أكدت عدد من طبيبات الأسنان من خريجات العام 2010 واللاتي حصلن على تراخيص لمزاولة المهنة في يناير/ كانون الثاني 2013 بأنهن مازلن على قوائم الانتظار للتوظيف في وزارة الصحة، على رغم من أن عدد الخريجين من دفعتهن لا يتجاوز الـ 10، في الوقت الذي رفضت فيه الوزارة التوظيف وفقاً لمعيار الأقدمية، واتخذت معيار التنافس كمعيار للحصول على الوظيفة.

وأوضحن في حديث إلى «الوسط» أنه قد انهين متطلبات التخرج من جامعات خارج البحرين كمصر والإمارات والأردن، وبعضهن حاصلات على امتياز مع مرتبة الشرف، وذكرن بأنهن تخرجن من هذه الجامعات على حساب أهاليهن وقد صرفنا أكثر من 50 ألف دينار للدراسة، وقد قامت الوزارة بضمهن في برنامج تدريبي لمدة سنتين لكي يتساوين في عدد سنوات الدراسة مع خريجي تخصص الطب البشري.

وذكرن أن على رغم من حصولهن على رخصة مزاولة المهنة، إلا أنه مازلن عاطلات من العمل، مشيرات إلى أنه في العام 2014 أعلنت وزارة الصحة عن شواغر، إلا أن معيار التوظيف هو التنافس وليس الأقدمية.

وأشرن إلى أن وزارة الصحة بعد الانتهاء من سنة الامتياز دشنت امتحانات ومقابلات توظيف لأول مرة، فيما كانت في السابق تكتفي بتوظيف الخريجين من كل دفعة وفقاً لمعيار الأقدمية، وقد قمن بتقديم الامتحان، في الوقت الذي كان فيه المشرفين عليه يؤكدون أن النجاح في الامتحان ليس من الضروري الحصول على الوظيفة، إذ إنه يشكل فقط 25 في المئة، والباقي يعتمد على المقابلة والمؤهلات الأكاديمية.

وقالت العاطلات: «فوجئنا أن الشواغر الوظيفية لن نتنافس عليها وحدنا، إذ إن 3 دفعات ستتنافس عليها، في الوقت الذي ألغت فيه الوزارة معيار الأقدمية في التوظيف، بعد دخول المقابلة وجدنا أنه تم توظيف عدد قليل وبعضهم أجانب وحديثي التخرج على رغم من أن بعضهم خرجوا من المقابلة يبكون بسبب الأسئلة التي وجهت لهم، إلا أنه تم توظيفهم في الوقت الذي بقي من هم امتياز مع مرتبة الشرف عاطلين بدون وظائف».

موضحات أن الوزارة قامت بتوظيف 11 خريجاً، بينهم 4 فقط من دفعة 2010 والباقي جميعهم من دفعات جديدة، وتساءلن عن أسباب تغير معايير الوزارة للتوظيف وقيامها بتوظيف الخريجين من الدفعات الأحدث، في حين أن عدد الخريجين من دفعتهن لا يتجاوز الـ10 وأنها قادرة على استيعابهن في شواغرها، مؤكدات أن المعيار في السابق كان بحسب الأقدمية وخصوصاً أن مهنة الطب تحتاج إلى مزاولة.

ولفتن إلى أن عددهن قليل وبإمكان الوزارة توظيفهن لسد النقص الموجود سواء في مجمع السلمانية الطبي أو المراكز الصحية.

وأضفن «لم نستسلم على رغم من عدم حصولنا على وظائف على رغم اننا الدفعة الأقدم، إذ انضممنا إلى برنامج تدريبي وانتهينا منه، وبعد فترة نشر إعلان بحاجة الوزارة إلى أطباء الأسنان، إلا أنه تفاجأنا أن من ضمن الشروط وجود خبرة 3 سنوات، من سيحصل على مثل هذه الخبرة! إلا أنه مع ذلك قدمنا، ولم نتلق أي رد حتى الآن».

وأكدن أنه من الصعب الحصول على وظائف حتى في القطاع الصحي الخاص، إذ إن الأخير يفضل توظيف الأجانب، مشيرات إلى أن بعضهن حاولن العمل في هذا القطاع وبالمجان، إلا أنه مع ذلك لم يحصلن على وظائف حتى الآن، في الوقت الذي يعمل فيه عدد قليل من العاطلين في القطاع الخاص براتب لا يتجاوز الـ400 دينار.

وأوضحن أن التخصصات الطبية ليست كأي تخصصات وأن خريجيها لا يجدون أمامهم خيارات للتوظيف، إذ إنهم محصورون في التوظيف بين وزارة الصحة أو القطاع الصحي الخاص، مؤكدات أنه من الصعب عليهن فتح عيادة خاصة؛ وذلك لكون أن وزارة الصحة تفرض قوانين للحصول على ترخيص فتح عيادة خاصة، والتي منها أن تكون خبرة الطبيب لا تقل عن 5 سنوات، كما أن كلفة إنشائها عالية وأن كثيراً منهن غير قادرين على ذلك حالياً.

واستنكرن عدم توظيفهن على رغم من مرور أكثر من عامين من الحصول على رخصة مزاولة المهنة، في الوقت الذي يعاني فيه المرضى من وجود نقص كبير في الكوادر الطبية العاملة في تخصص طب الأسنان، وخصوصاً في ظل وجود شكاوى عن عدم حصول على مواعيد إلا بعد مرور عام، إضافة إلى كثرة تكدس المراجعين وحصولهم على العلاج بعد ساعات انتظار طويلة.

وأكدن أن تأخر توظيف الخريجين من التخصصات الطبية من شأنه أن يساهم في تفاقم مشكلة المواعيد والحصول على رعاية صحية ذات جودة، مطالبات بإسراع توظيفهن؛ لكونهن الأقدم ومنهن من تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف.