شهدت مايدوغوري في شمال شرق نيجيريا اليوم السبت (30 مايو/ أيار 2015) هجوما لبوكو حرام صده الجيش النيجيري ثم هجوما انتحاريا استهدف مسجدا، وذلك بعد بضع ساعات من تنصيب الرئيس الجديد محمد بخاري الذي تعهد التصدي للاسلاميين.
وفي خطاب تنصيبه ظهر الجمعة، وعد الرئيس النيجيري باقامة مركز جديد لقيادة الجيش في مايدوغوري بدلا من ابوجا بهدف تنسيق العمليات ضد بوكو حرام في شكل افضل.
لكن الرد لم يتأخر. فليل الجمعة السبت، وتحديدا بعيد منتصف الليل (23,00 ت غ الجمعة)، افاق سكان في حي دالا بجنوب مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو، على دوي صواريخ، وفق ما قال احدهم مودو كارومي لفرانس برس.
واكد سكان اخرون هذه الرواية، لافتين الى ان مئات من المقاتلين الاسلاميين حاولوا التقدم الى المدينة التي تضم مئات الاف النيجيريين الذين فروا من منازلهم جراء اعمال العنف في شمال شرق البلاد.
وقال مالام يوسف الذي يقيم في حي دالا ان "الصواريخ كانت تعبر فوق رؤوسنا وتسقط على منازلنا"، لافتا الى اضرار لحقت بمنزله واصابة زوجته.
وسمع مراسل لفرانس برس يقطن في الحي ما بدا انه نقل لقوات تنتشر عند الاطراف الجنوبية لمايدوغوري لوقف تقدم المتمردين.
وتحدث سكان اخرون عن سقوط صواريخ على منازل من دون ان يعلموا ما اذا كانت اسفرت عن ضحايا.
واكد ثلاثة مسؤولين امنيين كبار في مايدوغوري رفضوا كشف هوياتهم انه تم صد الهجوم، وقال احدهم "كل شيء تحت السيطرة".
ولم تمض ساعات قليلة حتى دخل انتحاري مسجدا في المدينة حيث فجر نفسه ما اسفر عن مقتل تسعة اشخاص على الاقل. ويحاذي المسجد الذي انهار سقفه سوق الاثنين التي تعرضت في الاشهر الاخيرة لهجمات انتحارية عدة نسبت الى بوكو حرام.
وتعرض الرئيس النيجيري السابق غودلاك جوناثان للانتقاد لعجزه عن احتواء التمرد الذي خلف منذ العام 2009 اكثر من 15 الف قتيل وتسبب بنزوح مليون ونصف مليون اخرين.
ولم يتمكن الجيش النيجيري من احراز نجاحات فعلية في مواجهة بوكو حرام الا في شباط/فبراير بفضل مساعدة الدول المجاورة تشاد والكاميرون والنيجر. ويبدو ان الاسلاميين يعيدون تجميع صفوفهم في المناطق النائية من ولاية بورنو وخصوصا على الحدود الكاميرونية.
ويؤكد بخاري الضابط السابق انه يمكن الحاق الهزيمة بالمتمردين وقد جعل من هذا الامر اولوية لديه.
ورأى يان سان بيار الذي يدير مركز "مودرن سيكيوريتي كونسالتينغا غروب" للابحاث ان قرار بخاري نقل مركز التنسيق العسكري من ابوجا الى مايدوغوري "حكيم جدا". واضاف ان "هذا الامر يظهر مقاربة اكثر براغماتية للتصدي لبوكو حرام".
من جهته، اعتبر المحلل راين كومنيغز ان هذه الخطوة "رمزية"، وقال "اعتقد ان بخاري يحاول تصحيح الانطباع ان شمال شرق نيجيريا قليل الاهمية بالنسبة الى الدولة النيجيرية وان الامن في هذه المنطقة لن يكون اولوية للنظام في ابوجا".
ولفت سان بيار الى ان قيادة العمليات من مكان يجاور الاحداث قد تحسن ايضا التنسيق الاقليمي، فرغم تشكيل تحالف ضد بوكو حرام فان مختلف الدول المكونة له تحركت حتى الان في شكل مستقل تماما.
وفي خطابه الجمعة، اكتفى بخاري بتوجيه الشكر الى جيرانه "لاستخدامهم قواتهم المسلحة بهدف محاربة بوكو حرام في نيجيريا"، من دون ان يوضح ما اذا كان يرغب في استمرار هذا التعاون العسكري. وكان البرلمان التشادي صوت قبل عشرة ايام على تمديد التدخل العسكري.
ويرى المراقبون انه لا بد من تعاون اقليمي للتغلب على بوكو حرام التي طرد مقاتلوها من المدن في اتجاه المناطق الحدودية.