العدد 4647 - الخميس 28 مايو 2015م الموافق 10 شعبان 1436هـ

السيسي يلتقي وزير الدفاع الأميركي الأسبق.. ويحذر من انتشار الجماعات المتطرفة

حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من مغبة انتشار الجماعات المتطرفة في الكثير من مناطق العالم، وليس داخل المنطقة العربية فحسب، وقال خلال لقائه ليون بانيتا وزير الدفاع الأميركي الأسبق، داخل مقر قصر الرئاسة يوم أمس الخميس (28 مايو/أيار2015)، إنه «إذا انتشرت تلك الجماعات في أفريقيا وبعض دول آسيا ووصلت إلى بعض الدول الغربية فإن هذا يتطلب تكاتف جهود المجتمع الدولي للحيلولة دون امتداد خطر الإرهاب إلى مناطق حيوية في العالم، قد تهدد حركة الملاحة الدولية، كمضيق باب المندب والبحر الأحمر، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الجمعة (29 مايو/أيار2015).

وبينما أعلن الجيش المصري أمس أنه «تم إحباط تفجير 10 عبوات ناسفة زرعتها العناصر التكفيرية على طريق القوات في سيناء، دون أن تتسبب في أضرار»، قالت مصادر أمنية إنه «تم توقيف القيادي الإخواني محمد طه وهدان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين مسؤول تربية الشباب داخل الجماعة، المختفي منذ فض اعتصام لـ«الإخوان» بميداني «رابعة والنهضة» صيف العام قبل الماضي، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.

وبخصوص لقاء الرئيس السيسي مع المسؤول الأميركي الأسبق، قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية، إن «الرئيس السيسي أشاد بعلاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين القاهرة وواشنطن»، واستعرض مجمل تطورات الأوضاع التي شهدتها مصر خلال السنوات الأربع الماضية، لافتا إلى أن الإرادة الشعبية المصرية انتصرت في النهاية، وتمكن الشعب من الحفاظ على هويته وصون مقدراته.

وذكر السفير يوسف أن رئيس الاستخبارات الأميركية الأسبق أشاد بدور مصر في المنطقة، ليس على صعيد مكافحة الإرهاب على المستويين الداخلي والدولي فحسب، ولكن أيضا لكونها تقدم نموذجا لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، والتغلب عليها لبناء دولة قوية آمنة ومستقرة، مضيفا أن «اللقاء تطرق أيضا إلى الأوضاع الإقليمية في عدد من دول المنطقة، مثل اليمن وسوريا وليبيا والعراق، حيث أكد الرئيس السيسي أهمية توافر حلول سياسية للأزمات في هذه الدول، بما يكفل الحفاظ على سلامتها الإقليمية ووحدة أراضيها، بالإضافة إلى صون مقدرات شعوبها ودعم مؤسساتها الشرعية، التي تعد إحدى الركائز الأساسية لكيانات هذه الدول، لا سيما أن التجربة العملية كشفت عن حجم المخاطر والتحديات التي تنجم عن هدم مؤسسات الدول، وأن محاولات إعادة بنائها حتى مع التدخل العسكري المباشر قد لا تؤتي ثمارها المرجوة.

من جانبه، قال بانيتا إن «الرئيس السيسي يقود مصر في وقت بالغ الصعوبة، ونجح في تجنيبها مخاطر كثيرة»، مؤكدا أن مصر تعد شريكا رئيسيا للولايات المتحدة في المنطقة، وإنه يتعين العمل معها بشكل وثيق، وتقديم كافة أشكال الدعم اللازمة لتحقيق أمنها واستقرارها، لا سيما أن التطورات التي تشهدها المنطقة تعد غير مسبوقة.

وأضاف بانيتا أن تردي الأوضاع الأمنية، وانتشار حالة عدم الاستقرار السائدة في الكثير من دول المنطقة، يمثلان تهديدا للأمن القومي الأميركي، ومن ثم فإنه يتعين دعم الجهود المصرية لمكافحة الإرهاب، مؤكدا أهمية فكرة إنشاء القوة العربية المشتركة التي طرحتها مصر، لما سيكون لها من أثر بالغ في إقرار الأمن، وتحقيق الاستقرار والتوازن في المنطقة.

في غضون ذلك، قالت مصادر عسكرية وشهود عيان إنه «في إطار الحملة التي تقوم بها الشرطة والجيش للقضاء على العناصر المتورطة في تنفيذ أعمال عدائية بسيناء، تم توقيف 39 من العناصر التكفيرية أمس، وإبطال مفعول 10 عبوات ناسفة، وتدمير منزلين و13 دراجة بخارية».

وباشرت نيابة شمال سيناء أمس التحقيق في حادث مقتل وكيل المباحث الجنائية بمديرية أمن شمال سيناء، وإصابة رئيس مباحث الآداب بالمديرية، و3 ضباط بإدارة البحث الجنائي، وأميني شرطة بقسم ثالث العريش، في حادث تفجير مدرعة بمنطقة السمران، وقالت المصادر العسكرية إن التحقيقات الأولية أشارت إلى تورط جماعة «أنصار بيت المقدس» في الحادث، وإن أحد عناصرها قام بزرع عبوة ناسفة على جانب الطريق، وانفجرت أثناء سير المدرعة بوسط مدينة العريش.

وتتخذ تنظيمات متشددة من شبه جزيرة سيناء مرتكزا لعملياتها ضد عناصر الجيش والشرطة. ومنذ عزل مرسي المنتمي لجماعة الإخوان عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي استمر عاما، تزايدت وتيرة الهجمات الإرهابية، وتحولت احتجاجات كثيرة نظمها أنصاره إلى عنف دام.

في سياق آخر، قالت مصادر أمنية إن «السلطات المصرية تمكنت من اعتقال محمد طه وهدان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، الليلة قبل الماضية في أحد شوارع مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة»، مضيفة أنه كان يختبئ هناك، وكان يجري لقاءات تنظيمية بصورة مستمرة مع عناصر الجماعة خاصة الشباب، وسط أنباء ترددت حول توليه مهمة القائم بأعمال المرشد العام للجماعة محمد بديع (المسجون حاليا).

ويعد وهدان ضمن قائمة المتهمين في قضية كتائب حلوان، التي أحيلت إلى المحاكمة بتهمة التخطيط لأعمال عنف. ويقول خبراء في الحركات الإسلامية إن «وهدان شخصية مهمة داخل الإخوان، باعتباره مسؤول قسم التربية القريب من الشباب، وله تأثير قوي عليهم»، مؤكدين أن وهدان «يعتبر من أهم الشخصيات الإخوانية الذين لم يقبض عليهم، ومن المرجح أن يؤدي ضبطه إلى فراغ كبير في الجماعة».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً