عندما احتجت إلى صباغ للعمل لمدة يوم أو يومين في منزلي خفت كعادة كثير من البحرينيين أن أتوجه إلى المقاولين الذين في بعض الأحيان - إن لم أقل عادة - ما يطلبون أربعة أضعاف سعر العمل المطلوب أو يرفضون قبول الأعمال البسيطة أو يعطونك موعدا مثل المواعيد التي يعطيها طبيب الأسنان في مستشفيات الحكومة التي قد تصل إلى أسابيع إن لم نقل شهورا.
وحيث أني من منطقة الرفاع وصفوا لي مكانا أجد فيه عشرات العاطلين الأجانب الذين نجد بينهم عمالا في كل المهن، أنا لم أصدق ما شهدته بعيني، فقد رأيت بيوتا يخرج منها طلبة وطالبات من أبنائنا البحرينيين ما وقف معه شعر رأسي، إنها ليست مجرد بيوت آيلة للسقوط، بل تعجبت كيف انها لم تسقط حتى الآن على أصحابها، تصوروا ان هذه المنازل لم يكن عمرها أقل من 50 أو 60 سنة فالجص الذي كان اللاصق (للصخور والفروش) القديمة قد زال عنها تماما بحيث يمكن أن تحسبها قطعة قطعة وتتعرف على خطوط خريطة (الفروش) قبل خريطة الطريق الأميركية، يا سبحان الله أهؤلاء هم أبناء هذا البلد الحقيقيون وفي الرفاع بالذات؟
تذكرت هذا الشريط كله عندما قرأت تصريح وزير الأشغال والإسكان فهمي الجودر أن وزارته ستعتمد برنامجا لتنفيذ خطة ترميم البيوت الآيلة للسقوط في مدن وقرى البحرين التي أمر عاهل البلاد بالبدء في حصرها، صحيح أن الله عطوف ورحيم بعباده إذ لا يبعث بالرياح والزلازل صوب البحرين وإلا لكان نصف أهاليها يموتون تحت أنقاض منازلهم.
كم أتمنى أن تنفذ الوزارة حصر هذه المنازل بأسرع وقت ممكن قبل أن يغير الله رحمته فيرسل شيئا من الرياح إلينا كما أرجو من الأجهزة التي تعودت على عرقلة التنفيذ أن تشارك جلالة الملك عطفه على شعبه فلا تؤخر أوامره.
وأقترح على وزارة الأشغال والإسكان أن تحتفظ بكمية كبيرة من الخيام في مخازنها ومعها المراحيض الجاهزة استعدادا لأي طارئ.
اللهم واصل رحمتك بهذا الشعب قبل حصر هذه البيوت الذي لا أعرف متى سيكون، ثم متى سيتم إصلاحها هل في هذا القرن أو الذي بعده؟
العدد 465 - الأحد 14 ديسمبر 2003م الموافق 19 شوال 1424هـ