العدد 4654 - الخميس 04 يونيو 2015م الموافق 17 شعبان 1436هـ

فيتامين «د» يقي من أمراض القلب والعظام والأورام... وتحليل مخبري بسيط يحدد مستواه

خيرية موسى

استشارية طب العائلة والتغذية المركز الطبي الجامعي - مدينة الملك عبدالله الطبية

فيتامين (د) واحد من العناصر الضرورية للإنسان وهو موجود في قليل من الأغذية مثل الأسماك السمينة كالسلمون والتونة، لكن أشعة الشمس تعد المصدر الرئيسي له، وإن كانت فرص التعرض لأشعة الشمس في منطقة الخليج بشكل عام للحصول على هذا الفيتامين معدومة بسبب شدة الحرارة ولون البشر.

وظائف فيتامين (د)

أهم وظائف فيتامين «د» تتمثل في امتصاص المعادن وخاصة الكالسيوم وترسيبها في العظام ويعتبر هام جداً في المحافظة على كثافة العظام، وقد كشفت الدراسات العلمية أن هذا الفيتامين إذا أضيف إلى الكالسيوم كانت له خصائص مضادة للسرطان. وقد يؤدي انخفاض نسبة هذا الفيتامين في الدم إلى ارتفاع في ضغط الدم عند بعض الأشخاص، مما يشير إلى أن توافر هذا الفيتامين بنسبة علاجية يمكن أن ينظم ضغط الدم.

نقصه يؤدي للعديد من الأمراض

كما يساعد فيتامين (د) على قدرة الأمعاء على امتصاص الكالسيوم والفسفور، وهما ضروريان للتمثيل الغذائي وعمل العضلات ولصلابة العظام، فيؤدي نقص فيتامين (د) إلى الكساح عند الأطفال بسبب لين العظام واعوجاجها وضعف العضلات وعدم المقدرة على المشي، بينما نقصه عند الكبار يسبب هشاشة العظام مع ألم في العظم وضعف ووهن في العضلات، وفرص هشاشة العظام تزداد مع زيادة العمر، خاصة عند النساء بعد أنقطاع الطمث؛ ما يعرضهن لسهولة الكسر حتى عند الوقوع من مرتفع بسيط مثل الكرسي، هذا فضلاً عن حدوث الانحناء في العمود الفقري بسبب تكسر بعض الفقرات.

التقليل من الإصابة بالسرطان

من الفوائد الأخرى لفيتامين (د) تأثيره المباشر في قوة المناعة ومن ثم نقصه ينعكس على الحالة المناعية لدى الإنسان، كما أن فيتامين (د) يعمل إيجاباً على خلايا المخ والأعصاب والقولون والثدي، وأظهرت الدراسات الحديثة قلة ظهور السرطان في تلك المناطق من الجسم بالذات في حال وجود الفيتامين، مقارنة بمثيلاتها عند وجود نقص فيه.

علاقة مترابطة بأمراض القلب والضغط

أما ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب مثل ضعف عضلات القلب وغيرها، فهو من العوامل التي لها علاقة بالنسب الطبيعية لفيتامين (د)، كذلك فقد أثبتت الأبحاث أن ظهور بعض الأمراض الأخرى مثل التهابات المفاصل والالتهابات الروماتيزمية يسبب مناعة ذاتية عند الناس الذين يفتقدون نسباً طبيعية من فيتامين (د)، ومثلها زيادة نسب الكآبة وانفصام الشخصية، أما بالنسبة إلى مرض الربو فقد ثبت أن له نصيباً كبيراً مع نقص فيتامين (د) لدرجة أن الأجنة لنساء حوامل يعانين نقص فيتامين (د) تزداد نسبة الربو عندهم بعد الولادة.

تشابه الأعراض

ووفقاً لأحدث الدراسات العلمية المتخصصة في مجال القلب التي أجريت في السنوات الأخيرة، تبيّن أن هناك العديد والعديد من المراجعين يعانون من أعراض شبيهة بأعراض القلب وهى في الواقع ناتجة عن نقص حاد في فيتامين «د»، بعد أن تم التأكد من سلامة القلب بإجراء الفحوصات اللازمة كافة لتشخيص أمراض القلب كالتخطيط والأشعة الصوتية وكشف الهولتر المختص بمراقبة ورصد نبضات القلب. ومعروف علمياً أن نقص فيتامين «د» يؤدي إلى التهاب الأعصاب الطرفية مما يؤدي لمثل هذه الأعراض.

إصابة الشرايين القلبية

إضافة إلى ذلك فقد ثبت علمياً وجود ارتباط بين نقص فيتامين (د) وإمكانية الإصابة فعلياً بأمراض القلب على المدى البعيد، ومنها على سبيل المثال تصلب الشرايين وقصور الدورة الدموية، وتضخم احتشاء عضلة القلب وارتفاع ضغط الدم والسمنة وأمراض السكري. كما أوضحت الدراسة العلمية «فرمنغهام» أن من لديهم نقص مستويات فيتامين (د) عن 15 نانو غرام في المللي هم أكثر عرضة للإصابة بأزمة وسكتة قلبية.

دراسات وإحصائيات

كما تشير الدراسات أيضاً إلى زيادة نسبة السكري من النوع الأول الذي يفتقد للأنسولين عند الاشخاص الذين يفتقرون إلى فيتامين (د) ويدعم ذلك دراسات أخرى لقلة نسبة حدوث السكري عند الأطفال المحصنين بنسب عالية من فيتامين (د) ومثال ذلك دراسة فلندية أجريت على أكثر من 10 آلاف رضيع تم تزويدهم بألفي وحدة فيتامين (د) يومياً ولمدة 30 سنة وأظهرت النتائج قلة نسبة حدوث السكري عند تلك الفئة ، كما تشير دراسة أخرى إلى قلة نسبة ظهور السكري من النوع الثاني عند الكبار إذا تناولوا 800 وحدة فيتامين (د)، 1200 وحدة كالسيوم يومياً.

فحص الدم وتحديد مستوى النقص

ختاماً فإن خيارات المعالجة في هذه الحالة ستكون بسيطة، وهي البدء بفحص دم المريض لتحديد مستوى فيتامين (د)، فإذا كان منخفضاً، يتم تزويد المريض بفيتامين «د» عبر جرعات محددة، مع النصح بضرورة زيادة التعرض للشمس وتناول الأغذية الغنية أو المدعمة بهذا الفيتامين.

الإفراط في تناوله مضر

وبالرغم من أهمية فيتامين (د) للحد من كثير من الأمراض لكن بالمقابل فإن الإفراط في تناوله قد يسبب زيادة نسبة الكالسيوم في الدم مع ظهور الأعراض الجانبية لارتفاع الكالسيوم كالشعور بالتعب والتقيؤ والجفاف والإمساك إضافة إلى فقدان الشهية أو ضعف العضلات مع عدم انتظام دقات القلب، وأيضاً حصوات بالكلى مع تكلس الأنسجة الرخوة مثل الأوعية الدموية والقلب. لذا من الضروري مراجعة الطبيب لعمل الفحوصات اللازمة لتحديد نسبة فيتامين (د) بالدم مع تحديد الجرعة اللازمة حسب تقدير الطبيب المعالج.

إقرأ أيضا لـ "خيرية موسى"

العدد 4654 - الخميس 04 يونيو 2015م الموافق 17 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 5:51 ص

      معلومات حلوة

      احد الاقرباء من الاطفال لم يستطع المشي و السبب كان نقص فيتامين د .. الاطفال حاليا داخل البيوت

    • زائر 4 | 4:10 ص

      شكرا

      شكرا على هادى المعلومة والله يحفضش

    • زائر 3 | 2:51 ص

      قاسم

      مستشفى الهلال من فترة عملو تحليل مجاني لهذا المرض وبعدين العلاج على حسابك ادا حصل في نقص يكون اختياري

    • زائر 2 | 2:41 ص

      معقول

      مقال كبير عريض ما فيه فقره واحده عن اهم مصادر هذا الفيتامين
      يعني يا ناكل سلمون او تونه او يحرقنا لهيب الشمس معقول يعني.
      باالله ياجماعة الخير نراكم في جهنم قصدي الشمس

    • زائر 1 | 2:32 ص

      تحليل مخبري

      في كثير من الأحيان المستوصفات لا تعمل هذا التحليل مع العلم ان الطبيب المختص قد ارضى بذلك

    • زائر 6 زائر 1 | 8:47 ص

      شكرآ جزيلآ

      موضوع ممتاز نشكر الدكتورة على هذا التفصيل المفيد ولاكن حبذا لو ارشدتنا الي مصادر بديله لفيتاميم(د))
      شكرآ جزيلا اختي على هذا ااجهد
      شكرآ جزيلآ لجريدتنا الحبيبة المتميزة
      الوسط دمتي في تقدم مستمر
      صوت من لا صوت له

اقرأ ايضاً