قبل أكثر من عام، وتحديداً في فبراير/ شباط 2014، أطلقنا مع مجموعة صغيرة من أبناء البحرين مبادرة بعنوان بحرينيون_ضد_الفتنة، وقد لاقت المبادرة في حينها تفهماً وتشجيعاً كبيراً على المستويين الشعبي والرسمي، رغم أنها جاءت في فترة توتر واحتقان أمني شديدين.
وكان مقدّراً لهذه المبادرة أن تباشر في تنفيذ مجموعة من الفعاليات التي تهدف إلى رأب الصدع المجتمعي والسعي إلى تعزيز التواصل بين مكونات الشعب البحريني من خلال التصدي للفتنة والوقوف في وجه شق المجتمع إلى نصفين، يستهدف كل منهما الآخر. وكانت أول هذه الفعاليات المقترحة التي تم تحديد موعد محدد لها هي سلسلة بشرية حول دوحة عراد بالقرب من مطار البحرين الدولي.
وقد لاقت الفكرة حينها ترحيباً وتجاوباً ملحوظاً، بل وتشجيعاً من العديد من الجهات، إلا أن تدهور الوضع الأمني في ذلك الوقت وخصوصاً انفجار الديه الذي أودى بحياة ثلاثة رجال أمن، أجبرنا على تأجيل الفعالية، ومن ثم زاد القلق من أن تكون الفعالية بؤرة توتر عوضاً عن نقطة تنفيس للتوتر الأمني السائد في تلك الأجواء، الأمر الذي أدى إلى تراجع الفكرة ومن ثم تجميدها.
واليوم بعد التفجير الإرهابي الفتنوي الخطير الذي حدث في قرية القديح القطيفية، والذي أودى بحياة 22 شهيداً بريئاً وجرح عشرات المصلين من مختلف الأعمار في لحظة خشوع وعبادة للباري عز وجل في مسجد الإمام علي بن أبي طالب (ع)، أجدني مشدوداً لإعادة طرح تلك المبادرة والدعوة إلى إحيائها من جديد، علها تكون طوق نجاة يساعدنا على التخلص من مخاوفنا بأن تعبر دوامة الإرهاب التكفيري مياه الخليج العربي الفاصل بين الضفة السعودية والضفة البحرينية، فنجد أنفسنا في دهشة وذهول وألم لا يقل عن ذلك الألم الذي رافق فاجعة القديح.
وليس ذلك من قبيل التهويل أو استجلاب المصائب، بل تحذيراً وخوفاً من أن يحدث ما لا يحمد عقباه، وبكل جرأة أقول إن بوادر اشتعال الفتنة موجودة في مجتمعنا ونحن نراها رؤيا العين، ونتلمسها في بعض نظرات الكراهية التي ترصد الجميع، وهي ليست بعيدةً عن الانفجار أمام أو داخل أي من المساجد أو دور العبادة أو الحسينيات أو التجمعات الاجتماعية في أية مدينة أو قرية في مملكة البحرين. نعم، لم تعد هناك حصانة لأحد، فالإرهاب يمكن أن يضرب في أي مكان وفي أي زمان. وإذا ضرب الإرهاب ضربته لا قدر الله، فإن الفتنة يمكن أن تنتشر في طول البلاد وعرضها كانتشار النار في الهشيم، وعندها سيزداد التوتر ويرتفع منسوب الشك والخوف والرعب بين المواطنين، وستتلاشى الثقة بين مكونات الشعب وبين المواطنين بشكل عام.
أعتقد أننا بحاجةٍ لأن نحصّن مجتمعنا ونعدّه للتعاطي بمحبة وثقة وتواصل بين جميع مكوناته، تحسباً لوقوع مثل هذه الكوارث لا قدّر الله، لأننا إذا لم نتخذ الحيطة والحذر اللازمين، فإن الإرهاب سيتمكن من هزيمتنا مرتين، مرةً حين يضرب في المكان والزمان الذي يختاره، وأخرى حين يتداعى الأمن الاجتماعي وتنهار الثقة بين المواطنين ويحل مكانها الشك والتربص وسوء الظن.
لقد جربنا ذلك إبان الأحداث المؤسفة التي مرت بها البحرين العام 2011، حينها نصبت المتاريس واستنفر الجميع، وارتفع منسوب الشك وتبادل الاتهامات بين مكونات المجتمع الواحد، إلى حد المواجهات العنيفة في بعض الأماكن في البحرين، وانتشر الملثمون وما سمي باللجان الشعبية التي اعتقدت بأنها قادرة على حماية الأمن على مداخل العديد من القرى والأحياء السكنية، وفي الوقت نفسه زادت الأعباء على القوى الأمنية التي كانت مطالبة بالحضور والتواجد في أكثر من مكان لفك الاشتباك أو الالتباس بين جماعات مختلفة من المجتمع.
كما نطالب أجهزة الأمن بزيادة اليقظة والحذر، وأخذ الاحتياطات اللازمة والضرورية لحماية دور العبادة قاطبة، وأماكن الاحتفالات والمناسبات الجماهيرية والشعبية أياً كان منظموها، فهذا وقت الأمن وإظهار الحرص على اللحمة الوطنية والاستعداد للأسوأ، «فالقادم أخطر» كما يقول مظفر النواب.
ولابد من القول أن لا عذر لأحد، فالجميع مسئول عن حماية البلاد والعباد من هذا الإرهاب التكفيري الذي يهدّد السلم المجتمعي بدون رحمة، ولنا فيما يحدث حولنا في الدول المحيطة مثالٌ يجب أن نحذر من أن يتكرر عندنا لا قدر الله. اللهم احمِ بلادنا من كل سوء وإرهاب.
كما أننا مطالبون ببث الوعي والوقوف في وجه دعاة الفتنة الذين يعتلون بعض المنابر الدينية فيحوّلونها من منابر هداية إلى منابر غواية وإرهاب، وكذلك الأمر بالنسبة لكتاب الأعمدة والصحافيين، وبعض الشخصيات المجتمعية التي باعت نفسها للشيطان.
باختصار... إنه الوقت المناسب لأن يفتح الجميع عينه للمحافظة على نسيج مجتمعنا، ويساهم في حمايته وعبوره هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا بسلام.
إقرأ أيضا لـ "محمد حسن العرادي"العدد 4653 - الأربعاء 03 يونيو 2015م الموافق 16 شعبان 1436هـ
زائر 3 النيات والقصد لا غبار عليهم وحتى الأهداف المبتغاة والمطالب 0320
والخير والصدق لا يتهم فيهم أحد لاكن لماذا لا نشترك كمواطنين جميعاً ونطالب بالعدالة والمساواة هذه مطالب تخص الشعب كله وأي تغيير يشارك فيه الشعب كله أما تكوين جمعيات مذهبية هذه معاكسة تماماً للديمقراطية القائمة على انتخاب الأكفاء بغض النظر عن قبيلته أو لونه أو طائفته وهل الثقة يحددها المذهب
كنا
كنا بخير واخوان وكل واحد بمذهبه وهو حر جاء مذهب الوهابى التكفيرى وعفس الاسلام وشرع سنن لقتل بعضنا واتهم الطائفة الشيعيه بلكفرة وهم يعبدوون الله ويتوسلون برسول الله واهل بيته عليهم السلام ولا يعبدونهم هم فقط يتوسلون بهم وهم يعبدون الله افهموا يامسلمون نحن ليس كفرة نحن مسلمون ولانرضى احد ياخد حقوقنا المشروعة والله ياخد الحق
زائر 2
انته فاهم غلط انته ما ممكن تاسس لجمعيه فيها الكل وهي نشات على مذهب معين هذا مافيه غلط لانك من مذهب وانا من مذهب احنا مشكلتنا انك تتهمنا باذكاء الطائفيه بس عطني تسجيل واحد لاحد علماء الشيعه دعى للطائفيه وانا اتحداك بس في المقابل عندنا الاف الاشرطه التي تحرض على الشيعه فلا تستطيع ان تنكر ذلك
الديمقراطية تعني التعدد وقبول الآخر الاكفىء وهذا لايحدده لا دين ولا عنص
اي طائفة تكون لوحدها حزب أو جمعية تسمى هذه طائفية هذا متعارف عليه وهي التي جعلت الناس يسمونها طائفية بسب تكوينها ولا أحد يتجنى عليها ولا يوجد في الدول الديمقراطيه العريقة أحزاب دينية أو مذهبية ويوجد في أغلبها ديانات كثيرة وكذالك مذاهب والجميع يشترك في أحزاب محددة مدنية وهي الف باء الديمقراطية
إذا لم تدفن مستنقعات الفتنة و الطائفية التي شطرت المواطنين فأي علاج يكون
مسكن لا غير أفلا نتعض من كوارث مثيلاتها في المنطقة فعمل أي شئ لا يجدي ببقاءها ولا يمكن النسيج الاجتماعي يرمم ويستقوي إلا بإلغائها واستحداث جمعيات تقبل الجميع من غير أي خطوط فكل ملذات الدنيا لا تساوي أي شئ تحت نعمة الامان
وقف العنف والارهاب
على الجميع التكاتف لوقف الفكر التسقيطي والإرهابي ومحاربة العنف الدموي والتخريبي من اي جهة وخاصة ما نراه يوميا والذي يدخل في بوابة العنف والإرهاب لا دين له ولا مذهب فيجب ان يكون الموقف مبدئي في كل المواقف والمحطات والزمان والمكان. ولا تقبل اية ازدواجية في هذا الموضوع.