من بين الأحاديث الشريفة للرسول (ص): (العرق دساس) وعندما يرى الإنسان ذلك على أرض الواقع يشعر كم كان عليه الصلاة والسلام عميقا في أسلوبه التربوي للمسلمين ولهذا فإن من حق الآباء حين ينصحون أبناءهم أو بناتهم عند اختيار الزوجة أو الزوج أن يبحثوا عن أسرة طيبة تذكرت هذا الحديث التربوي وأنا أقرأ نبأ فوز الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الخليجي عصام يوسف جناحي بلقب الشخصية المصرفية الإسلامية لهذا العام. فالرجل ينحدر من عرق عاش أجداده في منطقة من الساحل الإيراني مثل كثير غيره من عرب (الحولة)، التي كانت متخصصة بإنتاج العلماء والأدباء والشعراء، ما يذكرنا بمنطقة الحد التي كانت متخصصة في تفريخ المدرسين فقد كانت الحد الوحيدة التي تصدر مدرسين في مرحلة ما في البحرين.
وقرية جناحي هذه تخصصت بتصدير مشايخ الدين والكثير من الشعراء والأدباء بل والعقول الاقتصادية المعروفة، ولأنهم من أصول عربية عريقة صاروا يفدون منذ أواخر القرن التاسع عشر إلى مختلف دول الخليج، وكثير من الأدباء والشعراء والنقاد في بلادنا الذين نجدهم منتشرين في البحرين ويعتبرون واجهات مشرفة لها هم بقايا أولئك، ولهذا عندما قرأت خبر اختيار عصام لهذا اللقب لم يكن ذلك مفاجأة لسبب بسيط هو أنه ينحدر أجداده من تلك القرية.
وقد أسسوا قريبا تجمعا لأسرتهم بعد أن صار يقدر بعض الباحثين أن عددهم في البحرين وحدها يتراوح بين 40 إلى 50 ألف شخص.
وعندما زرت مجلسهم ذكروا ان خلق هذا التجمع يأتي من منطلق الرغبة لالتقاء أفراد هذه الأسرة المنحدرة من جناحي ليتعرفوا على بعضهم بعضا بعدما اتسعت قاعدتهم وتشتتوا، وهالني عدد الشباب الذين كنت أعرف بعض آبائهم كيف أن الأحفاد كبروا ونمو جسميا وفكريا، وتبوأ هؤلاء الشباب مراكز قيادية بسبب ذكائهم وتفوقهم العلمي.
قلت في نفسي وأنا أتعرف عليهم (يا سبحان الله) أبهذه السرعة ينمو الصغار وإلى هذا الحد «العرق دساس» بحيث تجد الكثيرين منهم في مواقع قيادية فعلا، لهذا ليس بدعة أو خروجا عن المألوف أن يفوز أحد أحفادهم بهذا اللقب لأنه عقلية قيادية جادة تمكن من تحقيق نجاحات متتابعة واختزل الزمن وصار واجهة اقتصادية بحرينية تعتز به المملكة. مبروك لعصام وعساه على (القوة) دائما
العدد 467 - الثلثاء 16 ديسمبر 2003م الموافق 21 شوال 1424هـ
