استحوذ مرض السكري في الآونة الأخيرة على بالغ الاهتمام في كيفية الوقاية منه، كيفية علاجه، وماهية تأثيره على أجهزة الجسم الأخرى. وقد تردد في الآونة الأخيرة تأثير هذا المرض الشائع على العقل البشري وتأثيره ودوره في الإصابة بمرض الزهايمر.
فقد وجدت الأبحاث الأخيرة بأن نقص الانسولين في الجسم يؤدي إلى نقصه في المخ أيضاً، وبالتالي عملية أيض الجلوكوز (السكر) في المخ. فنقص الأنسولين يمنع استخدام الجلوكوز بشكله الصحيح في خلايا المخ مؤدياً في نهاية المطاف إلى عطب في وظيفة خلايا المخ وتلفه، وبالتالي إلى أعراض مرض الزهايمر أو ما يعرف بالخرف المبكر. ومن هنا أصبح يسمى من جانب البعض بمرض السكري من النوع الثالث.
وفي الوقت الحاضر فإن الأبحاث جارية لمعرفة ما اذا كان مرض السكري بنوعيه يؤدي إلى الإصابة المباشرة بمرض الزهايمر، فالنتائج المتوافرة حتى الآن قيد الدراسة ولم يجر تعميمها.
والمعلومات المتوافرة في الوقت الحالي تحتم علينا الرجوع إلى المحور الأهم، ألا وهو محور التغذية الصحية. فالتغذية تنفرد بالنصيب الأوفر من ناحية الوقاية والعلاج بالنسبة لمرض السكري، وسائر الأمراض.
ففي احدى الدراسات التي أجريت على الفئران، وجدت أن عقول الفئران المغذية بأغذية غنية بالدهون المشبعة قد أصبحت مقاومة للانسولين، ولم تتمكن من استخدام الجلوكوز بالشكل الصحيح في عقولها.
ومع اقتراب الشهر الفضيل، وكما جرت عليه العادة من التركيز على أغذية غنية بالدهون والسكريات المكررة، كان لزاماً علينا التطرق إلى أهمية التغذية الصحية الصحيحة من أجل تجنب الكثير من الأمراض، فالتغذية المتوازنة إلى جانب الممارسة المناسبة للرياضة من شأنها أن تحافظ على اللياقة البدنية للشخص وتساهم في ضبط معدلات سكر الدم وهما الركيزتان الأساسيتان في الوقاية ومرحلة العلاج لمرض السكري.
وفي شهر الصيام، ينبغي مراعاة ضرورة المحافظة على كمية معتدلة من الأطعمة، فالتغذية الصحيحة تحتم الاعتدال وليس الحرمان. كما يحبذ اتباع طرق صحية للطبخ، مثل الشواء أو الطهي في الفرن عوضا عن القلي واستعمال كميات كبيرة من الزيوت. ومن المهم أيضا استبدال الدهون المشبعة بتلك غير المشبعة والنباتية مع تقليل الكمية المستخدمة قدر الامكان.
كما أنه يفضل المحافظة على طبق السلطة كمكون أساسي وطبق رئيسي من أطباق سفرة الشهر الفضيل، مع مراعاة مكونات السلطة واجتناب الاضافات الغنية بالدهون وعالية السعرات الحرارية. ومن المهم أيضا، الابتعاد عن العصائر المحلاة وشرب كمية وافرة من المياه لتعويض ما فقد في فترة الصيام وللمساعدة على الشبع. كذلك لا بد من الاعتدال في تناول الحلويات والتي تحتوي على الكثير من السكر المكرر والذي من شأنه أن يضر العقل وسائر أجهزة الجسم الأخرى.
ويحبذ أيضا المحافظة على نظام يومي لممارسة الرياضة الذي من شأنه أن يساعد الانسان في جميع النواحي النفسية والفسيولوجية.
مع خالص تمنياتي لكم ببلوغ الشهر الفضيل بالصحة والعافية، ووقاكم الله شر الأمراض... ينعاد عليكم وعلينا باليمن والبركات.
إقرأ أيضا لـ "إيمان الانصاري"العدد 4668 - الخميس 18 يونيو 2015م الموافق 01 رمضان 1436هـ
دور واهمية الاكسجين
ان المقال رائع.. واضيف واستخلص: ان الموضوع برمته مرتبط بكمية الاكسجين ودور الرياضة والغذاء الصحي في توفيره، وليس مجرد توفيره بل اهمية نقله ومروره بكافة اجهزة واعضاء الجسم وارتباط حركة ودورة الاكسجين في الجسم بعدد كبير من الامراض كالسرطانات والسكري وامراض القلب والدماغ لذا يجب الحرص على اتاحة المجال للجسم بالنقاهة وقراءة القران والرياضة وتخفيف الدهون وتناول بعض الخضروات(وليس الاقتصار عليها) والنوم مبكرا وتناول اغذية تزيد الاكسجين في الجسم.
هذا لفائدتكم ومبارك عليكم شهر رمضان
بو رحاب
شكرًا لك يا بنت الانصاري علي حسن اخلاقك و مجهوداتك في خدمة المرضي و اللة يوفقك .......
المعدة بيت الداء
مقال جميل، فعلا لو تم تغيير عاداتنا الغذائية المشبعة بالدهون والسكريات إلى مكونات غذائية صحية سليمة لما وجدنا طوابير مرضى ارتفاع سكر الدم بهذا الكم الهائل.
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قد بين لنا أن:
المعدة هي بيت الداء والحمية هي رأس الدواء
وماملأ إبن آدم وعاء شر من بطنه