اجتمع وزير الصحة صادق عبدالكريم الشهابي يوم أمس الأربعاء ( 3 يونيو / حزيران 2015) في مكتبه بمبنى الوزارة بالجفير مجموعة من الأطباء الشباب (خريجين عامي 2012 و2013) وذلك بهدف مناقشة ملف تأخر توظيفهم في وزارة الصحة، والاستماع إلى ملاحظاتهم في هذا الشأن، وذلك بحضور كل من محمد الوكيل المساعد للتخطيط والتدريب أمين العوضي و الوكيل المساعد لشئون المستشفيات وليد خليفة المانع و الوكيل المساعد للتخطيط والتدريب فاطمة عبد الواحد والمستشار القانون أسامه الأمير ومدير إدارة التدريب محمد السويدي.

وفي مستهل اللقاء رحب الوزير بالأطباء الشباب مشيدا في الوقت نفسه بصبرهم وتعاونهم مع وزارة الصحة وسعيهم الدائم لتفهَّم آلية التوظيف التي تعتمدها الوزارة.

بعد ذلك استهل وزير الصحة الاجتماع بالاستماع إلى ملاحظات الأطباء والتي تلخصت في معاناتهم من أثر تأخير التوظيف على حياتهم وقلقهم على مسيرتهم المهنية، وأولية التوظيف على التدريب بالنسبة إليهم إلى جانب مشكلة العقود المؤقتة التي لا تؤمن لهم الاستقرار التام.

بعد ذلك أوضح وزير الصحة للأطباء أن ملف توظيفهم يحظى باهتمام الوزارة مؤكدا على تقديره وإحساسه التام بحجم المعاناة النفسية التي يمرون بها واعدا إياهم ومطمئناً في الوقت نفسه بأن عملية توظيفهم ستتم بإذن الله داعيا إياهم إلى أهمية التحلي بالصبر إلى أن يتم إيجاد الشواغر الكافية والمناسبة لهم.

ومن جانبها قالت الوكيل المساعد للموارد البشرية والخدمات فاطمة عبدالواحد خلال اللقاء : نحن نشهد معاناة الأطباء ونقدر الظروف التي يمرون بها ونود التأكيد على أن الوزارة تقف جنباً إلى جنب مع الأطباء لكونهم جزءا لا يتجزأ من وزارة الصحة، إلا أن هناك بعض الأمور التي ربما تكون خافيه عن الكثير من الأطباء وهي مسألة الإجراءات الإدارية التي تعتمد على الميزانية وطريقة العمل، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الطلبة والطالبات يدرسون الطب في الخارج دون إخطار مسبق لوزارة الصحة وبعد مرور سنوات يرتفع عدد الأطباء الخريجين أكثر بكثير من عدد الأطباء المسجلين لدى الوزارة وهو ما ساهم في حدوث مشكلة التأخير خلال السنوات القليلة الماضية.

وتابعت فاطمة خلال حديثها مع الأطباء الشباب: ورغم هذه الزيادة إلا أننا نؤكد بأن ملف توظيفكم يحظى بأولوية لدينا ونحن نعمل حاليا على زيادة سرعة عملية التوظيف إلا أن العدد قد يكون محدودا وذلك نظرا لقلة الشواغر المتوفرة مضيفة: أنه سيتم عقد اجتماع خلال الأسبوع القادم لبحث عملية توظيفهم مع سعادة وكيل وزارة الصحة الدكتورة عائشة بوعنق وعلى ضوء هذا الاجتماع سيتم تحديد آلية التوظيف والمدة الزمنية التي ستستغرقها.

وفي هذا الشأن أكد وزير الصحة السيد صادق الشهابي على ثقته التامة بتفهَّم الأطباء للأسباب التي أدت لتأخر توظيفهم واستيعابهم لآلية التوظيف المتبعة في الوزارة والتي تتصل بالإجراءات الإدارية ومدى توفر الشواغر مشيرا إلى أن اجتماع سعادة الوكيلة مع عدد من المسئولين والمختصين بالوزارة سيخرج بلا شك بالكثير من النتائج الإيجابية خاصة على صعيد التدريب والتوظيف.

ومن جهته قال الوكيل المساعد للتخطيط والتدريب محمد أمين العوضي: أن الوزارة على أتم الاستعداد لتدريب الأطباء إلا أن التحدي الموجود هو إيجاد شواغر لهم معربا عن آمله في تدريب كافة الأطباء في وزارة الصحة لتزويد مرافق الوزارة بأفضل الكوادر الطبية المؤهلة وفي مختلف التخصصات.

وأوضحت الوكيل المساعد للموارد البشرية والخدمات في الوزارة فاطمة عبدالواحد أن هناك حاليا عدد 35 طبيبا من خريجين الدفعات القديمة السابقة يخضعون لبرامج التدريب التابعة للوزارة وأن الموارد البشرية في الوزارة تعمل على متابعة عدد الأطباء الذين اجتازوا هذه البرامج التدريبية ليكون بالإمكان إدخال الدفعات الجديدة إلى هذه البرامج بعد توفير الشواغر الوظيفية لهم مضيفة أن أياً كانت التحديات التي تواجه توظيف الأطباء الشباب إلا أنه ومن خلال تجارب الوزارة مع في توظيف دفعات قديمة من الأطباء فأن الأمور غالبا تجري في صالح الأطباء ويتم توظيفهم.

وفي هذا الشأن أشار وزير الصحة إلى حرص الوزارة على استثمار الكوادر الطبية الجديدة، موضحا أن التدريب والتوظيف هو جزء من عملية الاستثمار وأن الوزارة تدرك تماما أنها تتعامل مع كوادر تتصف بالذكاء والطموح العالي وربما مع تأخر عملية التوظيف قد يتأثر البعض نفسيا ولا تعود لديه الرغبة في العطاء والبذل إلا أن وزارة الصحة تطمئن الأطباء بأنهم ليسوا فقط ضمن أولوية الوزارة بل هم ضمن أولويات الحكومة الرشيدة في مملكة البحرين وأنه سيتم العمل على حل ملفهم بحسب الإمكانيات المتوفرة والحلول التي يتم الاتفاق عليها بين الوزارة والأطباء، وخصوصا أن سمو رئيس الوزراء يولي هذا الموضوع اهتمامه ويوجهنا لمتابعته والانتهاء منه.

كما وأعرب الوكيل المساعد لشئون المستشفيات وليد خليفة المانع عن أمله في سرعة توظيف هؤلاء الأطباء الشباب بمجمع السلمانية الطبي، موضحا لهم أن ضمان توظيفهم في وزارة الصحة يتجلى من خلال حرص وزير الصحة ووكيل وزارة الصحة على لقائهم في أكثر من مناسبة وطمأنتهم بالعمل على حل ملف توظيفهم مضيفا أن هذه اللقاءات لم تكن متوفرة قبل عشرين عاما وأنه كان من الصعب على الأطباء التواصل مع الإدارة العليا كما يحدث اليوم.

ودعا المانع الأطباء إلى الصبر والتريث والتعاون مع وزارة الصحة مشيرا إلى أن طبيعة مهنة الطب تستدعي الكثير من المشقة والبذل والعطاء قبل وبعد ممارسة المهنة وأكثر من أي وظيفة أخرى.

كما و جدد وزير الصحة خلال اللقاء طمأنته للأطباء واعداً إياهم بالعمل على حل ملف التوظيف في أسرع وقت ممكن بالتعاون مع كافة الجهات المختصة بديوان الخدمة المدنية وإدارة الموارد البشرية بالوزارة مشيرا إلى أن الوزارة حريصة على تنفيذ توجيهات الحكومة الرشيدة في مملكة البحرين بقيادة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه من متابعة ملف العاطلين من الأطباء وسرعة إيجاد الشواغر لهم واستثمارهم أفضل استثمار باعتبارهم جزءا هاما من الثروة البشرية التي يحتضنها الوطن.

وفي ختام اللقاء تقدم الوزير بجزيل الشكر والتقدير إلى الأطباء على حضورهم وتشريفهم كما تقدم الأطباء بدورهم بجزيل الشكر إلى الوزير وحرصه على استقبالهم والاستماع إليهم وإلى ملاحظتهم، وهذا اللقاء أدخل في قلوبهم السعادة والاطمئنان على أنهم جزء من هذه الوزارة وهم أبنائها.