شهدت فعاليات قمة العالم لمجتمع الانترنت التي استضافتها مدينة جنيف السويسرية نهاية الأسبوع الماضي فصولا جديدة من مسلسل الخلاف الكوني الذي برز مع تمدد منجزات العولمة وعصر الاتصالات خلال السنوات القليلة الماضية، ذلك الخلاف الذي كان وما زال يدور حول الفجوة الرقمية، تلك الفجوة التي تمثلت في سيطرة الدول الغنية على إنتاج وتسويق خدمات الانترنت وتحويل الملايين من سكان العالم لاسيما الدول الفقيرة إلى مجرد مستهلكين من الدرجة الأدنى.
ومن الملاحظات الجديرة بالتسجيل في هذا السياق أن الفجوة الرقمية حرمت الشبكة الدولية للمعلومات من واحدة من أهم سمات العصر وهي التنوع الذي سيحققه إفساح المجال أمام الجميع للتعبير عن، وعرض منتجاتهم وخدماتهم، بحرية وشفافية، حتى يتسنى لمستهلكي الانترنت التمتع بمختلف منتجات الأخيلة على مختلف مراجعها وثقافاتها وإبداعاتها.
ومن البداهة الإشارة إلى أن سد الفجوة الرقمية يحتاج إلى ملايين، إن لم تكن بلايين من الدولارات لكنها أن توافرت ستحقق قفزة نوعية هائلة لهذه الخدمات تتجاوز الفن والإبداع والابتكار إلى التجارة والأسواق والتحولات المجتمعية والاجتماعية المذهلة التي تعطي لعصر حضارة الاتصالات معناه الحقيقي والإنساني.
وعلى رغم أن قمة مجتمع الانترنت لم تخرج بحلول جذرية لأزمة الفجوة الرقمية فإنها دقت وبعنف على الباب الذي سيحقق اختراقات مذهلة - إن فتح - أمام فقراء العالم الثالث والدول النامية، وسيكون لهذا الطرق العنيف نتائج إيجابية في قمة مجتمع الانترنت المقبلة التي ستستضيفها العاصمة التونسية في العام 2005
العدد 465 - الأحد 14 ديسمبر 2003م الموافق 19 شوال 1424هـ