بعد سنوات من التكهنات حول طموحاته السياسية، أعلن الملياردير الأميركي دونالد ترامب ترشحه لخوض سباق الرئاسة الأميركية إلى البيت الأبيض أمس الثلثاء ( 16 يونيو / حزيران 2015)، واعدا بجعل الولايات المتحدة «عظيمة مجددا». وأعرب ترامب في خطاب ألقاه أثناء تجمع في بنايته الشهيرة «ترامب تاور» في الجادة الخامسة وسط نيويورك: «إنني مرشح رسميا لرئاسة الولايات المتحدة، وسنعيد إلى بلادنا عظمتها»، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأربعاء ( 17 يونيو / حزيران 2015).
ويعتبر ترامب الذي يبلغ 69 عاما مرشحا غير متوقع ضمن مجموعة المرشحين الكبيرة الذين يشاركون في سباق الرئاسة في 2016. ويأتي إعلان ترامب الترشح للرئاسة بعد يوم من إعلان جيب بوش، حاكم فلوريدا الأسبق وشقيق الرئيس السابق جورج دبليو بوش، نيته الترشح لسباق الرئاسة.
وأدان ترامب السياسة الخارجية والاقتصادية لبلاده، وسخر من النخبة السياسية الأميركية وتعهد بإصلاح ما وصفه بتدهور الولايات المتحدة. وصرح: «بلدنا يعاني مشكلة حقيقية. لم تعد لدينا انتصارات... متى كانت آخر مرة تغلبنا فيها، لنقل، على الصين في صفقة تجارية؟ إنهم يقتلوننا. أنا أتغلب على الصين دائما». وتساءل: «متى تغلبنا على اليابان في أي شيء؟ إنهم يرسلون لنا سياراتهم بالملايين، وماذا نفعل حيال ذلك؟». ورد رجل الأعمال الذي قدرت مجلة «فوربس» ثروته بنحو 4.1 مليار دولار، أن «الولايات المتحدة أصبحت مكبا لمشكلات الآخرين».
وبدأت حملة الحاكم السابق لولاية فلوريدا والمرشح للانتخابات التمهيدية الأميركية للحزب الجمهوري جيب بوش أمس في ولاية ميامي، وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة «رويترز» وشركة «ايبسوس» المتخصصة أن حملة بوش لانتزاع الترشيح الحزبي للرئاسة لقيت اهتماما فاترا من الجمهوريين المعتدلين الذين سيتعين عليه الفوز بدعمهم إذا ما أراد ضمان تسمية حزبه له رغم أنه يتسلح بعامل قوي هو معرفة الناس بعائلته. ويشير استطلاع الرأي إلى احتمال مواجهة المرشح الأشهر في الحزب الجمهوري مصاعب في المستقبل، خصوصا مع اعتماده على دعم الناخبين المعتدلين للتعويض عن قبوله المحدود بين المحافظين الذين يلعبون دورا هائلا في عملية تسمية المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري. وقال الرئيس السابق للحزب الجمهوري في نيوهامبشير فيرجوس كالن، الذي يتخذ موقفا محايدا في الحزب، إن «واحدة من نقاط القوة الثابتة لبوش أنه مقبول لدى الشريحة الأوسع من الحزب». وأضاف: «لكن يبقى السؤال: هل سيكون الخيار الأول لما يكفي من الناس؟».
ويقول 14 في المائة من الجمهوريين إن «بوش هو مرشحهم المفضل في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2016» ويضعونه في طليعة الميدان الجمهوري الذي يكتظ بالمرشحين على الرغم من جاذبيته المحدودة بين المحافظين الأكثر تشددا.
ويعود تقدم بوش في السباق الانتخابي إلى قوته النسبية بين المعتدلين الذين يشكلون أكثر من نصف الناخبين في الحزب.
ويستحوذ بوش على دعم 18 في المائة من هؤلاء الناخبين متفوقا بست نقاط على الأقل عن أقرب منافسيه الحاليين مايك هوكابي حاكم أركنسو السابق.
ويعتبر اسم عائلة بوش الغني عن التعريف رصيدا له لدى أولئك الذي يتذكرون باعتزاز فترات رئاسة والده جورج بوش وشقيقه جورج بوش. وقال كثير ممن أجريت معهم مقابلات لمتابعة آرائهم إثر الاستطلاع إنهم يدعمونه لأنهم ببساطة لا يعرفون المرشحين الباقين.
ويمنح دخول بوش الرسمي إلى السباق فرصة له لحشد التأييد عبر التوجه إلى الجمهور بعد ستة أشهر من التوجه إلى المتبرعين الأغنياء.
ويقول مستشارو بوش إن «نسبة قبوله ستزداد مع تعرف الناخبين أكثر على سجله كحاكم لفلوريدا من 1999 إلى 2007 عندما خفض الضرائب وأعاد إنعاش القطاع التعليمي بعد تراجع أدائه».
وفي خطاب ألقاه أمس في ميامي أمام نحو ثلاثة آلاف من مناصريه، بحسب المنظمين، قال بوش: «أنا مرشح لرئاسة الولايات المتحدة»، وأضاف: «لا أحد منا يستحق المنصب بسبب سيرته الذاتية أو حزبه، أو أقدميته أو عائلته. الأمر لا يتم بالدور. يجب على الجميع أن يخضعوا للامتحان، وليس هناك أحد أوفر حظا، وهذا تماما ما يجب أن تكون عليه الانتخابات الرئاسية».
وحضر حفل إعلان قرار الترشح حشد من آل بوش، لكنّ الغائبين الأكبرين عن هذا التجمع كانا الرئيسين السابقين والده جورج هربرت ووكر بوش وشقيقه جورج دبليو بوش.
وأضاف المرشح الجمهوري: «لن أعتبر أي شيء أو أي شخص مضمونا. سأقوم بحملة انتخابية بقلبي، سأقوم بحملة من أجل أن أفوز».
وأكد بوش، الذي يعد لحملته منذ مدة عبر بدئه بجمع التبرعات، أن «الأميركيين يستحقون أفضل من رئيس ديمقراطي بعد ثمانية أعوام من حكم باراك أوباما».
وأشار إلى أن «الحزب الحاكم في البيت الأبيض يخطط لانتخابات تمهيدية دون تشويق، من أجل انتخابات من دون تغيير»، في إشارة إلى وضع هيلاري كلينتون المرشحة المفضلة لدى الديمقراطيين. وأضاف: «أنا وإياكم نعلم أن الولايات المتحدة تستحق أفضل من ذلك»، وأضاف: «سنعود من بوابة المشاريع الحرة والشعب الحر. أعلم أن بإمكاننا فعل ذلك، لأنني فعلتها».
ووعد المرشح الجمهوري بالتصدي للنقابات و«للبيروقراطية» في العاصمة الفيدرالية، وأضاف: «نحن بحاجة إلى رئيس مستعد لأن يعيد النظر وأن يقلب رأسا على عقب كل الثقافة السائدة في عاصمتنا».
وفي معرض تطرقه إلى السياسة الخارجية، عمد إلى تقييم سنوات حكم «أوباما كلينتون كيري» والتي اعتبر أنها كانت سببا في تأجج الأزمات الخارجية.
وكانت مسيرة جيب بوش السياسية انطلقت من فلوريدا التي كان حاكما لها بين 1999 و2007 وهي خبرة يريد إبرازها بالمقارنة مع شقيقه ووالده لإقناع الرأي العام الأميركي بجدارته الشخصية.
وبعدما قاطع متظاهرون خطابه، كرر جيب بوش التزامه بأن «على الرئيس المقبل للولايات المتحدة أن يقوم بإصلاح حقيقي لنظام الهجرة».
وألقى بوش خطابه في مدينة ميامي، حيث تشكل الجالية الكوبية - الأميركية ثقلا كبيرا ومؤثرا. وكان كثيرون من أنصاره المتحدرين من أصول لاتينية حاضرين في القاعة، بما في ذلك مغنون من أصل كوبي ووالدة فتاة مقعدة من أصول كولومبية. كما أن زوجة جيب بوش، كولومبا، مكسيكية الأصل. وكان جيب يتقدم على المرشحين الآخرين في استطلاعات الرأي التي أجريت في مطلع العام، لكن هذه الأفضلية زالت تقريبا، فقد لحق به بحسب موقع «ريل كلير بوليتكسدوت كوم»، حاكم ويسكونسون سكوت ووكر والسناتور ماركو روبيو.