رفضت حماس اليوم الأربعاء (17 يونيو / حزيران 2015) اعلان الرئيس الفلسطيني اجراء تعديلات وزارية في الحكومة "دون التوافق" فيما اعتبر احد قيادييها ان قرار محمود عباس نتج عن "الارتباك" اثر الحديث عن مباحثات غير مباشرة بين حماس واسرائيل بهدف التوصل الى هدنة طويلة.
وقال الناطق باسم حركة المقاومة الاسلامية سامي ابو زهري لوكالة فرانس برس ان "حماس ترفض اي تعديلات او تغيرات وزارية بشكل منفرد وبعيدا عن التوافق".
واكد انه "لم يتم اطلاعنا ولم تستشر الحركة من اي جهة على اي تعديلات وزارية وكل ما يجري يتم بترتيبات منفردة من حركة فتح" محذرا من ان الحركة "ستدرس كيفية التعامل مع اي وضع يمكن ان يتشكل بعيدا عن التوافق".
واعلن عباس الثلثاء في كلمة القاها خلال اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح في رام الله بالضفة الغربية المحتلة ان حكومة رامي الحمدالله ستقدم استقالتها خلال الساعات الـ24 المقبلة.
ويعتقد ان هذه الخطوة ناتجة عن استمرار الخلافات بين فتح وحماس رغم المصالحة التي اعلنت عام 2014 وعجز حكومة التوافق الوطني التي تشكلت حينها عن استلام مهامها في قطاع غزة.
من جانبه دعا زياد الظاظا القيادي في حماس، الرئيس عباس الى ان "يعزز مساره السياسي بتشكيل حكومة وحدة وطنية من كل القوى والفصائل الفلسطينية العاملة على الارض الفلسطينية والمقاومة للاحتلال الاسرائيلي".
وشدد الظاظا على انه "لا احد يستطيع ان يتجاوز حماس لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا امنيا ولا عسكريا".
من جانب اخر راى باسم نعيم القيادي في حماس ان قرار التعديل الوزاري "يعكس ارتباك ابو مازن وحركة فتح وهروبه الى الامام بعد الحراك من اكثر من اتجاه لحلحلة الازمة في غزة ما قد يؤدي الى تجاوز السلطة" الفلسطينية.
ونوه الى ان هذا "الحراك (السياسي) قد يتأخر بسبب اجراءات ابو مازن لكن اعتقد لن يتوقف لان هذا الحراك جاء بهدف منع الانفجار في غزة وليس لمساعدة حماس".
وحذر جمال الفاضي استاذ العلوم السياسية في غزة من "عودة المناكفات السياسية بين فتح وحماس وهو فشل فلسطيني داخلي".
ورأى ان خطوة عباس جاءت "بسبب ذهاب حماس منفردة لمباحثات مع اسرائيل والرئيس يسعى الى وقف اي اتفاق منفردا على جبهة غزة لما يشكله من ضرر على المشروع الوطني".
وتوقع الفاضي ان "تجبر الازمة الحالية الرئيس عباس وحماس الى الحل بتشكيل حكومة وحدة" متساءلا "هل سيقوض هذا الحل مشروع اتفاق بات وشيكا بين اسرائيل وحماس، هذا مرهون بقدرة ابو مازن على التحكم بالبوصلة، وهذا صعب".
ونفى موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس امس ان تكون حركته تسلمت اية افكار او مبادرات رسمية من اي جهة.
لكن مسؤولا مطلعا على الاتصالات غير المباشرة بين حماس واسرائيل قال لفرانس برس ان "العديد من الوسطاء بينهم مبعوث اممي زاروا غزة والدوحة في الاسابيع الاخيرة ونقلوا لقادة الحركة عدة افكار لم ترق حتى الان الى مبادرة رسمية او نص مكتوب".
واشار الى ان جوهر هذه المقترحات التوصل الى "هدنة طويلة من خمس الى عشر سنوات على حدود قطاع غزة مقابل رفع الحصار واعادة فتح المعابر وادخال كافة البضائع ومواد البناء اضافة الى فتح ممر مائي بين غزة والعالم الخارجي".
وتسود في قطاع غزة هدنة "هشة" بناء على اتفاق بوساطة مصر دخل حيز التنفيذ في 26 اغسطس/اب العام الماضي بعد حرب دامية استمرت خمسين يوما.
لكن المحادثات غير المباشرة بين حماس واسرائيل تأخرت عدة مرات ولم تستأنف رسميا.
وكانت وسائل اعلام محلية وعديدة تناقلت معلومات عن اتفاق تهدئة بين حماس واسرائيل يمكن ان يمتد لسنوات مع رفع الحصار وانشاء مطار وميناء واعادة الاعمار.