العدد 467 - الثلثاء 16 ديسمبر 2003م الموافق 21 شوال 1424هـ

مصطلح حقوق الإنسان

شعلة شكيب comments [at] alwasatnews.com

.

إن مصطلح حقوق الإنسان الذي نتداوله ونتعامل معه هو مصطلح دولي تم تحديد ملامحه في المجتمع الدولي وبالتحديد داخل أروقة هيئة الأمم المتحدة كرد فعل على النتائج المدمرة للحرب العالمية الثانية.

وهذا المصطلح لم يشكل مفهوما جديدا في تاريخ البشرية ولكنه ينبع من همٍّ قديم أخذ أشكالا وصياغات عدة في السابق، ونتج في خضم المحاولة للإجابة على سؤال الظلم والمعاناة، ورفض أنماط النشاط البشري التي أنتجت هذه المعاناة.

فالعبودية والتسلط والحروب المدمرة واستغلال الأطفال والعمال والمذابح الجماعية والتمييز بين البشر على أساس العرق والتعذيب والفقر كلها ممارسات قديمة، وأيضا النضال لإيقاف هذا الظلم هو نشاط بشري قديم.

ولعل حقوق الإنسان كتعبير لم يتم استخدامه إلا في وقت قريب، إذ كان تعبير «الحقوق» أكثر تداولا دون ربطه بالإنسان، وهذا أحد أهم المداخل الأساسية لفهم حقوق الإنسان من خلال تمييزها عن مصطلح الحقوق. فالمواطنة في دولة، أو الانتماء إلى شريحة اجتماعية، أو إلى دين، أو اتحاد نقابي، أو حزب سياسي، أو عرق، أو نوع جنس، أو لغة، تنتج بعض الحقوق. ولكن حقوق الإنسان هي نتاج الانتماء إلى الجنس البشري، ومرتبطة بطبيعة الجنس البشري، فهي الحقوق المتأصلة في الإنسان لكونه إنسانا.

ولذلك لا ضير في صحة القول إن حقوق المواطنة لابد أن تكون أوسع حدودا وأشمل من حقوق الإنسان، بحكم ان حقوق الإنسان تمثل الحد الأدنى للحقوق التي يجب أن تمنح لكل البشر لكونهم بشرا. ومن هذا المنطلق يقاس تقدم الدول، فالدول التي تراعي احترام حقوق الإنسان وتلحقها بحقوق إضافية هي الدول الأكثر تحضرا وشعوبها الأكثر سعادة.

ويحاول البعض استخدام تعبير الحقوق المؤولة، وإن كان استخدامه في معظم الأحيان يهدف إلى فرض قيود على معايير حقوق الإنسان. فاحترام وتعزيز حقوق الإنسان يولد مسئولية. فحق الإنسان في التعليم يفرض على الدولة والمجتمع مسئولية توفير المدارس وتأهيل المدرسين وإعداد المناهج المناسبة ومجانية التعليم وعدم التمييز في سياسة القبول على أساس العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين.

وحقوق الإنسان المعترف بها دوليا تتضمن الآتي:

1- حقوقا سياسية ومدنية مثل: الحق في الحياة والحرية والأمان الشخصي والمساواة أمام القانون والخصوصية وحرية التعبير والفكر والدين وحرية الحركة واختيار مكان الإقامة.

2- حقوقا اقتصادية واجتماعية وثقافية مثل: الحق في الغذاء والمسكن الملائم والصحة والتعليم والحصول على وظيفة والمشاركة في الحياة الثقافية للمجتمع.

3- الحقوق التضامنية: التي تمس الحياة على كوكب الأرض مثل الحق في بيئة نظيفة وآمنة.

وتم تأطير مصطلح حقوق الإنسان الدولي على شكل مجموعة من المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، شكلت في مجملها معايير حقوق الإنسان المعترف بها دوليا، ولعل الشرعة الدولية لحقوق الإنسان (الإعلان العالمي والعهدين الدوليين) تمثل نقطة الانطلاق لهذه المواثيق والشرعة الدولية لحقـوق الإنسـان جاءت نتيجـة حوارات جادة ومطولة داخـل قاعات الأمم المتحدة للاتفاق على المنطلقات والمرتكزات التي سيستعان بها لتحديد هذه المعايير، ومنذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحركة الدولية لحقوق الإنسان تبني إنجازاتها وتطورها على ما جاء فيه.

ويجب التنويه بأنه في المراحل الأولى من محاولة صوغ مفاهيم حقوق الإنسان كانت الحكومات هي االاطراف الأساسية إن لم تكن الوحيدة، أما اليوم فإن المنظمات غير الحكومية لها دور فعال في تطوير المفاهيم والآليات المعنية بحقوق الإنسان على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي

العدد 467 - الثلثاء 16 ديسمبر 2003م الموافق 21 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً