نكسة كبيرة تعرض لها حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم في الانتخابات البرلمانية بخسارته الأغلبية التي احتفظ بها منذ 13 سنة ما يقوض آمال الرئيس رجب طيب أردوغان بتعزيز حكمه المطلق ، وذلك وفق ما نقل موقع " NEWS" اليوم الإثنين (8 يونيو / حزيران 2015).
اذ أفاد مراسلنا بأن النتائج شبه النهائية وغير الرسمية للانتخابات البرلمانية التركية أظهرت حصول العدالة والتنمية على نحو 41% من الأصوات بعد فرزها ما يوازي 258 مقعدا.
ويمثل هذا التراجع الانتخابي الأول للحزب الذي فاز في جميع الانتخابات ابتداء منذ العام 2002، هزيمة كبرى لأردوغان الذي سعى الى الفوز بـ330 مقعدا في البرلمان على الأقل لتمرير تعديل دستوري يعزز سلطاته الرئاسية ويحول النظام البرلماني في الجمهورية إلى رئاسي.
في غضون ذلك أعلن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، احترامه لقرار الشعب التركي، قائلا في أول تعليق له على النتائج غير الرسمية للانتخابات: "لا تقلقوا، فإن قرار الشعب هو الأصح، ولن ننحني أمام أي قوة بأي شكل من الأشكال".
وأضاف مراسلنا أن النتائج الأولية بعد فرز اكثر من 99% من الأصوات الأحد 7 يونيو/ حزيران أظهرت حصول حزب الشعب الجمهوري على 25% بـ 132 مقعدا، فيما حصلت الحركة القومية على 16,5% بـ 81 مقعدا.
وحصل حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد لحقوق الأكراد على 13% بـ 79 مقعدا، ليتجاوز عتبة 10% اللازمة لدخول البرلمان، وبالتالي سيكون أول تكتل أو حزب سياسي كردي يدخل البرلمان.
كما ذهبت 4% من الأصوات لباقي الأحزاب المتنافسة.
وفي معرض تعليقه على هذه النتائج، أشاد زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش باجتياز حزبه وللمرة الأولى الحاجز الانتخابي الذي يؤهله لدخول البرلمان، وأصفاً ذلك بـ"النصر العظيم".
وقال دميرطاش في مؤتمر صحفي عقب إعلان النتائج غير الرسمية: "لقد حققنا نحن المضطهدون، والفقراء، ومناصروا العدل، والسلام، والحرية، نجاحا ونصرا عظيما، وأهنئ بالمناسبة جميع أعضاء حزبنا وكل تركيا".
وذكر مسئول كبير في حزب العدالة والتنمية بعد ظهور النتائج الأولية، أن الحزب ربما سيضطر لتشكيل حكومة أقلية، مرجحا إجراء انتخابات مبكرة.
وشهدت مراكز الاقتراع إقبالا جيدا من قبل الناخبين منذ افتتاحها صباح الأحد، في انتخابات تشريعية كان الحزب المحافظ الحاكم "العدالة والتنمية" منذ 13 عاما يأمل في تحقيق فوز كبير فيها يرسخ سلطة الرئيس رجب طيب أردوغان.
أردوغان: نسبة المشاركة في الانتخابات عالية
وتوافد المسئولون الأتراك، على صناديق الاقتراع في مدن عدة، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها تركيا الأحد.
وكان في مقدمتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي أدلى بصوته في إحدى مدارس إسطنبول، برفقة عائلته.
وقال أردوغان عقب التصويت، إن "نسبة المشاركة عالية في الانتخابات، وهي مؤشر هام على الديمقراطية القوية في تركيا"، مضيفا أن "تركيا تشهد مرحلة استثنائية، وإجراء الانتخابات في وقتها دون اللجوء إلى انتخابات مبكرة، يعطي مؤشرات على الاستقرار والثقة".
كما أدلى رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو بصوته في محافظة قونيا وسط تركيا، وقد أعلن إلقاء القبض، في وقت متأخر ليلة أمس، على مشتبه به في تنفيذ الهجوم على تجمع لأنصار حزب الشعوب الديمقراطي في ديار بكر التركية الجمعة الماضي.
وأدلى رئيس البرلمان التركي، جميل جيجك، بصوته في لجنة انتخابية في العاصمة التركية أنقرة، وقال في تصريحات بعد الإدلاء بصوته، "من الضروري أن تبدأ اعتبارا من يوم غد الاثنين، فترة التعاون من أجل البحث عن حلول للمشاكل التي تعاني منها تركيا، باستخدام فكر جديد".