إذ يعتبر المجلس الأقدم في القرية. مشيرا الى «تأسس هذا المجلس في العام 1946 ومنذ تأسيسه إلى يومنا هذا مازالت تحيي فيه العائلة مجالس القرآن في كل عام من شهر رمضان المبارك».

في عالي توجد العديد من مجالس تلاوة القرآن العريقة. كمجلس الحاج عبدالله آل عباس ومجلس الحاج عاشور وحسن بن يوسف والحاج حسن بن يعقوب العالي وغيرها من المجالس المعروفة. وبالإضافة لهذه المجالس العريقة هناك مجالس أخرى خاصة بالشباب. كمجلس «المختار» الذي يعتبر جميع رواده من الشباب كما أفاد صاحب المجلس محفوظ المختار: «المجلس لم نتوارثه من كبار العائلة. نحن أسسناه قبل عشر سنوات إذ كان مجلسا يتراوده مجموعة من الشباب. وأسوة بباقي مجالس القرية في شهر رمضان المبارك قمنا بتخصيصه لقراءة القرآن».